تطلعات..مع بدء العام 2016م
و نفطنا يسعى سعره نحو اسفل الثلاثين دولاراً..او دونه! و احسن التقديرات تشير الى احتمال مواصلة الانخفاض لفترة ..قبل زحفه قليلاً وئيداً الى الأعلى ليصل ربما الى 70، لكن (بعد) 5 سنوات، في 2020م. و سيكون اقل من (نصف) ما كان قد بلغ قبل اقل من عامين مضت!
و أمامنا تقشف قسري و تقشفات، تستدعي نفض غبار الاستكانة للتحدث الى انفسنا و الرتب على اكتاف بعضنا البعض بأنّ وضعنا الاقتصادي عال العال: 'زين.زين، كـُلّش زين'!
بل و القول بأنّ من سُمـُو وضعنا الاقتصادي انك تجدنا ضمن الـ20 الأعلى؛ بينما لا احد -فيما يبدو- يُرجعُ البصر حتى ولو لمرة، للبحث في معنى ذلك من ناحية واقع ذلك من الناحية التنموية الهيكلية (الشاملة)و الاجتماعية الاقتصادية (الحقيقية).. فيما وراء االناحية المالية الدفترية البحتة؛ و أن هكذا دخلاً كان اصلاً نتيجة دخل ريعي من النفط كان متكئاً على سعر هو (ضِعفِ مُستحقه)..و لعدة سنوات!
و تجدنا حتى دون ملاحظة احد (على ما يبدو) أن موقعنا ضمن الـ20، حتى من الناحية المالية/الريعية البحتة، انما هو في القاع.
و تجدنا، على المستويين العام و الخاص كأنّنا لا يحيط بنا اي خطر محيق و لا جُرف سحيق، و أن الأمور، لا تزال: 'زين.زين، كلش زين'! بينما امامنا تقشف وراءَه تقشفات، و 'رفع دعم' وراءَه حذوفات مما سيرفع أنواعاً من الاسعار، كالغذاء و المستهلكات و المحروقات* الأساسية في حياتنا و مصروفاتنا اليومية.
و بينما تجدُ مُضيَّ الصرفِ الباذخ، و التعالي في البنيان؛ و كذلك في التباري و التباذخ حتى بمزايدات الإبل و مزاين الأغنام!
زد على ذلك: البذخ الفاضخ.الفادح،* مثلاً في الولائم و الحفلات في شكل 'موضة' استخدام افخر العطور و زيوت العُود (الملوكية) في غسل الايدي قبل تناول الطعام من الحاشي والمحاشي و الحواشي؛ و كأننا لم نتأثر و لو من طرف بالأزمة الاقتصادية العالمية قبل سبعة من الأعوام؛ بل و كأننا لسنا في خضم ازمة ميزانياتية و تمويلية جديدة الآن و في القادم من الأيام.
في النواحي الخارجية، يحسن اعادة البرمجة و الهيكلة. و لعلنا ننأى عن الانزلاق في النزاعات المنهكة، و نتحاشي 'التحالفات' غير المجدية؛ و إعادة اكتشاف اهمية الجنوح جدياً -و كمسلك عام- الى السلم و الدبلامية (الدبلوماسية) الحاذقة المتفانية في الاجتهاد نحو الوئام و حسن الجوار. و ذلك بالمساهمة الفاعلة و الواقعية و الفعالة نحو ما صار اسمه 'الأزمة السورية'..التي حلت محل 'القضية الفلسطينية'! و كذلك اهمية تحاشي المضي في الانجراف نحو مزيد من التعادي مع اليمن و ايران.. الجارتين السرمديتين عبر الأزمان. و ذلك بالعمل الدبلامي (=الدبلوماسي) و التفاوضي.بل -و أيضاً- العمل حثيثاً على رأب الصدوعات البينية العربية الخليجية.الخليجية، الظاهرة و الشبه.خفية، النفطية والحدودية، بيننا و 'اعضاء' مجلس 'التعاون': قطر، و الإمارات؛ بل و حتى مع الكويت (و ان شئت،* فحتى حتى، مع البحرين و عُمان)
و بالنسبة لإيران بالذات، فلعلنا نحتاج من آن لآخر، ان نتذكر أن 'الحفلة قد انتهت' بالنسبة لـ'لموضوع 'النووي' بين ايران و الغرب، و انهما طي تنمية تعاونات حثيثة و متعددة، بل و في طور تنشئة عدد من التحالفات لتخلفُ التخالفاتِ و التصادمات؛ و لقد ظهر ذلك جلياً بعد ايام من توقيع الاتفاق بينهما.
و بذا، لا يحسن ان نـَبقى نحن، او أن نــُبـقي انفسنا، في متاهة التصورات و تيه التخيلات؛ بل علينا إعمالُ دبلامية (=دبلوماسية) متجددة، متفاعلة بحذق و بأنماطٍ عمليةٍ مع التغيرات، بدءاً بالعام 2016م، وفيما بعده من السنوات.
في القطاع الداخلي، يحسن مع بدايات 2016م و مع مضي الربع الأول من1437هـ: اعادة توضيب بيتنا..و ذلك بتفعيل متزايد متسامٍ ازاء انواع الفساد؛ و وضع حد حاسم للتوجهات الطائفية السلبية، و بتنظيف قاموسنا الاجتماعي من المفردات العدائية البينية و* البين.مذهبية، و رأبٍ الصدع الاجتماعي بمختلف الجهات و التوجهات الفكرية الدينية و غير الدينية، و ذلك في عقد اجتماعي جديد يعتمد 'المواطنة' ديدناً، و يجزم بتجريم الطائفية و التنابز و الشحن.. بدءا بالمنابر في المساجد و في الحسينيات، و كذلك في مختلف الديوانيات و الصوالين المنتشرة في انحاء البلاد.