الاعلام و تحديات المصداقية وتهديد المهنية
الإعلام هو مرآة المجتمع ووسيلة التواصل التي تنقل الحقائق والأحداث وتعكس تنوع الأفكار والآراء. لكن للأسف، هناك فئة من الإعلاميين الذين يستغلون هذه المهنة النبيلة لتحقيق أهداف شخصية أو لإرضاء أحقادهم ودوافعهم الذاتية، مما يسيء إلى سمعة الإعلام ويضر بالمجتمع ككل.
تتسم هذه الفئة من الإعلاميين بغياب القيم المهنية والأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها الإعلامي الحقيقي. إنهم يتسلقون السلم الإعلامي عبر استخدام الأساليب غير المهنية مثل التضليل والتشويه ونشر الشائعات، بدلاً من الالتزام بنقل الحقيقة بموضوعية وشفافية.
يعتبر الإعلامي المهني الحقيقي حارسًا للقيم والأخلاق، يسعى دائمًا لنقل الحقائق بصدق ويضع مصلحة المجتمع فوق أي اعتبار. في المقابل، يظهر متسلقو الإعلام بمظهر النقيض تمامًا،
حيث يطغى عليهم حب الظهور والشهرة والرغبة في إثارة الجدل بغض النظر عن الأثر السلبي الذي قد يتركه هذا السلوك على المجتمع.
على الرغم من التحديات التي يواجهها الإعلام المهني في ظل وجود هذه الفئة، يظل الأمل قائمًا في تحقيق التوازن واستعادة الثقة بين الجمهور والإعلام. ينبغي أن يكون هناك دور فاعل للمؤسسات الإعلامية في مراقبة أداء الإعلاميين وضمان التزامهم بالقيم والمبادئ المهنية.
في النهاية، يمكن للمجتمع أن يلعب دورًا محوريًا في مواجهة هذه الظاهرة عبر التوعية بأهمية الإعلام النزيه والمستقل، ودعم الإعلاميين الذين يلتزمون بالمهنية والأخلاق في عملهم. الإعلام هو أداة قوية يمكنها أن تسهم في بناء مجتمعات واعية ومستنيرة، ويجب علينا جميعًا أن نحرص على الحفاظ على نزاهته ومصداقيته.