فن زراعة المحبة
صعب جداً أن تكون مكروهاً بين الناس والأصعب من ذلك حينما تتبوأ مركزاً دعوياً له أهمية كبرى. محبة الناس شيء عظيم وأعظم شيء حينما تكون محبوباً وصاحب دعوة .
فالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان في الجاهلية صاحب خلق كريم وكان يلقب بالأمين ، وكان أحيا من العذراء في خدرها وكان رحيماً رؤوفاً على المسلمين يخاطبه الله بقوله تعالى "ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك" فبما فيه من تلك الأخلاق السامية يخاطبه ربه ويوضح له الدعوة ألا تكون إلا بحسن الخلق وبالرفق.
* * * لذا قال صلى الله عليه وسلم "يا عائشة ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نقص من شيء إلا شانه" ، فكان رحيماً رفيقاً لأن الدعوة إرسال الخير للناس ودعوة الناس للخير لا تكون إلا بالحسنى ، يقول سبحانه وتعالى "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" فلا بد أن يأتي بالحسنة ولا بد أن يأتي بالمحبة والإحسان ، أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ، الإحسان إلى الناس هو استعباد القلوب ، عظيم جداً أن ترى محبة الناس تتجلى في كلمات الثناء في إخلاصهم لك .
ففي متابعتهم ترى ذلك في نظرات أعينهم*وهم ينظرون إليك ، محبة الناس لا يمكن أن تأتي بالمنصب ولابالجاه ولا بالمكانة ولا بالمال ، محبة الناس تزرع في القلوب حينما نتعلم فن زراعة المحبة .
إنه فن عظيم لا بد لكل منا أن يتعلم هذا الفن ويحسن صنعه وأبلغ من ذلك أنه يتعلمه الداعية إلى الله حتى تنجح دعوته وتقبل حجته ويتبع أمره.
ولكن كيف تزرع الحب؟
زراعة الحب بالإخلاص في الأعمال لله عز وجل ، فأنت حينما تخلص أعمالك لله فسوف ترى ثمار ذلك من خلال مصداقيتك بين الناس فالله عز وجل حينما يجد عبده المؤمن المخلص يزرع محبته في قلوب البشر فيحبه كل من يسمع ذكره .
* *والحقيقة كم من عالم جليل لم نشاهده ولم نعاشره ومع ذلك كان حبه في قلوبنا مزروعاً فلا يذكر في مجلس إلا وترى الناس يترحمون عليه إن كان ميتاً ويدعون له هو*حياً .
وهناك أمور تساعدك على زراعة المحبة في قلوب المدعوين أولا وطبعاً هذه الأمور بعد الإخلاص تلك الابتسامة فهي سلاح عظيم في تصيد القول فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول "تبسمك في وجه أخيك صدقة" .
فكم من ابتسامة صادقة مخلصة كانت سبباً في هداية شاب أو شابة – أيضاً السلام مفتاح من مفاتيح القلوب وهو الأمن والأمان يقول صلى الله عليه وآله وسلم "ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم".
* *فالسلام أمره عظيم جداً في تصيُّد القلوب وزرع المحبة فيها .
*وهنا فإحترامك لمجهودات الآخرين وتقديرك لها والإشادة بها فن من فنون* زراعة المحبة في القلوب ، فكم من شخص صاحب موهبة عظيمة كان تقدير الآخرين له سبباً في استقامته على طريق الحق والعكس عندما يواجه التحطيم وعدم المبالاة وغير ذلك *مساعدة الآخرين والإحسان إليهم سبب في زرع المحبة في قلوب تجد ثمار زراعة المحبة في أعمالك ونصائحك والاستماع إليك ، والثناء عليك أما إذا كان ليس لك همَّ إلا أن ينظروا لك الناس وأنت تتصيد العثرات وتجمع الهفوات ، وتدعي الكمال وأنت منه بعيد تحاول أن تثبت أنك تعمل في مجال الدعوة وأنت بعيد عنه فاحذر من نفسك واحذر من اجتماع كراهية الناس لك فهم شهود الله في أرضه .
فهذا دليل على عدم القبول ولا حول ولا قوة إلا بالله فأسرع إلى تعلم فن المحبة.