المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
محمد بالفخر
محمد بالفخر

مهرجان الوقار




كلما أردت الكتابة عن شيء إيجابي أو خبر مفرح قادم من حضرموت فلا أجد شيئاً ممكن الإشارة اليه او الحديث عنه، فالأوضاع المتردية التي تعيشها من انحسار رسالة التعليم بسبب الإضراب الشبه كلي او المتقطع للمعلمين سواءً في التعليم العام أو الجامعي وانعدام الخدمات الضرورية او تقطعها المستمر ليصبح وجودها الوقتي غير محسوس كالكهرباء بدرجة أساسية، وتلحق بها المياه والاتصالات وغيرهما الكثير كرداءة الطرق ومواقع المتنفسات العامة التي يرتادها البسطاء،

وأمّا الخدمات الصحية فهي الأخرى حدّث عنها ولا حرج أصبحت في أسوأ احوالها ولم تعد محسوبة أنها خدمات صحية، فلم تعد هي الملاذ الآمن ولا البلسم الشافي للمرضى، وإذا نظرنا الى أخبار أسعار المواد الغذائية فهي تلهب قلوب المواطنين بنارها المشتعلة قبل أن تنسف ما في جيوبهم وما كان قد أدخروه في سابق الأيام إن كان هناك إدخار أصلاً، الحديث طبعاً عن العامة التي لا تستفيد من فوارق سعر الديزل،

أما الطبقة المخملية فهي لا تتعامل بالريال اليمني ابتداءً حتى تدرك خطورة انهيار سعره أمام الدولار الأغبر ولهذا فالأمر لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد،

تلك المقدمة التي تجعل في النفس غصة لا تخففها إلاّ بعض الأخبار الجميلة والمفرحة في نفس الوقت، ومنها خبر مهرجان الوقار الذي أقيم يوم الأربعاء الماضي في مدينة المكلا حاضرة حضرموت والذي نظمته الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم من خلال فرعها بساحل حضرموت لتكريم مئتان وخمسة وعشرون حافظاً وحافظة للقران الكريم منهم ثمانية وثلاثون مجازاً بالسند الى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وسمّيت بدفعة الشيخ صالح عاشور بامعبد والاستاذة سهالة علي باحيدره رحمهما الله تخليداً لذكراهما ولدورهما المميز في تأسيس الجمعية وأنشطتها،

وهنا أزف التهاني الى ابنائي وبناتي الحفاظ والى أسرهم فحفظ القرآن الكريم منزلة عظيمة لا يصل اليها إلاّ صاحب الهمة العالية ومن وفقه الله لذلك الشرف العظيم فهنيئاً لهم لأنهم نالوا الخيرية التي قالها النبي عليه الصلاة والسلام (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه) وأنهم صاروا من أهل الله وخاصته كما ورد في حديث آخر (إن لله أهلينَ من الناس، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته(
فهذه الخيرية ينالها حافظ القرآن في الدنيا والآخرة ناهيك أن الخيرية تتعدى الى والديه واسرته ومجتمعه فحفظة القرآن في الآخرة يلبسون والديهم تاج الوقار يوم القيامة من فضل الله عليهم،

وأمّا في الدنيا فآثار الصلاح والاستقامة لدى الحافظ والحافظة فتجدها الأسرة في البيت من خلال التميز والهدوء والسلوك العام والطمأنينة للأسرة وينتقل تلقائياً الى المجتمع فآثار الصلاح عند حافظ القرآن تجدها في السلوك العام لا تجد انحرافاً أو سلوكاً مشيناً أو كلاماً بذيئاً في زمن نجد فيه انتشار بذاءات السوشل ميديا ظاهرة وعلامة بارزة في سلوك الكثير من البنين والبنات في كثير من المجتمعات لدرجة أن الأسرة لم تعد قادرة على كبح جماحهم او التخفيف من السلوكيات المنحرفة التي أبتلي بها البعض، والتي لم تنحصر عليهم فحسب بل يسارعون الى أن تتمدد الى غيرهم، وبالتالي فإن خطرهم جسيم على المجتمع قد لا يستشعر بها البعض في الوقت الحاضر لكن الضرر سيعم، ولهذا نجد خيرية الاستقامة لدى الأبناء تأثيرها الإيجابي على المجتمع لا حدود له من الإيجابيات تنتج عنها الهدوء والسكينة والتكافل الاجتماعي وغير ذلك،

ثمّ مسألة أخرى أن هؤلاء الطلاب والطالبات يذهبون الى المساجد ليشكلوا حلقات التحفيظ في جو ملتهب من حرارة الطقس وعدم وجود التكييف في كثير من المساجد وإن وجد فيتم تشغيله وقت الصلاة فقط وبالتالي طلبة التحفيظ يعانون الأمرين لكنهم مثابرين على الحفظ والتميّز،

المشهد المهيب لهذا المهرجان من لحظات دخول الطلاب والطالبات الى تلك القاعة التي أقيم فيها الحفل بالإضافة الى الحضور الكبير من الآباء الأفاضل والامهات الفاضلات وبقية افراد الأسرة تحيي في الأنفس الحية مشاعر الفرح والسرور ذات الدلالة على أصالة هذا المجتمع وتميزه وأن الخيرية ستضل مغروسة فيه جيلاً بعد جيل ولن ينال منها الواهمون،

فلتهتم الأسر بأبنائها ولتجعل واحداً منها على الأقل من حفظة كتاب الله.
بواسطة : محمد بالفخر
 0  0  3.2K