المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
عبدالمحسن محمد الحارثي
عبدالمحسن محمد الحارثي
عبدالمحسن محمد الحارثي

سينما مكَّة من أبرز وجهات الترفيه !!

الكثير من الأشخاص في العالم العربي لايعرفون من السينما إلَّا اِسمها ، على الرَّغم من وجود الكثير من الأكاديميات والمعاهد التي تُدرِّس هذا الفن كمنهج أساسي أو فرعي ؛ لأنَّها من أهم عوامل تكوين الرأي العام ، حيثُ أنها لاقتْ قبولاً كبيراً من الجماهير ، لِمَا لَهَا من خصائص تجذب الجمهور ، فهي تجمع بين الصورة ، الحوار ، الاستعراض ، والموسيقى ، كما أنَّها تُناقش مجموعة من المشكلات الاجتماعية ، الثقافية ، والاقتصادية ، وتُساعد على زيادة الوعي لدى الأشخاص .

البعض يرى أنَّ السينما أدنى من غيره من الفنون ، ولا يعلم أنَّ السينما هي "الحقيقة " فهي بمثابة إعادة تشغيل الواقع المحيط وليس خلق واقع جديد ، فهي تستقي محتواها من محيط الواقع وتبعاته المستقبلية ، يقول "ستانلي كوبرك" :( إنْ اِستطعتَ كتابة أو تخيُّل شيء ما ؛ فبالتأكيد تستطيع تصويرهُ سينمائيَّاً ).

صُنَّاع الأفلام يتطلَّعُون إلى الاستفادة من بيانات الجمهور وآرائهم المُعلنة عبر شبكات التواصل الاجتماعي ؛ لِصِيَاغة مضامين الأفلام بالاعتماد عليها ، فالسينما أصبحتْ أداة فاعلة ، وهذا التأثير والدور الإيجابي لها ؛ مؤهَّل للزيادة والتعمُّق بشكل مُتسارع في المرحلة القريبة القادمة ، يقول " جورج لوكاس" :( أنْ تُدرك التاريخ والأدب وعلم النفس والعلوم العامَّة ؛ خُطْوة أُولى لِصُنْع أفلام ).

ماهيَّة السينما باعتبارها إحدى وسائل الإعلام " المفتوح "التي تُسلِّط الضوء على قضايا المجتمع ، إذْ تنقل صورته بموضوعية أكبر من وسائل الإعلام " المُقيَّد" ، مع بروز المفهوم الاجتماعي على المفهوم الجمالي فيها ، ولها أنواع ثلاثة : السينما الصامتة ، وهي أولى هذه الأنواع ، والسينما الناطقة ، وهي التي تحتوي على نص ، والأخيرة السينما المتحرِّكة التي تحتوي على رسوميات أو مُؤثرات بصريَّة .

المدينة الذكيَّة "مكة المُكرَّمة " تحضى باهتمام القيادة ، لتكون أفضل مدينة ذكيَّة في العالم ، وما تزال الثقافة الإسلاميَّة قائمة شامخة والتي مضى عليها قُرابة خمسة عشر قرناً ، في الوقت الذي فيه فقدت الثقافة اليونانية وجودها الذي امتدَّ عمرها قُرابة 500 عام فقط ، بعد أنْ ابتلعتها ثقافات أُخرى ، يقول "ابن خلدون ": ( السياسة المدنيَّة هي تدبير المنزل أو المدينة بما يجب بمقتضى الأخلاق والحِكْمة ؛ ليحمل الجمهور على منهاج يكون فيه حِفْظ النوع وبقاؤه ) وهذا ما ركَّزت عليه هيئة الترفيه في المحافظة على قُدسيَّة العاصمة المُقدَّسة ، ودحض كل الأقاويل الباطلة من اتهامات بالتعدِّي على حرمات المدينة المقدَّسة ، أو مُحاربة الإسلام كما يدَّعي البعض .

اليوم نحنُ أمام تنفيذ مشروع عملاق في المدينة الذكيَّة " مكة المكرمة" خارج حُدود الحرم وبالتحديد في حي العابدية بجوار جامعة أم القُرى وعلى طريق مكة الطائف الهدا ، من مشاريع صندوق الاستثمارات العامة من قبل أكثر من 75 شركة عالمية وعلى مساحة تُقدَّر بـ 115 ألف متر مربَّع تقريباً ، إنَّها تجربة سينمائية فريدة للزوَّار ، يتمتَّع الزائر فيها مع أقوى وأحدث شاشات العرض وتقنيات الصوت بمحتوى يُناسب كافَّة الأذواق ، وتنمية للقطاع السياحي والبيئي ، وجذب المزيد من الاستثمارات.

هذا المشروع ترفيهي ، سياحي ، وثقافي ، يشمل العديد من القاعات ، الصالات الرياضية والترفيهية ، المسارح ، المولات ، الكافيهات ، الحدائق ، ودور السينما ، تُعرض فيها الأفلام الوثائقيَّة ، والأفلام السينمائية الهادفة ، التي تحكي واقع الثقافة الإسلامية ، وتتمايز الأفلام فيما بينها بنوعية الجمهور المستهدف من الزائرين وغيرهم ، وطبيعة الرسائل الموجَّهة لهم عن طريق الحوارات المباشرة وغير المباشرة ، والشخصيات المؤثِّرة من أبطال ومشاهير خلَّدهم التاريخ الإسلامي .

يبقى تشجيع المخرجين في جودة الانتاج ، وحبْك السيناريو ؛ لأنَّ الإخراج أصعب مهنة في العالم ، فالمخرج قبل أنْ يكون مُخرجاً ؛ يجب عليه أنْ يكون كاتباً ، ممثِّلاً ، ورسَّاماً ..يقول " ألفريد هتشكوك ":( تحتاج ثلاثة أشياء أساسية لصنع فيلم جيِّد : السيناريو ، السيناريو ، السيناريو ) .

فقط ، نقول: لو أُعْطِيَ نفس السيناريو لخمسة مخرجين ؛ سنجد في النهاية خمسة أفلام مختلفة ، وهذا دليل على اشتراك العقول في الأفلام أفضل كثيراً من عقل واحد ينصت إليه الآخرون ..
بواسطة : عبدالمحسن محمد الحارثي
 0  0  2.7K