المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 24 مارس 2025
فيصل الزهراني
فيصل الزهراني
فيصل الزهراني

جودة الحياة وطموحات الشباب



تُعد جودة الحياة من المفاهيم الحديثة التي بدأت تحظى باهتمام واسع في مختلف دول العالم، كونها ترتبط بشكل مباشر براحة الإنسان ورفاهيته وسعادته. ومع تسارع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، أصبح من الضروري ربط جودة الحياة بـ طموحات الشباب، كونهم الفئة الأكثر تأثيرًا وقدرة على صناعة المستقبل.

إذ يتلخص مفهوم جودة الحياة بأنه لا يقتصر فقط على تحسين الدخل أو توفر الخدمات، بل تشمل أيضًا الصحة النفسية، التوازن بين العمل والحياة، توفر المساحات الترفيهية، الفرص التعليمية، الحرية الشخصية، الأمان، والبيئة النظيفة. هي باختصار: أن يعيش الإنسان حياة كريمة تحقق له الراحة والرضا.

والشباب بطبيعتهم يملكون طاقة عالية وطموحات كبيرة في مختلف المجالات، سواء في التعليم، ريادة الأعمال، الابتكار، أو العمل التطوعي. ولكن لتحقيق تلك الطموحات، يحتاجون إلى بيئة محفزة تدعمهم وتؤمن بقدراتهم.

العلاقة بين جودة الحياة وطموحات الشباب:

- البيئة المحفزة تصنع الإبداع: حينما يجد الشاب فرص عمل عادلة، ومساحات للتعبير عن رأيه، ومجالات لممارسة هواياته، فإنه يصبح أكثر إنتاجًا وطموحًا.

- الصحة النفسية مفتاح النجاح: جودة الحياة التي تراعي الجوانب النفسية تساعد الشباب على تجاوز الضغوط وتحقيق التوازن، ما ينعكس إيجابًا على سعيهم نحو أهدافهم.

- التعليم والتطوير: توفير فرص تعليم متقدمة ومهارات حديثة يمثل حجر أساس لطموحات الشباب. فكلما زادت جودة التعليم، زادت فرص النجاح.

ونلاحظ بأن الدول التي تسعى لنهضة شاملة تدرك أن الاستثمار الحقيقي يكون في شبابها. ولهذا نجد كثيرًا من الدول - مثل السعودية في "رؤية 2030" - تضع جودة الحياة ضمن أولوياتها، عبر تطوير المدن، دعم الترفيه، تعزيز الرياضة، وتوفير الفرص الوظيفية.

كما للمجتمع والأسرة دور في دعم الشباب نفسيًا واجتماعيًا، وتوفير البيئة الآمنة لهم لاكتشاف قدراتهم وتحقيق أحلامهم.

وتحقيق جودة الحياة ليس هدفًا بحد ذاته، بل هو وسيلة لصناعة جيل شاب قادر على تحقيق أحلامه وخدمة وطنه. وكلما ارتفعت جودة الحياة، زادت معها ثقة الشباب بأنفسهم، وارتفعت سقوف طموحاتهم نحو مستقبل أفضل وأكثر إشراقًا.
بواسطة : فيصل الزهراني
 0  0  961