كلٍ يرى الناس بعين طبعه!
في عالم يموج بالتنوع والاختلاف، سواء في الأفكار أو الشخصيات أو التجارب، نجد أنفسنا أحيانًا أمام مواقف قد تستفزنا أو تثير فينا مشاعر الغضب أو الحيرة. وقد يدفعنا هذا التفكير في سبب تصرف الآخرون بهذه الطريقة؟ ولماذا يصعب أحيانًا أن نتوافق معهم أو نفهم دوافعهم؟ وهنا تأتي نظرية جميلة في الوعي، تقول: بدلًا من أن تستفزك تصرفات الآخرين، أشفق عليهم. هذه النظرية ليست مجرد دعوة للتسامح، بل هي منهج عميق للتعامل مع الآخر من خلال فهم أبعاده النفسية ومستوى وعيه الذي قد يختلف عن مستواك.
إن مستوى الوعي ليس ثابتًا، بل هو أشبه بخارطة تتشكل من التجارب والتربية والثقافة والمواقف التي مر بها الإنسان. وعندما تصل أنت إلى مستوى معين من الوعي، قد تعتقد أحيانًا أن الآخرين يرون الأمور بنفس الوضوح الذي تراه، أو أنهم يحملون نفس القيم والمبادئ التي تؤمن بها. لكن الواقع مختلف تمامًا فدوافع الآخرين قد تكون مختلفة، وطرق تفكيرهم قد تكون مشوشة، وحتى أساليبهم في التعامل قد تعكس ضعفًا أو قلة إدراك. وهنا يكمن جوهر هذه النظرية، وهو أن تدرك أن التصرفات التي تستفزك هي في كثير من الأحيان انعكاس لمحدودية وعي الآخر، وليست بالضرورة هجومًا شخصيًا عليك،
وفكر للحظة كم مرة شعرت بالضيق من تصرف غريب أو مستفز من شخص ما؟ وكم مرة تساءلت عن السبب وراء ذلك؟ فإذا أعدت النظر بعمق، ستجد أن الكثير من هذه التصرفات قد تكون نابعة من صدمات نفسية مر بها هذا الشخص، أو ظروف صعبة شكلت شخصيته وجعلته يتصرف بطريقة تبدو لك غير مفهومة وربما هو لم يتعلم كيف يعبر عن مشاعره بشكل ناضج، أو قد يكون محاصرًا في تصور معين عن الحياة يمنعه من رؤية الأمور بوضوح.
وبدلًا من أن ترد بغضب أو أن تشعر بالإهانة، جرب أن تنظر إلى الأمور من زاوية مختلفة. وعندما تدرك ذلك، ستجد أن مشاعر الغضب أو الاستفزاز تبدأ في التلاشي تدريجيًا، لتحل محلها شفقة صادقة تجاه الآخر. ولكن لا تفهم الشفقة هنا على أنها إحساس بالتفوق، بل هي وعي عميق بأنك ترى الصورة الأكبر، بينما الآخر قد يكون عالقًا في إطار محدود من الفهم والتجربة ولعل
هذا المستوى من الوعي يتطلب منك جهدًا وصبرًا. فهو ليس عملية تلقائية، بل هو نتيجة لاختيارك أن تكون أكثر حكمة وهدوءًا في مواجهة المواقف الصعبة. فعندما تصل إلى هذا المستوى، تبدأ في ملاحظة أنك لم تعد تستنزف طاقتك في الرد على الاستفزازات أو الدخول في دوامات من الجدال غير المثمر. وعلى العكس، تصبح أكثر هدوءًا وسلامًا، لأنك تعرف أن كل إنسان يحمل داخله عالمًا خاصًا به، وأن هذا العالم قد يكون مليئًا بالفوضى أو الألم الذي لا يظهر على السطح.
ومع ذلك، من المهم أن تدرك أن هذا الوعي لا يعني أن تتغاضى عن أخطاء الآخرين أو أن تبرر لهم كل تصرفاتهم. بل يعني أن تتعامل مع المواقف بحكمة وهدوء، دون أن تسمح لهم بتعكير صفو حياتك أو التأثير على استقرارك النفسي. ويعني أيضاً أن تفصل بين شخصيتك وتصرفاتهم، وتفهم أنهم ليسوا دائمًا في موضع يسمح لهم برؤية الأمور بنفس وضوحك.
فقد تعتقد أحيانًا أن الآخر يظن نفسه ذكيًا أو منتصرًا في موقف معين، لكنك في داخلك تعرف الحقيقة. أنت تدرك أن هذا التصرف ليس إلا انعكاسًا لمحدودية إدراكه.
فعندما تفهم ذلك جيدًا، ستجد أن الحياة تصبح أخف وطأة ولن تثقل كاهلك المواقف السلبية، ولن تستهلكك مشاعر الغضب أو الإحباط. وستنظر إلى الآخرين على أنهم في رحلتهم الخاصة، وتدرك أنهم، مثلما كنت أنت في الماضي، قد يكونون في مرحلة يتعلمون فيها أو يكافحون لتجاوز صعوباتهم،
وهذا النوع من التسامح هو أرقى أشكال الوعي الإنساني. فهو دعوة لتعيش حياتك بسلام داخلي، مدركًا أنك لا تتحكم في الآخرين، ولكنك تتحكم في استجابتك لهم. وحين تصل إلى هذا الفهم، ستصبح أكثر قدرة على رؤية الجمال في الحياة، وستمنح نفسك الحرية لتعيش بوعي ورقي، بعيدًا عن التأثر بالسلوكيات التي لا تعكس إلا محدودية أصحابها.
إن مستوى الوعي ليس ثابتًا، بل هو أشبه بخارطة تتشكل من التجارب والتربية والثقافة والمواقف التي مر بها الإنسان. وعندما تصل أنت إلى مستوى معين من الوعي، قد تعتقد أحيانًا أن الآخرين يرون الأمور بنفس الوضوح الذي تراه، أو أنهم يحملون نفس القيم والمبادئ التي تؤمن بها. لكن الواقع مختلف تمامًا فدوافع الآخرين قد تكون مختلفة، وطرق تفكيرهم قد تكون مشوشة، وحتى أساليبهم في التعامل قد تعكس ضعفًا أو قلة إدراك. وهنا يكمن جوهر هذه النظرية، وهو أن تدرك أن التصرفات التي تستفزك هي في كثير من الأحيان انعكاس لمحدودية وعي الآخر، وليست بالضرورة هجومًا شخصيًا عليك،
وفكر للحظة كم مرة شعرت بالضيق من تصرف غريب أو مستفز من شخص ما؟ وكم مرة تساءلت عن السبب وراء ذلك؟ فإذا أعدت النظر بعمق، ستجد أن الكثير من هذه التصرفات قد تكون نابعة من صدمات نفسية مر بها هذا الشخص، أو ظروف صعبة شكلت شخصيته وجعلته يتصرف بطريقة تبدو لك غير مفهومة وربما هو لم يتعلم كيف يعبر عن مشاعره بشكل ناضج، أو قد يكون محاصرًا في تصور معين عن الحياة يمنعه من رؤية الأمور بوضوح.
وبدلًا من أن ترد بغضب أو أن تشعر بالإهانة، جرب أن تنظر إلى الأمور من زاوية مختلفة. وعندما تدرك ذلك، ستجد أن مشاعر الغضب أو الاستفزاز تبدأ في التلاشي تدريجيًا، لتحل محلها شفقة صادقة تجاه الآخر. ولكن لا تفهم الشفقة هنا على أنها إحساس بالتفوق، بل هي وعي عميق بأنك ترى الصورة الأكبر، بينما الآخر قد يكون عالقًا في إطار محدود من الفهم والتجربة ولعل
هذا المستوى من الوعي يتطلب منك جهدًا وصبرًا. فهو ليس عملية تلقائية، بل هو نتيجة لاختيارك أن تكون أكثر حكمة وهدوءًا في مواجهة المواقف الصعبة. فعندما تصل إلى هذا المستوى، تبدأ في ملاحظة أنك لم تعد تستنزف طاقتك في الرد على الاستفزازات أو الدخول في دوامات من الجدال غير المثمر. وعلى العكس، تصبح أكثر هدوءًا وسلامًا، لأنك تعرف أن كل إنسان يحمل داخله عالمًا خاصًا به، وأن هذا العالم قد يكون مليئًا بالفوضى أو الألم الذي لا يظهر على السطح.
ومع ذلك، من المهم أن تدرك أن هذا الوعي لا يعني أن تتغاضى عن أخطاء الآخرين أو أن تبرر لهم كل تصرفاتهم. بل يعني أن تتعامل مع المواقف بحكمة وهدوء، دون أن تسمح لهم بتعكير صفو حياتك أو التأثير على استقرارك النفسي. ويعني أيضاً أن تفصل بين شخصيتك وتصرفاتهم، وتفهم أنهم ليسوا دائمًا في موضع يسمح لهم برؤية الأمور بنفس وضوحك.
فقد تعتقد أحيانًا أن الآخر يظن نفسه ذكيًا أو منتصرًا في موقف معين، لكنك في داخلك تعرف الحقيقة. أنت تدرك أن هذا التصرف ليس إلا انعكاسًا لمحدودية إدراكه.
فعندما تفهم ذلك جيدًا، ستجد أن الحياة تصبح أخف وطأة ولن تثقل كاهلك المواقف السلبية، ولن تستهلكك مشاعر الغضب أو الإحباط. وستنظر إلى الآخرين على أنهم في رحلتهم الخاصة، وتدرك أنهم، مثلما كنت أنت في الماضي، قد يكونون في مرحلة يتعلمون فيها أو يكافحون لتجاوز صعوباتهم،
وهذا النوع من التسامح هو أرقى أشكال الوعي الإنساني. فهو دعوة لتعيش حياتك بسلام داخلي، مدركًا أنك لا تتحكم في الآخرين، ولكنك تتحكم في استجابتك لهم. وحين تصل إلى هذا الفهم، ستصبح أكثر قدرة على رؤية الجمال في الحياة، وستمنح نفسك الحرية لتعيش بوعي ورقي، بعيدًا عن التأثر بالسلوكيات التي لا تعكس إلا محدودية أصحابها.