المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
أ.د. إبراهيم طلبة
أ.د. إبراهيم طلبة
أ.د. إبراهيم طلبة

| أستاذ الثقافة والفكر الإسلامي المعاصر

للتصحيح: إنها "حياة العِزّ..... استقيموا يرحمكم الله


في ظل التسارع الرّهيب للمواد الإعلامية، ووسائل التواصل الاجتماعي، وانتشار محتواها في أوساط الناس بسرعةٍ غير مسبوقة حاملةً معها مظاهر التشويه المتعمد، والكذب البواح، والافتراء الصادم تجاه بعض الناس، أو الدول؛ فلا يجد الإنسان مناصًا إلا التعقيب والصدع بالحق، وردّ الافتراء؛ فإن السكوت في هذا الموطن ليس من أخلاق الشرفاء، ولا من شيم الكرام، ولا من الإحسان الذي أمرنا الشرع أن نقابله بمثله.
ولقد ساءَتْني - كما ساءتْ كل مُنْصِف - المادة الاعلامية التي زعمت تصوير حياة أحد الوافدين في المملكة العربية السعودية بصورة خالية من الصدق والأمانة.
والمملكة لا تحتاج لشهادة من أحدٍ فكلُّ من عاش فيها ذاق طعم العز، واستشعر رقي المعاملة، وتدثر برداء الكرم من أهلها، وتسربل بلباس المحبة والود والعطف من شعبها.
لكن دوافع الصدق، وبواعث الأمانة، وتوجيهات الدين؛ تحتم علينا أن ننطق بالحق، ونشهد بما علمناه، وعايناه، وعايشناه، ورأيناه رأي العين، لا مجرد النقل والرواية.
إن المملكة العربية السعودية بلد معطاء كريم يتدفق منها الخير لكل البشر، ويجري في عروق شعبها الطِّيبة والحب، والبر والكرم.
إن هذا البلد يعيش بداخله قرابة 14 مليون وافد من جنسيات مختلفة، وفق إحصاء عام 2022م الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء.
ومع ذلك فإن هذا البلد بقيادته وشعبه يفتح ذراعيه للجميع، ويرفل الجميع في خيره، ويتنعم بما توفره الدولة من إمكانات هائلة للمعيشة على كل المستويات.
إن حياة العز يلمسها بوضوحٍ لا يُنْكر كل مقيم على هذه الأرض؛ فجميع المستشفيات الحكومية يستقبل قسم الطوارئ فيها كل مقيم في داخل البلد، وتقدم العلاج المناسب له؛ بل الغريب العجيب أنه يعالج حتى لو كان مخالفًا لنظام الاقامة تكريمًا للإنسان، ورفقًا بمرضه.
وفي أزمة كورونا العالمية فتحت المملكة المراكز الصحية والمستشفيات، واستنفرت كوادرها الطبية، واستقبلت الملايين من البشر تحصنهم من الجائحة بالمجان في تنظيمٍ بالغ الدقة لم نشهد له مثيلاً في العالم.
وفي التعليم جميع المدارس مفتوحة للجميع بدون تمييز أو إقصاء، وفي جميع المصالح ومراكز الخدمة والبنوك وخلافه تجد الجميع ملتزمًا بدوره لا فرق بين مواطن ومقيم، ولم نلمس حتى مجرد الرغبة في التجاوز أو الاقصاء، بل يلتزم الجميع بالنظام والترتيب بكل حب وسرور.
وحياة العز يشهد بها ولها كل مقيم في هذه البلاد، عندما يعود لوطنه فيبني بيتًا، أو يحسّن أحوال أسرته المعيشية، ويطور من وضعه الاجتماعي.
نعم قَدَّم عملاً، ولم يأخذ مالًا بدون مقابل؛ لكن هذا البلد وفّر له العملَ اللائق بمقابلٍ مستحقٍ يكافئ جهده وعمله، ويمكنه من العيش الكريم.
وإذا قيل للعاقل إن بلدًا يقيم فيه 14 مليون إنسان كوافدين من جنسياتٍ مختلفةٍ باختلاف سلوكياتهم وثقافاتهم؛ فإذا حدث - افتراضًا - أي تجاوز مع واحد، أو اثنين، أو عشرة، أو مائة؛ كم نسبتهم؟ وكم يمثلوا من العدد الكلي؟ ونحن نعيش في مجتمعٍ بشري وليس ملائكيًا، مع عدم الإقرار بأي سلوك مخالف، بل وحفظ حقوق العمالة الوافدة من خلال الجهات والهيئات التي أنشأتها الدولة خصيصًا لحماية حق الوافد والمقيم.
هل يستدعي ذلك أن نبادر إلى التعميمات، والتشويه والإساءة، والمسارعة بالافتراء والبهتان، وتحويل ذلك الكذب إلى مادة إعلامية؟!!!
ورحم الله أبا الطيب المتنبي حين قال:
وماذا في يدِ الْحُسَّادِ إلَّا مغارِزَ لَمْ تَكُنْ إلاَّ ضَلالَا؟!
وما تُجْدِي معاوِلُهُمْ لِهَدْمٍ وإِنْ هَدُّوا بها يوماً جبالَا!
فلا ترجو ثناءً مِنْ حَقُودٍ يَشُقُّ عليهِ أَنْ يَصِفَ الْجَمَالَا
ومَنْ يَكُ ذَا فَمٍ مُرٍّ، مريضٍ يَجِدْ مُرّاً بِهِ الْمَاءَ الزُّلَالَا
حفظ الله هذه البلاد المباركة وشعبها وأهلها وأدامها عزًّا وفخرًا ومقصدًا ومَأْرِزًا، وجعل الحياة فيها، والعيش بها حياة عزٍّ وفَخَارٍ، وتقدّمٍ وازدهارٍ.
والله الموفق والمستعان
أ.د. إبراهيم بن طلبة الحسين
أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
بواسطة : أ.د. إبراهيم طلبة
 0  0  12.0K