المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
الدكتور عبدالقادر الجهني
الدكتور عبدالقادر الجهني

اليافعون... الفئة المنسية (1)

آباء المراهقين وحدهم يعلمون لماذا تأكل بعض الحيوانات صغارها مبكرا....هذه فكرة تكاد تكون سائدة عن المراهقين (اليافعين) أنهم مصدر إزعاج حتمي للأسرة.. هل هذا صحيح؟ ولماذا؟ من هم المراهقون؟ لماذا يتصرف المراهق بهذا الشكل ؟ما أبرز مشاكلهم الصحية ؟ النفسية؟ كيف ينبغي أن يتعامل الأهل مع المراهق؟ هذه المقالات تحاول الإجابة باختصار عن هذه الأسئلة رغم صعوبة بعضها أو صعوبة الحصول على إجابة واضحة ومحددة. من هم المراهقون ؟ بحسب منظمة الصحة العالمية هم الفئة من عمر 10 إلى 19 سنة وتشمل الطفولة المتأخرة ومرحلة المراهقة ، وهناك استخدامات مختلفة لكلمة المراهق واليافع ليس هذا مجال بحثها لغويا، واستخدمت كلمة (اليافعون) في العنوان تماشيا مع *( الجمعية السعودية لطب اليافعين ) والتي سأتحدث عنها لاحقا بإذن الله. لماذا الفئة المنسية؟ هذه الفئة الغالية على قلوبنا تشكل أكثر من ثلث سكان المملكة العربية السعودية بحسب إحصائيات وزارة الصحة ومصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات ولكن لا تزال الخدمات المقدمة لهم دون المأمول المتناسب مع عددهم ، فمثلا لا يوجد من الأطباء في المملكة* متخصصون في هذا المجال ( طب اليافعين ) سوى عدد لا يتجاوز عدد أصابع اليدين* وأول عيادة في الوطن العربي أفتتحت عام 2008 في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني ، كما أن البرامج الموجهة لهذه الفئة محدودة جدا بل والأماكن المخصصة لهم والفرص المتاحة محدودة جدا والكتب والقصص والروايات كلها إما للأطفال الصغار أو للكبار فكأن هذه المرحلة قد سقطت سهوا إلا ما ندر. لماذا يتصرف المراهق بهذا الشكل؟ هناك دراسات كثيرة على تطور مخ المراهق أثبتت وجود علاقة مادية بين نمو المخ وبين قدرته الوظيفية .. بمعنى آخر هناك تفسيرات مادية لكثير من تصرفات المراهقين التي نراها مزعجة وغير مقبولة نتيجة مرحلة نمو المخ التي يمر بها المراهق وهذا ما يدعونا إلى ضرورة تفهم مواقفهم وتصرفاتهم والحرص على التوجيه لا التوبيخ. المراهق لم يعد طفلا ولم يصبح رجلا بعد فمن الظلم معاملته أصغر من سنه كطفل ومن غير العدل أن يطلب منه مهمات أكبر من سنه كرجل وهنا نحتاج إلى توازن دقيق. الحديث بصيغة المذكر ولكنه ينطبق على الجنسين مع فروقات بينهما بحسب الثقافة والتكوين الجسدي والنفسي.
 0  0  13.7K