المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
ا.د. محمد حمد خليص الحربي
ا.د. محمد حمد خليص الحربي

عن ا.د. محمد حمد خليص الحربي

اديب وكاتب ، المدينة المنورة
عضو شرف صحيفة غرب الاخبارية

الصحة*و الشباب إنماء وبناء


*

كلنا نعرف المقولة التي تقول: ( العقل السليم في الجسم السليم ) وكلنا كأفراد ومجتمعات نسعى لنكون اصحاب عقول واجساد سليمة وبلا عيون *بل متكاملة والكمال لله وحده. نعرف انه إذا كنا اصحاب عقول سليمه فان تفكيرنا حتما سيكون سليما وعليه سوف نرتقي بمجتمعنا الى اعلى الدرجات التي نتمناها له ، فأصحاب القلوب الرزينة هم من يوصفوا بالاتزان والعقلانية والتفكير الصحيح والتخطيط للنجاح والرقي، وما قلته ليس من نسج الخيال وليس اجتهاد مني ولكنه مثبت *في القرآن الكريم في 16 آية كريمة خاطب غيها الله سبحانه اولي الألباب منها: ( وما يذكر إلا أولو الألباب ) (296 البقرة). وقوله تعالى: (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب)(190 العمران) .وغيرها من آيات كريمات وكذلك في خطابه جل وعلى لأولي الأبصار في قوله تعالى (فاعتبروا يا اولي الأبصار) وهذه آية جليلة الشأن*سرت مسرى المثل ، وذاعت على الألسنة والأقلام ؛ لأنها تعني وجوب الاستفادة من تراكم الخبرات البشرية ، وأخذ العظة والعبرة من أحوال الأمم السابقة ، والمعاصرة ، وتوفيراً للجهد ، واختصاراً للطريق ، وفراراً من عذاب الله تعالى. فالمجتمع إذا كان يكون صحيا وسليما عندما يكون مجتمع صادق في عقيدته مخلصا في دينة محبا لوطنه ودينة عميقا في ولائه مطبقا لتعاليم الدين والشريعة جاعلا مخافة الله الخالق القادر المسيطر أمام عينيه، فيكون رقيبا على نفسه قبل رقابة المخلوق ويعلم ان الله سبحانه وتعالى مطلع على كل افعاله وعالما بأقواله ونواياه ولا يخفي عليه خافية، متى حصل ذلك فلح المجتمع واصبح مجتمعا مثاليا صحيا متعافيا. والمجتمع المثالي هو الذي يتكون من أفراد مثاليّين. أمّا تلك الأكوام الهائمة المتخبطة التي تتشكّل أجزاؤها وجُزيئاتُها من المساوئ والآثام، فهي حشود فارغة عقيمة مُوصَدة أبوابُها *أي تطوير او تغيير وأمام كافة ألوان الخير والفضيلة والجمال.

الإنسان المثالي، أو الإنسان الكامل – كما عبر عنه القدماء- هو المتحلّي بصفات ملائكية.. هو بطل البصيرة وفارس الإدراك.. هو المنتبه إلى الحقيقة الكبرى التي عبرت عنها الآية الكريمة ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾(التين:4) وآياتٌ أخرى في المعنى نفسه.. هو المدرِك يقينًا أن الباري عز وجل قد خلقه في أجمل الأشكال المادية، وسوّاه في أروع الصور المعنوية، فكان بديع الصنع، متفرد الهيئة، تَصدُق عليه حقيقة ﴿أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ بكل ما يعنيه التعبير. ومن خلال الأفراد المثاليين في المجتمع سوف يتكون مجتمع مثالي متكامل متعافي متعاون متحد، ففي الوحدة قوة وعافية والله سبحانه امرنا بالاتحاد في قوله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) ففي الإتحاد قوة ومنعة ونصر وحفاظا على الهوية والكرامة. وعليه فانه يتوجب علينا كمجتمع اسلامي ان نعي قول الله تعالى ( إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ)(الأحزاب:72)، والخبيرُ بمضامينها العميقة الواسعة.. إنه يعلم أنه المرشَّح الوحيد بين جميع الكائنات - المرئية منها والمعروفة - للعروج إلى آفاق لا نهائيةٍ، وهو واعٍ وعيًا تامًّا أنه مجهّز بِطاقات وقُدرات مفتوحة إلى اللامحدود، ومستوعبٌ سبل استثمار "المواهب الأولى" التي منحها إياه الفاطر جل وعلا. وخلاصة القول ان الإنسان يكونا متعافيا صحيح الفكر متعافي إذا اصلح سريرته وتوكل على خالقه اخلص في توجهاته واطاع ولاة امره متجنبا لما يعصي الله ، فبلا شك انه سيبني مجتمعا متماسكا سليما ينمو باضطراد نحو مجتمع فاضل قوي متحد . وعلينا ان نتنبه للظواهر التي كثرت في مجتمعات اليوم في الاستخفاف بالدين وتحوير بعض المفاهيم بما يخدم اهداف واجندات فرق بغيضة تسيئ الى المجتمع الإسلامي متغطية برداء النسك والعفاف والصلاح وهي في واقع الأمر تدس السم في العسل، ومن يتخذون من الدين مطية لتحقيق اهداف دنستة من شأنها الإضرار بالمجتمعات الإسلامية وتشتيت وحدتها والتفريق بينها والتشكيك في عقيدتها. فهذه الفئات والمنضمات ما هي إلا جراثيم قاتلة تحاول الدخول في الجسد الإسلامي ، وعلى كل مسلم من اولي الألباب ان يتفطن لهم ومحاربتهم بشتى الطرق والإبلاغ عنهم واجتثاثهم من بيننا لنكون فعلا مجتمع متعاف صحي منام متكامل.

هذا وأسأل الله ان يوفقنا جميعا لآن نكون من عباد الله الصالحين المخلصين بالعبادة قولا وعملا وان يوفق الجميع لما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين.

*
 0  0  12.8K