زرعت في أرضك خيراً فحصدته خيبة منك

أصعب ما يمر على المرء في هذه الحياة أن يصنع معروفاً وخيراً في أرض من لا يستحقها لأن ذلك كمن يزرع في أرض بور وقاحلة لا تثمر مهما سقيتها بعكس الطيبين الذي يعترفون بمعروف غيرهم عليهم فلا ينكرونه ويقدرونه حق تقدير ومن واقع تجربة أليمة مررت بها فقد اكتشفت بأن ناكر المعروف كاره لنفسه قبل أن يكره غيره بل يصل به الحال إلى أنه يغار ممن يراه ناجحاً ومميزاً كما تغار المرأة من طبينتها أو ضرتها فلا يريده أن يكون ناجحاً خوفاً من سحب البساط من تحت رجليه فيسعى لإيقاف نجاحه بأي طريقة كانت وحتى وإن سعى فلن يستطيع لأنه صغير ولا يقوى على إيقافه .

والإنسان الناجح يفرح لمن ينجح مثله وليس لمن يحاربه ويقف ضده ولايرى الضعيف وناكر الفضل إلا كقطرة في بحر أو كذره لا تؤذي ولا تهش أو تنش وقد تعلمت ولله الحمد والمنه في تجربتي بالمجال الإعلامي الممتدة لأكثر من ستة وعشرين عاماً أن لا أقف عند حد معين ولا تثنيني محاولات البؤساء لإيقافي عن طموحي الذين أحببته وأحببت العمل به ومهما حاولوا الوقوف ضدي فلن يستطيعون ثنيي عن عزومي وتطلاعاتي والتي سأكملها في جهة أخرى تقدر الجهود وتحافظ على الكوادر المميزة وتضعهم رأس مال لها قبل أن يكونوا مكسب .

من خلال تجربتي تأسفت وندمت على أن الشخص الذي اعتبرته أخاً لي وساندته ووقفت معه ودعمته هو من يحاول تدميري ولا يعلم بأن هذه الحركات التي قام بها هي حركات صغيري العقول ولن أقول حركات الأطفال لأن عقول الأطفال في هذا الزمن أكبر من بعض العقول الصغيرة بل أن البعض منهم عقله يوزن بلد بأكمله وإن قدمت للطفل هدية فهو يراها شي كبير بنظره ويقدر راعيها ولا ينكر الفضل من ذوي الفضل ولن تزيدني حركاته إلا قوة وثبات وبينت لي ما وراء الأقنعة من وجوه بائسة .

وبالمناسبة أقول له ولمن على شاكلته أو المطلبين له والمساندين له بأن أهل المعروف هم الذين تصنع فيهم خيراً فيردونه شكراً وفعلاً وصدق ابن الأثير عندما قال من كان عادته وطبعه كفران نعمة الناس وترك شكره لهم كان من عادته كفر نعمة الله عز وجل وترك الشكر له ويقول المثل : الحقير إذا وجد البديل نكر الجميل واختم بقول الشاعر :