القانون الدولي وأهميته بين الدول
القانون الدولي هو مجموعة القواعد التي تنظم العلاقات بين الدول التي تدع لنفسها السيادة ولا تعترف بأى سلطة أعلى منها ، إن هذا الادعاء يضفى على القواعد الحقوقية التى تهيمن على هذه العلاقات ،صفة مبتكرة تميزها عن القواعد المتعلقة بالقانون الداخلى ، فالأشخاص التابعون
لهذا القانون يخضعون إلى سلطة تضع القانون وتفرض إحترامه ،فى حين أن الدول وهى أشخاص القانون الدولي تصدر معا بعد الاتفاق فيما بينها.
الأنظمة التي تعبر عن مصلحتها المشتركة وتبقى كل واحدة منها حرة في تقدير مدى الالتزام الذى يترتب عليها
وشروط تنفيذه.
ولما كانت هذه الدول لا تخضع إلى أى سلطة تعلو عليها ، فأن إتصالها فيما بينها يتم وفقا لإدارتها وتبقى كل واحدة منه صاحبة السيادة في تقدير مدى حقوقها ومؤدى ذلك أن جميع الدول لا تتصور معنى القاعدة الحقوقية بشكل واحد وبما أنها تتجه نحو تجزئة مصالحها الرئيسية إلى قيم مقدسة فإن السلم يصبح أمرا غير مضمون .
لذلك فإن جميع أنصار السلم قد هاجموا عن طريق القانون فكرة السيادة وهى العقبة الرئيسية لتفوق القانون الدولي على الأشخاص التابعين له.
والمنظمات الدولية لا تعكس هذا المخطط النظرى إلا من بعيد لأنها تستمد وجودها من الدول نفسها وهذه الدول حريصة على الاحتفاظ بأكبر قسط ممكن من السيادةولا تتنازل إلا عن أجزاء يسيرة منها إلى المنظمة التى أحدثت بدافع من الظروف ومهما بدت مساهمة المنظمات الدولية متواضعة من حيث تحقيق وحدة العالم فإنها بلغت فى الأحداث أهمية بالغة ، ومنذ أولى المدنيات التى ظهر فى حوض البحر الأبيض المتوسط فإننا نشاهد ذلك النداء
المتناقض بين السادة والتحالف . أن تاريخ العلاقات الدولية هو تاريخ ذلك التناوب بين المجتمعات المتجهة نحو التنظيم وبين الدول التي تتجابه
فى حروب مستمرة دون أن تعرف أى نظام سوى الذى تفرضه الدول الغازية.