المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
ا.د. محمد حمد خليص الحربي
ا.د. محمد حمد خليص الحربي

عن ا.د. محمد حمد خليص الحربي

اديب وكاتب ، المدينة المنورة
عضو شرف صحيفة غرب الاخبارية

السياحة صناعة وفن وليست لم ولا هم

اصبحت كلمة السياحة هذه الأيام على كل لسان ، ويتفنن بها المتحدثون في المجالس والدواوين وكل يهرف بما يعرف وبما لا يعرف، ومنهم من يمتدح ويؤمل ومنهم من يشجب ويستنكر، واشغلت صفحات الفيس بوك و تويتر وكل وسائل التواصل الحديثة، ولم تبقى وسيلة إلا واستخدمت واصبحت تغريده لمن لا تغريده له.

وبصفتي أبن من ابناء مدينة العلا وهي المدينة التي حباها الله بالآثار وجعلها عاصمة للتاريخ والآثار وموطن وموئل السياحة الأول بالمملكة العربية السعودية فلن استطيع الجلوس مع القاعدين اتصفح كل ما يكتب ويقال عن السياحة والسياح ، ولن ادع الأمور تمر علي مرور الكرام دون تفكير وتدبر وحرص على ان تحوز العلا على مكانتها المرموقة التي تستحقها عالميا .

فمن خلال رحلاتي حول العالم ومقارنة بما رأيته بأم عيني ولمسته وعلمت واطلعت على حقائق هامة مما تدره السياحة على تلك الدول من مواردها السياحية التي لا تعتبر شيئا قياسا بقدرات وامكانات العلا السياحية . مما حز في نفسي وجعل من هاجس تطوير الشأن السياحي في مملكتنا الحبيبة وخاصة مدينة العلا هم يلازمني طوال الوقت ويؤرق منامي .

* فقمت بدراسات خاصة بي ودرست الجهد المبذول من الدولة ايدها الله في تطوير هذا المرفق الهام وساهمت بما استطيع من مساهمة رأيتها مهمة فأنشأت متحفا خاصا بي وطورته حتى اصبح بفضل الله اكبر متحف خاص بمنطقة المدينة المنورة وعملت على انشاء منتجع سياحي ( نزل زراعية ) تحتوي على عشرين جناحا فاخرا تتوزع اجنحته في احضان الطبيعة الخلابة بين الجبل والسهل والكثبان الرملية وخضرة اشجار النخيل الباسقة واشجار الحمضيات الوارفة. وجار العمل على استكمال عشرين غرفة فندقية في نفس الموقع واكملت خدماتها من مسابح ونقط للبيع من مقهي ومطاعم واماكن ترفيه رياضية كملاعب الطائرة والسلة والممشى حول المنتجع.

* *وكذلك قمت بإنشاء مكتبة عامة اطلقت عليها اسم (سفينة المعرفة) ليرتادها اصحاب السياحة الفكرية واودعتها ما يزيد على اثنان وعشرين الف عنوان وما يربو على اربعمائة مخطوطة قديمة. كل هذا واشعر بالتقصير نحو العلا ولو ان قدراتي تسمح لعملت المزيد من المشاريع.

كل ذلك وانا اشعر ان جل الجهود التي تبذل في مجال السياحة جهد ضائع وتلك الجهود لا تأتي بثمارها، وانه بلا شك يحتاج الى نظرة شموليه لما يبذل وتصحيح المسار واعادة التدقيق بالخطط الموضوعة التي تخص السياحة والسياح في المملكة واعادة الهيكلة وتطبيق نظام سياحي خاص بنا في المملكة وتكون لنا هويتنا السياحية الخاصة لا ان نكون مقلدين لغيرنا تقليدا أعمى. وعلى سبيل المثال لا الحصر فكل متحف لدينا نجده مملوء بالدلال والاباريق وكان مجتمعنا يعيش فقط على القهوة والشاي، وبرامجنا السياحية ومهرجاناتنا ماهي ال نسخ من برامج يطبقها الغرب دون معني بل نثبت للعالم اننا فشلنا فشلا ذريعا عندما نقارن برامجنا مع برامج الأخرين وهذه نتيجة حتمية لأننا بدأنا متأخرين وهم يفوقوننا خبرة واستعداد وتعلموا من اخطائهم وخفقات الغير وعدلوا وحسنوا ووصلوا.

وعلى كل ما جاء بعالية فلدي بعض المقترحات ارفعها للمسؤولين عن السياحة في مملكتنا الحبيبة لعل من خلال برامجنا الخاصة بنا نتميز وننفرد بها لتكون سياحتنا لها طابعها الخاص ولا مثيل لها في العالم اجمع يأتيها محبوها ونؤسس لسياحة بطابعنا الخاص ويحكي للعالم قصة شعوبنا واجدادنا بشكل واضح واجمل وحقيقي دون رتوش او تطوير. وهذه بعض المقترحات التي ارى انها تخدم السياحة:

استبدال بعض الفعاليات او استحداث فعاليات القوافل السياحية واعادة مسار طريق الحج الشامي والمصري وطريق الحرير التجاري ودرب البخور. بتسيير الرحلات المتنوعة الطويلة والقصيرة بحيث يتفاعل السائح ويقوم بدور المسافر الفعلي على الجمال والخيول والبغال يطوف الوطن من خلالها وكل حسب رغبته وبالرحلة المناسبة له.
فرض على السائح ارتداء الملابس العربية أثناء الرحلات وتعريضهم وتعريفهم على الأخطار التي تواجه المسافر قديما (طبعا تمثيل) ليتصور ويعيش الدور بنفسه.
اشراك السياح في تنفيذ الألعاب القديمة من خلال فعاليات الرحلات كلعبة الدامة والسيجة وعظيم ضاح وغيرها، ليعود بذاكرة لن تنسى ومنها يستقرئ معاناة اجدادنا في سفرهم.
اسكانهم في نزل زراعية ومخيمات صحراوية ليكونوا اقرب الى الواقع.
إبعاد الحراسات الأمنية الخانقة لهم وتكليف فريق امني متخفي لحمايتهم ، حتى لا يشعروا انهم محاطون بالحراسة كسجناء وليس كسواح ، واعتبار رجل الأمن المتخفي زميل بالرحلة وليس حارسا مسلح،* فمن خلال زوار المتحف شعرت بامتعاضهم لوجود الحراسة الخانقة لهم.
السماح لهم بإعداد وجباتهم بأنفسهم وتعليمهم على الطبخ وتغذية انفسهم والاعتماد على الذات.
تعليمهم على طرق الإسعافات الأولية قديما وبعض مبادئ الطب القديم.
وهناك العديد من المقترحات سوف آت بها ان شاء الله قريبا.
وكم اتمنى على المسؤولين بهيئة السياحة والآثار اعادة النظر في برامجها السياحية والتعمق بالدراسة ووضع الخطط التي تخدم الهدف. واسأل الله التوفيق والسداد في كل ما من شأنه الرقي بهذا البلد الكريم والذي يستحق تكاتف الجميع لإظهاره بالمظهر الذي يليق به. ودام عزك يا وطننا الغالي،،،



كاتب واديب سعودي – مكة المكرمة

 0  0  10.5K