المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
طارق محمود نواب _ سفير غرب
طارق محمود نواب _ سفير غرب

ابدأ بالأهم واصنع المستحيل

ليس هناك وقت كافٍ لأداء أعمالنا المتراكمة في القوائم المؤجلة لما علينا فعله، وفي الحقيقة لن يكون هناك وقت أبداً. فالناجحون لا يجربون فعل كل شيء، بل لا يفعلون سوى التركيز على أهم أعمالهم وما له أولوية فقط، ولا يقفون هنا بل ويتأكدوا من أدائها على اكمل وجه.
فهناك مثل قديم يقول: "لا تضيع وقتك في تشتيت الجهد، بل ركز على الأهم واترك الباقي للزمن." فالإنسان كالشمس، إذا وجهت له الضوء الصحيح، فإنه يبدأ في التألق ببريق وإشراق، وهكذا يكون الناجحون، يعملون بحكمة على توجيه أشعتهم نحو أهدافهم، متجاهلين كل الضباب الذي يعترض طريقهم، مما يجعلهم يتألقون في سماء النجاح بإشراق يلهم الآخرين. فإذا كان أول شيء تفعله كل صباح هو أكثر المهام تحدياً في يومك، وأكثر المهام التي تحب المماطلة فيها، فسوف تكون أكثر المهام التي لها وقع إيجابي على حياتك.
فقبل أن تحدد هدفك وتباشره، عليك أن تقرر أولا ما تريد إنجازه في كل مرحلة من حياتك. وأهم معتقد في الإنتاج الشخصي هو الوضوح، فالوضوح هو أساس كل شيء والوضوح مع الذات هو الأكثر أهمية في كل ذلك. فالسبب الأول والأهم في أن بعض الناس ينجزون أعمالهم أسرع من غيرهم هو أنهم واضحون تماماً تجاه أهدافهم وأغراضهم ولا يحيدون عنها.
فكلما كنا واضحين تجاه ما نريده وما علينا إنجازه، كان من الأسهل علينا أن نتغلب على المماطلة، وننهي أكثر المهام تحدياً في يومنا، وأكثر المهام التي تحب المماطلة فيها، ونمضي قدماً بإنهاء واجبنا.
وأول قانون للنجاح هو التركيز وتوجيه كل الطاقات نحو نقطة واحدة، والاتجاه بشكل مباشر نحو تلك النقطة دون الالتفات يمينا ويسارا. وبالتالي لا يوجد وقت كافي أبدا لفعل كل شيء، ولكن يوجد هناك دائما وقت كافي لفعل الشيء الأهم من بين باقي الاشياء... وبمعنى آخر ليس هناك وقت كافي للقيام بكل مهامك اليومية لكن هناك وقت للقيام بأكبر واصعب المهام المنوطة إليك.
فقد كان هناك سؤال قديم يتردد باستمرار وهو كيف تستطيع أن تأكل فيلا؟ والجواب بكل بساطة هو انك في كل فترة تأكل منه قطعة، وهنا تلعب قدرتك على التخطيط والتفكير دور كبير في التغلب على المماطلة والتسويف، والتي بدورها ستسهم وبشكل كبير في زيادة وتحسين إنتاجك، فالعمل بدون تخطيط هو سبب كل فشل.
وأول ما عليك فعله للابتعاد عن ذلك الفشل وتحقيق النجاح الحقيقي هو أن تقرر ما تريده بدقة، وذلك عن طريق أن تجلس مع نفسك وتناقشها في الأهداف والمشاريع، وبالتالي تعرف أولوياتك. والخطوة الثانية اكتب أهدافك، فعندما يصبح هدفك مكتوبا يصبح أكثر وضوحا ويعطيك طابعاً ملموس ويبعده عن الغموض والتشويش والتشتت.
وبالإضافة إلى ذلك يمكنك وضع حداً زمنياً لإنجاز أي هدف تريد تحقيقه، فأي أهداف ليس لها تاريخ انتهاء لا أهمية لها، وتكون عرضة أكثر للتسويف والتأخير والمماطلة.
وقبل أن تبدأ بالتنفيذ، تمهل بضع دقائق، وحاول أن ترتب هذه الأهداف أو المهام حسب الأولوية، وبالتالي تعرف ما يجب أن تفعله وما ليس عليك فعله. فدائماً هناك صفة واحدة يجب تأكيدها من أجل الفوز، وهي تحديد الهدف ومعرفة ما نريده والإلحاح لإنجازه.
وفي النهاية أوصيك دائماً بأن تبدأ بالأهم أولا، فمهما كان صعباً سيكون له تأثير إيجابي على حياتك فور انتهائه.
 0  0  7.8K