المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 28 مارس 2025
المهندس/ علي السليم
المهندس/ علي السليم
المهندس/ علي السليم

دوامة الحياة: سباقٌ بلا خط نهاية! هل أصبحنا نركض بلا توقف

[JUSTIFY]؟

في عالم يتسارع بإيقاعه الجنوني، نجد أنفسنا في سباق لا نعرف متى بدأ ولا كيف سينتهي. نلهث خلف متطلبات الحياة، نُصارع لضمان الاستقرار المادي، ونبحث عن لحظة راحة لا تأتي أبدًا. بين العمل والالتزامات والمسؤوليات، أصبح الركض أسلوب حياة، وكأننا مطالبون بالفوز في سباقٍ بلا خط نهاية!

حياة متسارعة... بلا هدنة

لم تعد الأيام تتشابه، بل تتداخل في بعضها كأنها مشاهد متسارعة لفيلم طويل. بالكاد نشعر بتغير الفصول، وسرعان ما نُفاجأ بانقضاء عام آخر ونحن لا نزال نركض! حتى الوقت الذي كنا نحسبه حليفًا، أصبح خصمًا لا يُبقي لنا فرصة للراحة. القهوة التي كنا نتذوقها على مهل، أصبحت تُشرب على عجل، حتى أننا لا ندرك متى انتهت الكوب الأخير!

التكنولوجيا... تواصل أم عزلة؟

رغم أن التكنولوجيا قيل إنها وُجدت لتقربنا من بعضنا، إلا أنها فعلت العكس تمامًا. نعيش تحت سقف واحد، لكن كلٌّ منا غارق في عالمه الافتراضي. نجتمع حول المائدة، لكن العيون لا تفارق الشاشات. نلتقي ولا نلتقي، نعيش اللحظة من خلف كاميرا الهاتف، ونوثّق حياتنا الرقمية أكثر مما نعيش واقعها الحقيقي.

حتى الاجتماعات الافتراضية التي وفّرت علينا عناء التنقل، جعلتنا مطالبين بأن نكون متاحين على مدار الساعة، وكأننا بطاريات لا تفرغ أبدًا!

ضغوط اقتصادية لا تهدأ

من جانب آخر، لم تترك الضغوط الاقتصادية مجالًا للراحة. الأسعار في ارتفاع، المصاريف تتزايد، والالتزامات المالية تلاحق الجميع. في الماضي، كان التسوق تجربة ممتعة، أما اليوم فقد أصبح تحديًا مرهقًا للعثور على أفضل العروض وأقل الأسعار. وكأن الحياة لم تكتفِ بجعلنا نركض وراء المال، بل جعلتنا نركض حتى عند إنفاقه!

رمضان... ضيف كريم في دوامة الحياة

وسط هذا السباق المحموم، يأتي رمضان كضيفٍ كريم، يدخل بهدوء ويعيد ترتيب أولوياتنا. يمنحنا فرصة لنلتقي بعيدًا عن الشاشات، لنجتمع حول مائدة واحدة بروح حقيقية، ونشعر أن للحياة وجهًا آخر أكثر سكينة. إنه الشهر الذي يُبطئ إيقاع الحياة قليلًا، يذكّرنا أن الركض المستمر ليس الحل، وأن هناك أشياء أهم من الانشغال الدائم.

لكن كما جاء رمضان بهدوء، يغادر أيضًا بهدوء. نودّعه بأمل أن تبقى آثاره معنا، أن تستمر لحظات الطمأنينة، لكن سرعان ما تعود عجلة الحياة إلى دورانها المعتاد، ونجد أنفسنا نركض مجددًا، وكأن شيئًا لم يكن!

كيف نخرج من هذه الدوامة؟

إذا كان الركض أصبح جزءًا من نمط حياتنا، فكيف نعيد التوازن إليها؟ إليك بعض الخطوات العملية التي قد تساعدك في كسر هذه الدوامة (مقترحة) لعل ان تنفع لكم اما انا فلا جدوى منها تقريبًا:

✅ إعادة ترتيب الأولويات: لا تجعل العاجل يُلهيك عن المهم، خذ وقتًا لتقييم ما يستحق جهدك فعليًا.

✅ تقليل الإدمان الرقمي: خصص أوقاتًا خالية من الأجهزة الإلكترونية، عش اللحظة دون الحاجة لتوثيقها.

✅ إحياء العلاقات الواقعية: التفاعل الحقيقي أغنى من أي محادثة افتراضية، فلا تجعل التكنولوجيا تحل محل الروابط الإنسانية.

✅ التوقف عن مطاردة الكمال: ليس كل شيء يجب أن يكون مثاليًا، فالمبالغة في البحث عن الكمال تستنزف الطاقة بلا فائدة.

✅ تعلم فن التوقف: ليس كل سباق يستحق الجري فيه، وأحيانًا يكون القرار الصحيح هو الوقوف والتأمل.

✅ تذوّق الحياة ببطء! حتى لا تتحول إلى مجرد قائمة مهام نؤديها بلا إحساس.

وأخيرًا... إلى أين نمضي؟

بعد كل هذا الركض، هل نعرف حقًا إلى أين نحن ماضون؟ هل نركض لأننا نريد الوصول، أم لأن الجميع يركض؟ ربما الحياة ليست سباقًا، بل رحلة... فهل سنختار أن نعيشها، أم سنظل نركض بلا وجهة؟
بواسطة : المهندس/ علي السليم
 0  0  9.9K