المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 7 أبريل 2025
وديعة الحربي
وديعة الحربي

رمضان " حاضرنا و ماضينا "

رمضان هو شهر مميز يحتل مكانة خاصة في قلوب المسلمين حول العالم، فهو شهر العبادة والتقرب إلى الله، وموسم للرحمة والمغفرة. إلا أن تجارب الناس في هذا الشهر لم تكن دائمًا واحدة، فقد شهد رمضان تغيرات كبيرة في طقوسه وعاداته بين الماضي والحاضر.

- رمضان في الماضي

في الماضي، كان شهر رمضان يحمل طابعًا تقليديًا عميقًا. كانت المجتمعات تكتنفها روح التعاون والمشاركة، حيث كان الناس يجتمعون مع أسرهم وأصدقائهم على مائدة الإفطار. وكانت الأكلات الرمضانية تُحضَّر بطرق تقليدية، وتعتمد في الغالب على الإلهام المحلي.

كذلك، كانت تُقضى ليالي رمضان في العبادة، حيث تعدّ صلاة التراويح وجلسات الذكر والتلاوة من أبرز الأنشطة. في الأحياء القديمة، كانت تُقام موائد كبيرة في الشوارع، حيث يتشارك الجيران الطعام مع بعضهم البعض ويحتفلون بحلول الشهر الكريم.

ومن الناحية الاجتماعية، كانت الناس تُظهر كرمها من خلال توزيع الطعام على الفقراء والمحتاجين، وهو ما يُعرف بـ "إفطار الصائم". وكان لهذا العمل أثر كبير في تقوية الروابط الاجتماعية وتعزيز قيم المودة والتكافل.

- رمضان في الحاضر

مع تقدم الزمن، شهدت عادات شهر رمضان تغييرات كبيرة. أصبحت الحياة اليومية أكثر تعقيدًا، حيث تزايدت الالتزامات العملية والتعليمية، مما جعل بعض الناس يشعرون بالضغط في التوفيق بين العمل وعبادة الصيام.

تأثرت روحانيات رمضان أيضًا بالتحولات التكنولوجية. أصبحت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورًا مهما في حياتنا، مما يسهل التواصل والتفاعل بين الناس. بينما كانت الزيارات العائلية تُعتبر تقليدًا مهمًا، أصبح التواصل الرقمي هو السائد، مما يساهم أحيانًا في تباعد العائلات.

وعلى الرغم من ظهور الأطعمة السريعة والجاهزة، لا يزال الناس يُقبلون على إعداد الأطباق التقليدية، ولكن قد يختار البعض تناول الوجبات السريعة بسبب الانشغال أو ضيق الوقت. ومع ذلك، يظل الإفطار الجماعي والعزومات سمة بارزة في رمضان، حيث تُعقد الولائم لتجمع الأصدقاء والعائلة.

- التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية

تسبب رمضان أيضًا في تغييرات اجتماعية واقتصادية. على الرغم من أن العديد من الشركات تحتاج إلى تعديل جداول عملها لتناسب الشهر، إلا أن هناك نشاطًا تجاريًا مزدهرًا خلال هذه الفترة بسبب الزيادة في الطلب على المواد الغذائية والمأكولات الخاصة برمضان.

بيد أن التحديات لا تزال قائمة، حيث يحاول البعض مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة، مما يؤثر على قدرتهم على الصيام وشراء المواد الغذائية.

- الخلاصة

شهر رمضان هو شهر يحمل في طياته معاني سامية، وهو وقت للتجديد الروحي والتفاعل الاجتماعي. ورغم الفوارق بين الماضي والحاضر، يبقى جوهر رمضان كما هو، حيث يستمر المسلمون في السعي للتقرب إلى الله وممارسة الطاعات. إن قيم الكرم والمشاركة والتعاون لا تزال حاضرة، وإن اختلفت أساليب التعبير عنها. رمضان، بغض النظر عن التحديات والضغوط التي قد تصاحب الحياة الحديثة، لا يزال يُعتبر فرصة لتجديد الروابط العائلية وتعزيز قيم الإنسانية.
بواسطة : وديعة الحربي
 0  0  3.6K