هل العشق حقيقة أم نسج خيال؟
الحياة لاتسير بنمط معين ولا تستمر على نفس القالب ، تجعلك تعيش أياما تحبها وتفرح بها ، ثم تأتيك أيام تمحو أشياء أجمل ، وتجعلك تنتظر أحيانا أياما تريد رؤيتها ولا تأتيك ، لذلك هي حياة متقلبة وليست ثابتة بنمط معين .
وعندما سئل الإمام أحمد بن حنبل : ألم تصدّك المحن عن الطريق ؟! قال : والله لولا المحن ؛ لشككت في الطريق .
لذلك عليك أن تعيش حسب التقلبات التي تواجهها ولاتستسلم لأنه لايمكننا إرجاع الماضي ولا التنبؤ بالمستقبل ، فقط أعمل على التأقلم والعيش مع النمط الذي يظهر لك .
كذلك هو العشق فهناك قصص حقيقية في حقبة زمنية ماضية ، كانوا ضحايا قصص حب حتى وصلت الى العشق .
وأحد هؤلاء الضحايا والشهيرة في الجزيرة العربية مايسمى ب(قتيل الحب) او الهوى أو العشق تعددت المسميات له ، وهو دخيل الله بن عبدالله الدجيما العتيبي .
ويعد الدجيما من البدو آنذاك ولا يملك سوى بندقيته وناقته ، وعندما لم يتمكن من الحصول على عشيقته كزوجة له بسبب أنه لايمكن في ذلك الحين الزواج للمحب وعندها مرض وتوالت عليه الأمراض ولم يفلح به علاج الأطباء وكان علاجه الوحيد هو لقاء عشيقته وبسبب العادات والتقاليد التي منعته، في ذلك الوقت، من الوصول إليها، فتسببت في وفاته "رحمه الله ".
لكن تلك السنين مضت وسطرت لنا العديد في العشق ضحايا سجلوا في التاريخ بقصصهم وشعرهم لمحبيهم ، ولكن التساؤل الحقيقي هل هناك تغيير في هذا الزمن فيما يخص العشق ؟ هل لا زال هناك منهم مثل الدجيما وغيره من اهل العشق والهوى؟ أم أنها اصبحت مصالحا متبادلة فقط ليتمكن الآخر من العيش ويتنازل عن العشق ؟
الان الكل أصبح يسمي نفسه عاشقا وهائما وهو لايعرف حتى مراحل أو مراتب العشق الحقيقي الطاهر والعفيف .
أظن انه لم يسجل او يشهد التاريخ في الأعوام الآخيرة على تسجيل مثل هذه القصص التي حصلت في الماضي عن العشق الحقيقي والنظيف طبعاً نتحدث عن العشق الذي يتبعه الزواج والعيش معاً لإكماله.
لذلك إن وصلت يوما ما لهذا المستوى وهو في اللغة العربية "الهُيُومُ" ،فعليك أن تكمله لتعيش بهناء وسعادة وايضاً لاتنسى أن أنماط الحياة متقلبة وقوالبها متغيرة .
وختاما ماهي الحقيقة هل العشق حقيقي أم من نسج الخيال ؟ ..