وبناقص الناقص
الحياة مليئة بالنفوس التي تبحث عن اكتمالها، لكنها للأسف غالبًا ما تسلك الطريق الخاطئ للوصول إليه. فبدلًا من مواجهة ذاتها بشجاعة، نجد البعض يهرب إلى أذية الآخرين وتشويه صورهم، وكأن النقص الذي يعانون منه يمكن تعويضه بإسقاط الآخرين. وفي ذلك يظهر التناقض الأكبر، إذ إن ما يفعله هؤلاء لا يعكس قوة أو اكتمالًا، بل يُظهر ضعفًا عميقًا وخوفًا من مواجهة الذات.
إن الإنسان الناقص، في كثير من الأحيان، لا يستطيع تقبل حقيقة عيوبه، فيلجأ إلى محاولات يائسة لتضليل نفسه والآخرين. ومن هذه المحاولات أذية الآخرين كوسيلة لإقناع ذاته بأنه أفضل، أو على الأقل أكثر اكتمالًا منهم. لكنه في الواقع، كلما زاد في أذيته لهم، كلما تعمق إحساسه بالنقص، لأن الاكتمال الحقيقي لا يُبنى على أنقاض الآخرين، ولا يتحقق بإطفاء نورهم ليبدو هو مضيئًا.
ولهذا السبب، فالشخص الذي يختار هذا السلوك يعتمد على تشويه صور الآخرين كآلية دفاعية. فهو يعتقد أنه بإسقاط الآخرين سينجح في إخفاء ضعفه، لكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا فكل محاولة للتشويه، وكل كلمة أذى، هي في جوهرها مرآة تعكس عجزه أمام نفسه. بل إنه، دون أن يدري، يكشف ما يحاول جاهدًا إخفاءه.
وهنا تكمن المفارقة. فالإنسان الذي يسعى لاكتمال ذاته، عليه أن يبدأ بمواجهة عيوبه والعمل على تحسينها. فالاكتمال لا يأتي عبر النظر إلى الآخرين بعين الحسد أو الكراهية، بل عبر النظر إلى النفس بصدقٍ وشجاعة. وعلى العكس من ذلك، فإن الشخص الذي يحاول أن يبني ذاته عبر انتقاص الآخرين، لا يفعل سوى توسيع الفجوة داخله.
ولا يمكننا إنكار أن هذه الظاهرة باتت واضحة في كل مكان. فكثيرًا ما نرى أشخاصًا ينشغلون بانتقاد الآخرين بشكل مستمر، وليس لأنهم يريدون تصحيح الخطأ، بل لأنهم يشعرون برغبة داخلية في تحطيم من حولهم ليشعروا بالرضا عن أنفسهم. ومع ذلك، من المهم أن ندرك أن هذه التصرفات ليست إلا قناعًا هشًا يحاولون به تغطية ضعفهم.
وفي الحقيقة، الإنسان القوي لا ينشغل بإيذاء الآخرين أو تشويههم، لأنه يدرك أن قوته تنبع من داخله. فهو يعلم أن قيمة الإنسان الحقيقية تكمن في وعيه بنقصه وسعيه لتجاوزه، وليس في محاولته لتغطية عيوبه بأذية غيره. فالقوة الحقيقية تظهر في الترفع عن الانتقاص من الآخرين، وفي امتلاك الشجاعة للنظر إلى المرآة بصدق، مهما كانت الصورة التي تنعكس أمامه.
فالإنسان الواعي لا ينشغل بتشويه غيره، لأنه يدرك أن الحياة ليست سباقًا على حساب الآخرين، بل هي رحلة شخصية تبدأ من الداخل. فمن يسعى للاكتمال لا يحتاج إلى النظر للآخرين بعين المنافسة أو الحسد، بل بعين التقدير والاحترام. فهو يعرف أن كل إنسان يحمل نقائصه، لكن القوة تكمن في القدرة على مواجهتها والعمل على تجاوزها.
إن الإنسان الناقص، في كثير من الأحيان، لا يستطيع تقبل حقيقة عيوبه، فيلجأ إلى محاولات يائسة لتضليل نفسه والآخرين. ومن هذه المحاولات أذية الآخرين كوسيلة لإقناع ذاته بأنه أفضل، أو على الأقل أكثر اكتمالًا منهم. لكنه في الواقع، كلما زاد في أذيته لهم، كلما تعمق إحساسه بالنقص، لأن الاكتمال الحقيقي لا يُبنى على أنقاض الآخرين، ولا يتحقق بإطفاء نورهم ليبدو هو مضيئًا.
ولهذا السبب، فالشخص الذي يختار هذا السلوك يعتمد على تشويه صور الآخرين كآلية دفاعية. فهو يعتقد أنه بإسقاط الآخرين سينجح في إخفاء ضعفه، لكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا فكل محاولة للتشويه، وكل كلمة أذى، هي في جوهرها مرآة تعكس عجزه أمام نفسه. بل إنه، دون أن يدري، يكشف ما يحاول جاهدًا إخفاءه.
وهنا تكمن المفارقة. فالإنسان الذي يسعى لاكتمال ذاته، عليه أن يبدأ بمواجهة عيوبه والعمل على تحسينها. فالاكتمال لا يأتي عبر النظر إلى الآخرين بعين الحسد أو الكراهية، بل عبر النظر إلى النفس بصدقٍ وشجاعة. وعلى العكس من ذلك، فإن الشخص الذي يحاول أن يبني ذاته عبر انتقاص الآخرين، لا يفعل سوى توسيع الفجوة داخله.
ولا يمكننا إنكار أن هذه الظاهرة باتت واضحة في كل مكان. فكثيرًا ما نرى أشخاصًا ينشغلون بانتقاد الآخرين بشكل مستمر، وليس لأنهم يريدون تصحيح الخطأ، بل لأنهم يشعرون برغبة داخلية في تحطيم من حولهم ليشعروا بالرضا عن أنفسهم. ومع ذلك، من المهم أن ندرك أن هذه التصرفات ليست إلا قناعًا هشًا يحاولون به تغطية ضعفهم.
وفي الحقيقة، الإنسان القوي لا ينشغل بإيذاء الآخرين أو تشويههم، لأنه يدرك أن قوته تنبع من داخله. فهو يعلم أن قيمة الإنسان الحقيقية تكمن في وعيه بنقصه وسعيه لتجاوزه، وليس في محاولته لتغطية عيوبه بأذية غيره. فالقوة الحقيقية تظهر في الترفع عن الانتقاص من الآخرين، وفي امتلاك الشجاعة للنظر إلى المرآة بصدق، مهما كانت الصورة التي تنعكس أمامه.
فالإنسان الواعي لا ينشغل بتشويه غيره، لأنه يدرك أن الحياة ليست سباقًا على حساب الآخرين، بل هي رحلة شخصية تبدأ من الداخل. فمن يسعى للاكتمال لا يحتاج إلى النظر للآخرين بعين المنافسة أو الحسد، بل بعين التقدير والاحترام. فهو يعرف أن كل إنسان يحمل نقائصه، لكن القوة تكمن في القدرة على مواجهتها والعمل على تجاوزها.