المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 4 مايو 2024

زائر

من الأساطير " كلام وثراح "


قرأت فيما قرأت من قصص الأساطير قصة رجلين الأول اسمه(( كلام ))والثاني اسمه ((ثراح))

وسأنقل القصة كما قرأتها
يحكى أن (( كلام)) كان صاحب نفوذ وصاحب أراضٍ واسعة مناظرها تسر الناظرين
من الأودية والجبال والشعاب
وكان له من الأولاد عدد كثير يعيشون في أرضهم ويأكلون مما يزرعون ومما يربون من المواشي
وكان (( كلام)) وأباؤه كرماء يقرون الضيوف ويغيثون الملهوف
وكانوا فرسان لا يشق لهم غبار
يحمون الديار ويقفون مع الجار
كانوا في عصرهم ذاك ناراً على رأس علم

وكانوا لا يفرطون في شبرٍ من أراضيهم مهما تكلف الأمر
وكانت أراضيهم غنية بالمياة
وكانوا لا يطيقون مفارقتها أبداً

وقد عُرِض عليهم أراضٍ كثر في مناطق أخرى بقيم تكاد لا تذكر أبداً
ولكنهم رفضوا الخروج من أراضيهم وتمسكوا بها بشكل لا يُعقل
كل ذلك والناس يلومونهم على ذلك
إلا أن حبهم لهذه الأرض التي ولدوا وترعرعوا عليها تساوي عندهم الكثير

تربوا هؤلاء الإخوة في منزلٍ كان الأخ فيه يحب أخيه
بل يفديه بماله وولده

ننتقل بكم إلى قصة (( ثراح وأبنائه))

كان (( ثراح)) يعيش بالقرب من (( كلام)) إلا إنه كان أقل منه ثراءً ومنعه
كانت اراضيهم ليست غنية بالثروات إلا إنها تسوى عندهم الكثير
عاش عليها هو وابنائه عيشة عادية ليس لديهم الكثير من الأموال والثروات
ولكنهم كانوا ينظرون إلى جارهم (( كلام)) ويتمنون ما عنده
حصل بين الأثنين مناوشات حرب ومعارك كثر
وكانت الغلبة ل (( كلام)) في غالب الأمر

مرت السنون وهم على حالهم إلا إنه حدثت مفاجأة كبيرة

بعد مرور السنين مات الإخوة أبناء (( كلام)) وبقي الأحفاد وأبناء الأحفاد ومع تطور الحياة بحثوا عن الرزق في أماكن أخرى غير أراضيهم
ومع البحث أستقروا في تلك الأراضي وأصبحوا يعيشون على المعاش الذي ينالونه كل شهر ، فعاشوا وابتعدوا عن أرضهم ، ومع البعد نسوا أو تناسوا أرضهم ، وأصبحوا لا يهتمون فيها ولا يراعونها أبداً
بل الأكثر من ذلك لم يعودوا يحبونها كأبائهم وأجدادهم
صحيح أن الأرض بقيت ولم يأخذها أحد أويعتدي عليها أحد
إلا أن الأرض إذا ما أهملت لا تعطي شيء

هذا كله مر على (( ثراح )) فقد توفى كبار الأبناء ولم يبقى إلا الأحفاد وأبنائهم
وقد ترك الكثير منهم أرضهم إلا أنهم أختلفوا عن أبناء (( كلام)) بأنهم لم يتركوا مراعاتها
فقد تفقدوها بين الحين والآخر وهكذا
حتى انقضى زمن وهم على هذا الحال

وأبناء (( كلام)) كانوا يزيدون جفوةً وبعداً لأراضيهم
ومع البعد لم يطور منها شيء أبداً

مرت السنون ومرت وأبناء(( ثراح)) يعملون بعيداً عن أراضيهم ويعملون في تطويرها
حتى بلغ التطوير فيها الشيء الكثير
وكانوا عصبة واحدة ولحمة واحدة يتعاونون في التطوير كلاً فيما يخصه
وأصبحت أراضيهم جنة خضراء بعدما كانت العكس تماماً

وأبناء (( كلام)) لا يهتمون ويزيدون في فرقتهم
ويعملون على تهميش بعضهم بعضا
ولا يتواصلون إلا مجاملةً فيما بينهم
نسوا أن أبائهم كانت هذه الأرض عندهم أغلى من دمائهم
عمل أبناء (( ثراح)) وعملوا إلى أن أصبحوا في مقدمة الركب بعد أن كانوا في مؤخرته
ولم يتم ذلك إلا بالتعاون والاجتهاد وتقديم بعضهم بعضا واحترامهم لبعضهم
وتقدير المبدع وتقديمه والوقوف معه
فكتب لهم ما عملوا من أجله
وأصبحوا هم القادة والمؤثرين
وأبناء (( كلام))
زادتهم فرقتهم ضعفاً
وزادهم أهمالهم تأخراً
وزادهم تقصيرهم بعدا عن الركب
فأصبحوا ينظرون إلى أبناء (( ثراح)) ويتحسرون على ماضيهم التليد
ولكنهم بدأوا في تجميع شتاتهم وبدأوا في رأب الصدع الذي تكون بعد الشتات

وقد صحوا من غفلتهم ليس الكثير منهم
ولكن الغالب منهم بدأ يفكر كيف وماذا يستطيع عمله في تحسين وتطوير ما فقدوا؟؟!!

إنهم الآن يحاولون ويحاولون
ولكن هناك سبب كبير في عدم انجاز شيء إلى الآن ..
ألا وهو أنهم ما زالوا يعملون فرادا
وأنه ما زال البعض منهم يحاول التقليل من دور المبدع ودور المتابع

ولكن ما زال لدينا أمل في عودة السيف إلى نصابه

فهل سوف يعود؟؟
هذا ما سوف نعرفه في مقتبل الأيام....

*
بواسطة : زائر
 0  0  10.9K