المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
طارق محمود نواب _ سفير غرب
طارق محمود نواب _ سفير غرب

هنا يمكن السر

فن التواصل الفعال من الفنون الذي كثر الحديث حولها وحول تعددها وكثرتها حولنا من فترات كبيرة سواء في كتب او مقالات، ففنون الحديث كثيرة ومختلفة وهناك منها فن النقاش، وفن الإقناع وغيرهم من الفنون... لكننا لم نعطي لفن الإلقاء حقه، فالتطور المهني لمهارات الإلقاء والتحدث أمام الجمهور من أهم الأمور وأكثرها حيوية في عصرنا الحديث. فالإلقاء وفنونه في وقتنا هذا كالجوهرة النادرة في عالم الفنون، لما له من قوة ابداعية وقدرة على التأثير والإلهام.
فكثيراً ما نحتاج إلى فن الإلقاء في حياتنا اليومية، ولا يتوقف استخدامه عند الأغراض العملية فحسب، بل في حديثنا مع الأصدقاء والعائلة وعندما نحتاج للتعبير عن آرائنا أو الدفاع عنها… وقس على ذلك جميع المواقف الحياتية.
ففن الإلقاء هو فن اختيار واستخدام الكلمات بشكل جيد مصاحب لذلك نبرة الصوت المناسبة وحركة الجسد المتوافقة مع الكلمات لإيصال المعلومة بشكل فعال دون إخلال بالمعنى أو محتوى الموضوع.
كما يعكس هذا الفن المتقن للتواصل القدرة على تشكيل الأفكار ونقلها ببراعة، مما يمنحه قوة لا مثيل لها في التأثير على الآخرين وتحفيزهم للتفكير والتحليل أيضاً، فبدونه قد لا تصل الأفكار والرؤى إلى جمهورها المستهدف بالشكل المطلوب لأنه وببساطة فاقد الشيء لا يعطيه. فكيف لك أن تقنع من حولك بحديثك أو على أقل تقدير تجعلهم ينصتون لك باهتمام وفي المقابل انت لا تملك ملكة الإلقاء، وطريقتك في الحديث عن موضوعك لا تسعفك في إيصال فكرتك بوجهتها الصحيحة.
فالاعتماد الكلي يكمن في تقبل من حولك لحديثك ويكمن كذلك في طريقة الإلقاء له. ففن الكلام والإلقاء ليس مجرد ترتيب للكلمات بل هو مزيج فريد من الموهبة والتدريب والقدرة على التواصل الفعال. فيتطلب هذا الفن القدرة على فهم الجمهور المستهدف، وتحليل احتياجاتهم واهتماماتهم، وتقديم الرسالة بطريقة تلامس قلوبهم وعقولهم،
وفي الحقيقة فنون الكلام والإلقاء تتميز بتنوعها الشاسع، حيث يمكن أن تتنوع من الخطابات المختلفة إلى الخطابات التحفيزية في المجال التعليمي والتطوير الشخصي... فقوة ملكة كهذه تكمن في قدرتها على تحفيز المشاعر والأفكار وإثارة التأمل والتأثير العميق في نفوس الجمهور.
ففي عالمنا المعاصر المتسارع، يزداد أهمية فن الكلام والإلقاء كوسيلة فعالة لنقل الرسائل وتحفيز التغيير وبناء الجسور بين البشر. إنه السلاح الأقوى للتأثير على العقول وتشكيل الرؤى والتوجيه نحو الأفكار الإيجابية والتغيير الإيجابي في المجتمع.
فهي تتجاوز مجرد إلقاء خطاب أو بعض مهارات العرض والتقديم، بل هي ثقة في مواجهة الحشود وقدرة على جذب الانتباه والحفاظ عليه، وقدرة أكبر على تقديم رسائل واضحة وموجزة ومقنعة، بالإضافة إلى اكتساب القدرة على التواصل غير اللفظي والذي يساعدك على ترك بصمة قوية على المجتمع من حولك،
وفن الكلام والإلقاء ليس فقط مهارة تقنية، بل هو فن يتطلب الشغف والالتزام والممارسة المستمرة. إنه فن يجمع بين العلم والفن، ويتحدى العقول ويثير العواطف، مما يجعله واحدًا من أعظم الفنون التي تشكل جوهر حياتنا وتأثيراتنا.
فلكل شيء في هذه الحياة أسرارها العميقة، ولكل مهنة مفتاحٌ تُفتح به وقفل يُغلقها. ولا يعبرُ خلالَ تلك الثغرات إلا من يمتلك السرّ. وكل فردٍ لديه نظرته الخاصة في التعامل مع المعطيات، وبالتالي تتباين النتائج، حتى وإن كانت المعطيات متماثلة أحياناً. ومع ذلك، ينجح البعض في إثبات ذاتهم ويتألق نجمهم، في حين يغيب آخرون في غياهب النسيان، بلا أن يلتفت إليهم أحد. وكل ذلك يتوقف على فن الإلقاء.
 0  0  5.4K