المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 13 يناير 2025
طارق محمود نواب _ سفير غرب
طارق محمود نواب _ سفير غرب

لطفي زيني ليس صفحة في كتاب

لطفي زيني، هذا الاسم الذي يحمل في طياته عبق الماضي وألق الحاضر، فهو ليس مجرد فنان أو شاعر او ممثل عابر في مسيرة الزمن، بل هو حالة فريدة جمعت بين الإبداع والإلهام، وبين الكلمة البسيطة، وبين الحلم والواقع. فكل من عرفه أو استمع إلى كلماته يدرك أنه لم يكن فقط صانعًا للفن، بل كان مرآة تعكس وجدان المجتمع وروحه المتجددة،
وحينما نتحدث عن لطفي زيني رحمه الله، نجد أنفسنا أمام شخصية تشبه النهر الهادئ الذي يحمل في أعماقه الكثير من الحكايات. فلم يكن زيني شخصًا يمر مرور الكرام في أي لقاء أو مجلس؛ فهو دائمًا حاضرًا بذكائه الفطري وروحه المفعمة بالحياة ولم تكن كذلك كلماته مجرد أبيات شعرية أو نصوص أدبية، بل كانت نوافذ تطل على عالم من الإحساس الصادق، وكأنها تحكي ما نعجز عن التعبير عنه.
فالعملاق لطفي زيني كان كالعطر الذي يملأ المكان دون أن تراه، لكنه يبقى عالقًا في الذاكرة، يأخذك معه إلى عوالم من الطمأنينة والبساطة التي كانت سر قوته وجاذبيته. فكلماته، التي سكنت القلوب، لم تكن مجرد ألحان، بل كانت رسائل حب للحياة، محملة بطاقات إيجابية عابرة للزمن. كلماته، مهما بدت بسيطة، حيث كانت تحمل في داخلها عُمقًا ومعاني تصل إلى أعماق النفس دون استئذان.
فمن يطلع على مسيرته، يدرك أنه كان نسيجًا فريدًا، يجمع بين الحلم والواقع، وبين الجمال والبساطة، وبين الماضي والحاضر، لقد كان فنه رسالة حب، ليس فقط لمن حوله، بل للإنسانية بأسرها. وفي كل ما قدمه، كان يسعى لإحياء قيم الجمال والصدق، وكأنه يوقظ بنا شيئًا كاد أن ينام.
ورغم غيابه الجسدي، يبقى حضوره طاغيًا في قلوب من أحبوه. فالفنان والشاعر والممثل لطفي زيني لم يترك وراءه فقط إرثًا فنيًا، بل ترك أثرًا عميقًا في نفوس كل من مروا بجانبه، ولو للحظة،فهو الحاضر الغائب، الذي كلما تذكرناه، ابتسمت قلوبنا قبل شفاهنا، وكأننا نتذوق شيئًا من عبق ذكراه الجميلة.
فهكذا كان لطفي زيني، وسيبقى كذلك، رمزًا للوفاء وقصة لا تنتهي، تُروى كلما احتجنا إلى استعادة إيماننا بأن الفن الحقيقي لا يموت. لأن إرثه لا يُختزل في أعماله فقط، بل في كل لحظة ترك فيها أثرًا إيجابيًا في حياة من عرفوه أو تأثروا بإبداعه. فهو ليس مجرد صفحة في كتاب التاريخ، بل فصلٌ كامل من فصول الإبداع الإنساني، الذي يعبر الحدود، ويلامس الأرواح مهما طال الزمن.. رحم الله العم لطفي زيني واسكنه رب العالمين فسيح جناته

 0  0  11.2K