ثلوثية بامحسون
تشرفت مساء الثلاثاء الماضي بحضور الحفل الختامي لمنتدى ثلوثية بامحسون الثقافي بمدينة الرياض والذي تم فيه تكريم الدكتور عبدالرحمن المشيقح عضو مجلس الشورى السعودي السابق وعدد كبير من الدكاترة والمثقفين الذين شاركوا في محاضرات المنتدى هذا العام،
وقد أقيم الحفل في إحدى قاعات الرياض الكبرى وبرعاية كريمة من الشيخ عبدالله بن سالم باحمدان راعي المنتدى، وقد لفت نظري الحضور الكبير والمميز من كافة شرائح المجتمع في المملكة العربية السعودية أساتذة جامعات اكاديميين ومثقفين،
وغيرهم من شخصيات المجتمع الحضرمي المقيمين فيها وهذا يدل على الدور الثقافي والتنويري المميز الذي يقدمه (منتدى ثلوثية بامحسون) منذ تأسيسه،
والدكتور عمر عبدالله بامحسون الرجل الثمانيني أطال الله في عمره وأصلح عمله مؤسس المنتدى هو من الشخصيات المميزة التي انجبتها حضرموت،
ومسقط رأسه مدينة بروم الواقعة غرب مدينة المكلا حاضرة حضرموت والمطلّة على بحر العرب والتي لو وجدت إدارة تحمل رؤية لمستقبل مزدهر لكانت هذه المدينة هي الميناء الرئيس لحضرموت نظراً لموقعها الاستراتيجي على البحر المفتوح وحقيقة قد كانت هذه الفكرة مطروحة في العقود الماضية أمام القيادة السياسية السابقة لكن للأسف لم يكن هناك قراراً جاداً يجعل من الأفكار مشاريع حقيقية على أرض الواقع،
والدكتور عمر نموذج مميز ومثالي من ضمن كوكبة من المميزين الحضارم في العصر الحديث الذين سجل التاريخ الحضرمي أسماءهم بمداد من ذهب وأحرفٍ من نور نظراً لجهوده الكبيرة في الارتقاء بالإنسان الحضرمي الذي تعرّض لجوائح الزمن وفشل السياسيين الذين تولوا إدارة حضرموت وحكمها،
فقد ركّز جهوده مبكراً ومعه الكثير من الخيرين ذوي الأيادي البيضاء والذين ينفقون بيمينهم ما لا تعلمه شمالهم وبعضهم لا يريد أن يذكر اسمه فهم محتسبون الأجر عند الله سبحانه وتعالى فبدعمهم وبهم أنشأ الدكتور عمر (الصندوق الخيري للطلاب المتفوقين) من أجل تأهيلهم بالدراسة الجامعية بمختلف مراحلها مما ازاح عنهم وعن أسرهم معوقات الدراسة وتكاليفها الباهظة، فمئات الطلاب الذين يتم تكريمهم سنوياً بعد تخرجهم من جامعات عديدة وبلدان مختلفة يعطينا الدلالة الواضحة مدى تحقيق الصندوق لرسالته السامية ولم يكتف الدكتور عمر على هذا الصندوق بل له نشاطات اجتماعية مختلفة ومنها مؤسسة الأمل للتنمية التي أنشأها في مسقط رأسه مدينة بروم والتي هي الأخرى لها دورها الاجتماعي لخدمة أبناء المديرية،
وطبعاً عندما نقف أمام حالة الدكتور عمر وغيره الكثير والكثير من أبناء حضرموت منهم من حافظ على هويته ومنهم من حمل هوية البلد التي احتضنته وعاش فيها وكثير منهم من الذين برعوا في تخصصات إدارية وقانونية وسياسية واقتصادية وغيرها، ويصدق فيهم قول الاديب العربي الحضرمي علي احمد باكثير الكندي رحمه الله:
إذا ثقفت يوماً حضرمياً
لجاءك آية في النابغينا
نرى ونسمع عن هذه النوابغ وننظر الى حال حضرموت فماذا نجد؟ وماذا نقول للقيادة السياسية التي بيدها الأمر والنهي نقول لهم حتى في عالم كرة القدم عندما لا يجدون اللاعب المميز المحلّي من أبناء النادي فيضطرون للتعاقد مع لاعب من خارج النادي ولو كلفهم مئات الملايين طالما والهدف عظيم بالنسبة لهم إما تحقيق بطولات او انتصارات او تسجيل أهداف على فرق منافسة على أقل تقدير،
ابتعدوا قليلاً عن الحزبية والشللية فإن عقمت الأمهات في حضرموت ولم تجدوا أمامكم إلاّ النطيحة والمتردية فاجعلوا انظاركم تتجه يمنة ويسرة واجعلوا خيولكم تجوب الآفاق وقطعاً ستجدون النوابغ والمميزين من سيصلون بحضرموت وغير حضرموت الى التقدم والرقي حتى وإن كانوا يحملون جنسيات أخرى،
أما الحال الذي نراه في كثير من المحافظات لا يبشر بخير وأعود ثانية أين آلاف الخريجين الذين كان للصندوق الخيري يداً في استكمال مسيرتهم التعليمية وكذلك لمؤسسة حضرموت للتنمية البشرية دور كبير وكبير جداً وغيرها من المؤسسات العامة والخاصة التي بذلت جهود جبارة لم تبذلها الحكومات التي مرّت على حضرموت على مدى عقود بل قرون طويلة من الزمان،
فهل سنشهد عمل احترافي مميز في الجوانب السياسية والإدارية يا دكتور رشاد كما نشهده في عالم الرياضة في كافة انحاء العالم وكرة القدم على وجه الخصوص أرجو ذلك،