المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 27 فبراير 2025

محمدصالح البدراني

مائة بركان في القطب الجنوبي والمسار الحرج


التغيير المناخي:
في مقالات متعددة ونحن نتحدث عن الموارد المائية والسدود، وكان فيها نفيا للقول بان هنالك تغيير مناخي وكأنَّ كارثة قادمة، أن ما يحصل هو اضطراب مناخي.
ما لفرق بين التغيير المناخي وبين الاضطراب المناخي:
المناخ هو النمط الطويل الأمد للطقس في منطقة معينة. يمكن أن يتغير الطقس من ساعة إلى أخرى، أو من يوم إلى يوم، أو من شهر إلى شهر، أو حتى من عام إلى عام. المناخ يعبر عن أنماط الطقس في منطقة ما، والتي يتم تتبعها نحو 30 عامًا، فيمكن وصف المناخ إذن تغير مؤثر وطويل المدى في معدل حالة الطقس ويشمل العالم كله أو اغلبه؛ الشك الحالي لصعوبة البت علميا بنتائج عوامل ليست خاضعة للقياس فلا يمكن مع هذا التعريف أن نطلق كلمة التغيير المناخي على الاضطراب في الطقس فما نراه الآن غير قابل للقياس لقراءة دقيقة؛ أمطار كثيفة وتوقف طويل أو توقف ثم أمطار متباعدة ومدمرة، زلازل متزامنة، وشبيهه هو اضطراب مناخي يمكن تعريفه للتقريب فقط انه ما لايمكن قياسه أي اضطراب في مناخ الأرض مع ارتفاع في درجة نسبي في درجة الحرارة، تغيير في نوعية التنوع البيئي بشكل ملحوظ أنماط متعددة وغير ممكن توصيفها كثابت سنوي أو دوري؛ الانفجارات البركانية، الزلازل، فيضانات وثلوج في مناطق مصنفة حارة وذوبان الجليد مثلا.
هل سيتحول الاضطراب المناخي إلى تغيير مناخي؟ هنا لابد أن نتعمق بالمستجدات والحقيقة من يملك المعلومات الدقيقة لا يفصح عنها بشكل تزامني بحكم الإجراءات واللوائح والتسلسل الاختباري الدقيق للتأكد من الظاهرة ووصفها قبل إعلانها، وسواء حصل تغيير مناخي واستقر أو عادت الأمور إلى وضعها فكلا الحالين سيتعامل معه العلم ولن يكون كارثة مادام يخضع للقياس.
امر محسوس فقط ولكن لا نملك تأكيدا عنه أو على الأقل لا تأكيد بما يجعلني ابني واستنتج بدقة على معلومات مازالت غير مؤكدة ومشوشة في الإعلام لان الكل يتكلم بها، وترى المهندسين والجيولوجيين اقل الناس جزما بما يحصل وسيحصل بيد أن ما يمكن الجزم به عند هذا الحد أن ما يحصل لايمكن تسميته بالتغيير المناخي بل بالاضطراب المناخي وليس معلوما إن كان سيحصل تغيير ما دأم هذا يمثل حالة من دورة مناخية قاسية ليعود المناخ والطقس إلى حالة معيارية لها مقاييس قد لا تختلف عن تاريخ المرصود من قراءات، ولست مع أن يعزى الأمر للاحتباس الحراري كليا لكن من الواضح أن هنالك عوامل أخرى ربما أكثر تأثيرا وهو اللب الصلب للأرض، كل ما متعلق بهذا هو امر نظري يرتكز على قراءات وفق المتاح من تقنية، هنالك حديث عن توقف أو تباطؤ اللب بالدوران، وان كان نظريا تشكل حركته عامل المجال المغناطيسي فان توقفه سيضعف المجال المغناطيسي حتى يعاود الدوران أو يحدث انقلابا مغناطيسيا وهذا يعني فقدان الدرع الأرضي وبالتالي تأثر الأرض بالفيض الشمسي، وتزامن هذا مع براكين القطب الجنوبي سيكون مسارا صعبا لابد من اهتمام ودراسة اعمق له.
براكين القطب الجنوبي: تقع القارة القطبية الجنوبية على مساحة كبيرة من اليابسة. وتحت هذه الطبقة الجليدية الملساء توجد جبال ووديان. ويصل ارتفاع سطح الطبقة الجليدية في القارة القطبية الجنوبية إلى 4000 متر، ولكن سلسلة جبال جامبورتسيف يصل ارتفاعها إلى 2700 متر وتقع تحت الطبقة الجليدية في شرق القارة القطبية الجنوبية.
تربة القطب الجنوبي مازالت قيد البحث، لكن هنالك تأكيد أن تحت الجليد يوجد تربة ومن أنواع متعددة منها البازلت، البراكين التي تحدث تحت الصفائح الجليدية معروفة باسم «غلاسيفولكانية»، أو البراكين تحت الجليدية. ويبدو تأكد ما زعمه باحثون من جامعة إدنبره اكتشفوا مؤخرا 91 بركانا جديدا تحت الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي، ليكون العدد 138 بركانا؛ الأمور إذن ليست جديدة، لكن النشاط العالي الذي يحصل هو فيما اعزوه لحركة اللب الأرضي الهائمة أن توقف عن الدوران، أو محاولته استعادة الحركة من جديد وهذا يوجه الصهارة إلى المنجمد البارد مع تزايد الذوبان وتقليل الضغط على اللب، فان حصل وتفجرت البراكين واستمرت لفترة طويلة فان الخطر كبير على نقصان مساحة اليابسة واختفاء ولايات ودول وتشريد سكان وكارثة كبرى، لكن هذا لا يقع ضمن التغيير المناخي وإنما سيكون عاملا مضافا في تغيير درجة الحرارة في الأرض وربما إلى حالة من الجفاف والتصحر مع عواصف وكوارث الطبيعة المضطربة، وقد ينشط الأسوأ لكن هذا بعيد الاحتمال وفق تقدير العلماء في هذا المجال.
ما مطلوب منا:
العراق من الدول الثرية ولابد أن تدار ثروتها للوقاية من التقلبات المناخية والاقتصادية والسياسية وغيرها، وهذا يأتي من خلال استثمارات واعية وإنشاء مشاريع تبقي البلد صامدا أمام حالات الارتفاع في الحرارة أو الانخفاض فكلا الحالتين محتملة كما يحتمل بنصف النسبة أن الأمور تعود كما كانت، فلابد أن نتوجه باتجاهات متعددة في السنين القادمة وقد تأخرنا في هذا زمنا طويلا باتفاق المختصين في الموارد المائية وما يحدث من سوء إدارة وقيادة إدارية فيها، 1)إقامة السدود، 2)مع إقامة محطات التحلية، 3)الاتفاقات الإدارية والفنية في مجال الموارد المائية بين دول المنبع والمصب، 4)التنقيب عن الثروات المائية في مخازن المياه الجوفية في المنطقة الغربية ومدى حقيقة ما ذكر عنها بانها متجددة، وخزينها محمي لانها ستنفع كخزانات أرضية وهذا لا يتوفر في أي نقطة من العراق بهذه الصيغة خصوصا في المنطقة المسماة بالطفل السفلي جيولوجيا أو الفارس السفلي، 5)ولابد من إنشاء مركز للدراسات وتبادل المعلومات في كل اتجاه للبيئة والموارد المائية وتجميع الخبرات المحلية وتطوير الإدارة للموارد المائية والبيئة، لأننا لا نملك شيئا أمام هذا المسار وان كان مستبعدا إلا الإعداد للدفاع من اجل البقاء.

 0  0  930