ساعة الانتظار
تتوقف الحياة أثناء ساعة الانتظار ، حيث يبدو الوقت مثل السلحفاة بطيئة الحركة .. كل شيء يبدو وكأنه متوقف في حالة من الجمود ، لاشيء يحدث سوى زيادة نبضات القلب وارتفاع (الادرينالين) ، في هذه الساعة نقلب أعيننا إلى ساعة اليد وأحياناً إلى الساعة على الجدران ، ونتأمل دقائقها تتحرك ببطء شديد ، فساعة الانتظار هي ساعة من التأمل حيث ننظر إلى أنفسنا ومحيطنا ونرى أين نحن الآن ، ونرى ما نريد وما نستطيع فعله وما نستحق أن نحققه.
فالكثير منا يتضجر عندما يطيل الوقوف.. فساعة الانتظار عادة مرهقة.. لأنها تكون مليئة بالغموض والإثارة ، فتارة تراودك نفسك متى سأصل ، وتارة يدغدغ هاجس الشك هل سأصل أصلاً؟!
مثل ما قالوها أصحاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: ((متى نصر الله)) فكان الجواب: ((ألا إن نصر الله قريب)).
ليكن في علمك أيها الغالي بأن المحاولات تعتبر جزء لا يتجزأ من رحلة النحاح ، فقصص الناجحين كثير في هذا السياق ، ولذلك كان ما يميزهم عن غيرهم أنهم واجهوا التحديات في مراحل مختلفة ، وثابروا حتى وصلوا لأهدافهم بتوفيق الخالق سبحانه وتعالى.
من الضروري جداً فهم سنة الحياة ، فالله سبحانه وتعالى خلقنا وهيأ لنا الأسباب وجعل التوفيق بيده وحده عز وجل ، فإذا أردت الوصول عليك السعي والإصرار ثم طلب التوفيق من الخالق سبحانه ، وقد أوضح ربنا ذلك : ((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)).
إذاً ربّك سبحانه وتعالى يطلب منك السعي لا الوصول ، فتوفيق الوصول بيده سبحانه لا شريك له أحد.
لذلك وإن طال انتظارك فأنت لا زلت في المضمار .. ولم ولن ينتهي سباقك مع نفسك طوال حياتك إلا إذا أنت توقفت بإرادتك.
بل وإن تعثرت أقدامك فانهض من جديد ، وثابر والتزم بتوسل التوفيق من خالقك العظيم.. فخالقك سبحانه أكبر من أمورك وأمور العالمين.
*تذكر: ساعة الإنتظار عتبة النجاح*