رقة القلب.. نعمة لا يدركها الجميع
رقة القلب ليست ضعفًا كما يظن البعض، بل هي نعمة عظيمة تدل على صفاء النفس وسمو الروح. فالقلب الرقيق هو ذلك القلب الذي يتأثر بمشاعر الآخرين، يشعر بألمهم، ويفرح لفرحهم، ويملك القدرة على التسامح والعطاء دون انتظار مقابل.
إن من أعظم صفات الأنبياء والصالحين كانت رقة قلوبهم، فهم لم يكونوا قساة أو جافّين، بل كانوا رحماء بالناس، يتعاملون بلين وحكمة، وكان ذلك مفتاح قلوب من حولهم. وقد قال النبي ﷺ: “ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.”
ورقة القلب لا تعني الضعف، بل تعني القوة الحقيقية، قوة السيطرة على النفس، والتعامل مع المواقف بحكمة ووعي. فالشخص ذو القلب الرقيق يستطيع التأثير في الآخرين بحبه وصدقه، ويملك سحرًا يجعله محبوبًا أينما ذهب.
لكن في زمننا هذا، قد يرى البعض أن رقة القلب عيبٌ في عالم يتطلب القسوة والصلابة، إلا أن الحقيقة عكس ذلك. فالحياة تحتاج إلى التوازن، ورقة القلب لا تعني الاستسلام، بل تعني أن يكون الإنسان إنسانيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
واخر كلامي اقول
رقة قلبك نعمة وما هيب نقصان
تاجٍ على راسك مثل نورٍ بجبينك
القاسي يعيش العمر همٍ وحرمان
وأنت برقة قلبك الناس تغليك
فلنحافظ على هذه النعمة العظيمة، ولنكن رحماء بالناس، فإن القلوب الرقيقة تُبقي أثرًا طيبًا لا يُنسى، وتُضيء دروب الحياة بمحبتها وصدقها.