السعودية: من التأسيس إلى الريادة العالمية.. قصة نجاح تُلهم العالم
في 22 فبراير من كل عام، نحتفل كسعوديون بـ"يوم التأسيس"، ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود عام 1727م. هذا اليوم ليس مجرد احتفال تاريخي، بل هو تأكيد على مسيرة عريقة جعلت المملكة العربية السعودية قوة عالمية في السياسة والاقتصاد، ومركزًا للسلام والاستقرار الدولي.
الموقع الاستراتيجي: قلب العالم
تتمتع السعودية بموقع جغرافي فريد، يتوسط قارات العالم الثلاث (آسيا، أفريقيا، وأوروبا)، مما يجعلها محورًا رئيسيًا للتجارة العالمية ومركزًا لوجستيًا عالميًا. هذا الموقع الاستراتيجي جعلها لاعبًا أساسيًا في أمن الطاقة العالمي، حيث تُعد أكبر مصدر للنفط في العالم.
رؤية 2030: التحول الاقتصادي غير المسبوق
بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أطلقت السعودية "رؤية 2030"، وهي خطة طموحة تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط. من خلال الاستثمار في التكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، تسعى المملكة إلى بناء اقتصاد معرفي مستدام.
الصندوق السيادي السعودي: يُعد أحد أقوى الصناديق الاستثمارية في العالم، بأصول تتجاوز 700 مليار دولار.
قوة اقتصادية: المملكة ضمن أقوى 20 اقتصادًا عالميًا (مجموعة العشرين)، وتلعب دورًا محوريًا في رسم السياسات الاقتصادية الدولية.
الدور السياسي: صناعة السلام والاستقرار
منذ تأسيسها، تبنت السعودية نهجًا سياسيًا يرتكز على الدبلوماسية الهادئة ودعم الاستقرار الإقليمي والعالمي. تقود المملكة مبادرات السلام في الشرق الأوسط، بما في ذلك جهود حل الأزمة اليمنية، وتعزيز المصالحة بين الدول العربية.
المساعدات الإنسانية: قدمت السعودية تبرعات تجاوزت 95 مليار دولار خلال العقود الماضية، مما يجعلها واحدة من أكبر الدول الداعمة للإغاثة العالمية.
مكافحة الإرهاب: أسست المملكة التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، الذي يضم أكثر من 40 دولة.
الشباب السعودي: قادة المستقبل
الشباب هم عماد النهضة السعودية، حيث تُشكل الفئة العمرية تحت 30 عامًا أكثر من 70% من السكان. من خلال برامج مثل "تنمية القدرات البشرية" و"جودة الحياة"، تستثمر المملكة في تعليم وتأهيل الشباب لقيادة المستقبل.
تمكين المرأة: شهدت المملكة طفرة في تمكين المرأة، حيث أصبحت تشغل مناصب قيادية في مختلف القطاعات.
الابتعاث الدولي: أتاحت برامج الابتعاث الفرصة لأكثر من 200 ألف طالب سعودي للدراسة في أفضل الجامعات العالمية.
المقيمون: شركاء في النجاح
السعودية ليست فقط موطنًا لمواطنيها، بل هي أيضًا وجهة لأكثر من 10 ملايين مقيم من مختلف الجنسيات. من خلال أنظمة مثل "الإقامة المميزة"، توفر المملكة بيئة جاذبة للاستثمار والعمل، مما يجعلها مقصدًا للعقول المبدعة والمستثمرين العالميين.
القيادة والشعب: علاقة وثيقة
إحدى أبرز سمات السعودية هي العلاقة المتينة بين القيادة والشعب. خلال جائحة كورونا، قدمت المملكة واحدة من أقوى استراتيجيات الدعم الصحي والاقتصادي، مما عزز ثقة المواطنين والمقيمين في حكومتهم.
السعودية وصناعة السلام العالمي
لم تكتفِ السعودية بدورها الاقتصادي والسياسي، بل أصبحت رائدة في نشر ثقافة السلام والتسامح. من خلال مركز الملك عبد الله للحوار بين أتباع الأديان، تعزز المملكة التعايش السلمي بين الشعوب.
ختامًا: ماضٍ مجيد، حاضر مزدهر، مستقبل واعد
يوم التأسيس ليس مجرد ذكرى، بل هو تأكيد على أن السعودية بُنيت على أسس متينة ونهج متطور. اليوم، المملكة ليست فقط قوة اقتصادية وسياسية، بل هي أيضًا نموذج للتنمية المستدامة والسلام العالمي.