حجب الأحقيات ظلم
( ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) سورة اﻻنعام الاية 153
يخطئ بعض الأشخاص عندما يكيفون الأمور ويزنونها بمنظار الشخصنة والأهواء والمجاملة ومحاولة ارضاء الجميع تحت أي ذريعة أوغطاء أو ظرف أو مبرر كان وهم بذلك مخطئون بلا شك .
* * فاذا ماأوكلت لهؤلاء بعض المسؤليات والمهام من موقع تسنموه أو من ثقة اكتسبوها أو نجاح حققوه أو حظوة نالوها فلا يعطي ذلك لهم الحق مطلقا في فرض فلسفتهم واملاء قناعاتهم التعاملية هذه ولا يخول لهم أن يقيموا تصرفاتهم بحسب مايرد في اذهانهم من ضرورة تحقيق التوازنات ومداراة الخواطر علي حساب الجدارة والاستحقاقات العملية .
* * فاقامة التوازنات تنتهي عند وجود الجدارة ويتساوي فيها معا القريب والبعيد ولافرق في ذلك ولايعني ذلك أبدا ابعاد القريب بحال من الأحوال أوالتحفظ عليه كونه قريب أو صديق قد أمنت جوانبه وأطمئن اليه فقط خشية لما قد يقال ويقال ويقال فالمرء باسمه الشخصي لابلقبه أو بعشيرته أو قبيلته أومنطقته فالجدارة هي المعيار الأهم و الأمثل انطلاقا من قاعدة أختيار الشخص المناسب للمكان المناسب.
* * ولا حرج في ذلك فقد نأتي باشخاص الي مكان ما كأن نرشحهم مثلا الي حضور مهمة أو مناسبة أو نختارهم لعضوية احدي المجالس وقد يتطلب الموقف حينها مشاركتهم في أي جزئية تتعلق بذلك الموضوع الذي ربما اقحموا فيه وليسوا من المتحمسين له ولايحيطون بخلفياته ثم نكتشف خطأ مجاملتنا تلك فتكون أنت المتسبب يامن أقحمتهم وأحرجتهم باختيارك لهم وأحرجت نفسك أمام ضميرك وأمام تلك المواقف.
* *فلنراجع أنفسنا اذا ماخاننا حسن التصرف والاختيار ولم نهتد الي المسالك السليمة فليس عيبا أن نخطي ولكن من المعيب ان لانتعرف علي أخطائنا اونكررها أو نتعمدها فحجب الأحقيات عن الجديرين بها أمر مؤلم ومجحف ومرفوض ولايقبل التبرير وكفارته فقط الأعتذار والاستغفار والتراجع عن الخطأ .
والله أعلي وأعلم وأجل اللهم اغفر لنا ماأسررنا وماأعلنا وما قدمنا وأخرنا وماأنت اعلم به منا يامن تعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور*