جاري الكذب فلا تصدقوا!
تتكلمون وتتلعثمون فندرك أنهم كاذبون... إن الكذب تلك الخباثة التي تعتبر من أقدم وأكثر السلوكيات انتشاراً في التاريخ البشري، فعندما يجتمع الإنسان مع الكذب هنا تنطلق المشكلة الحقيقية. فالكذب ليس مجرد افتراء على الحقيقة، بل هو التلاعب بثقة الآخرين وتشويه العلاقات الاجتماعية، والمشاعر الإنسانية.
ولكل فرد دوافعه الخاصة للجوء إلى الكذب، سواء كان ذلك لتجنب المسؤولية، أو للحصول على فوائد شخصية أو لإظهار نفسه بصورة مثالية أمام الآخرين. وبالتأكيد كل ذلك ما هو إلا مجرد أسباب وليست مبررات للكذب على الآخرين وكسر ثقتهم فينا، فالثقة شيء أساسي في العلاقات المحيطة بنا، فهي هبةٌ نفيسة تنمو كالوردة النادرة في أرضٍ مليئة بشوك الشك وغموض الاعتقادات. فالثقة ليست مجرد كلمات، بل هي عهدٌ مقدس بين القلوب ترتكز على أساس صخري من الصدق والصفاء.
وبدون هذه الثقة، تتلاشى المعاني وتضيع القيم، فهي اللبنة الأساسية التي تشكل أساس الروابط البشرية. فإذا ما انهارت، انهارت معها العلاقات، وانهدمت حتى أقوى العلاقات. فكيف تلومون الآخرين على قلة الثقة إذا كنتم انتم أنفسكم تخالفون وعد الصدق وتتباينون في الخلق؟ فكم مرة تحدثت مع شخص وتلعثم في حديثه وكشفت كذبه؟ وكم مرة أدركت انك سمعت وسمعت وأضعت الكثير من وقتك وفي النهاية تكتشف أنها كذبة؟ كم مرة تعاطفت وتأثرت وفي النهاية أدركت انك في قصة من وحي الخيال؟
فالكذب صعب في أي حال لكن الأصعب من الكذب في ذاته هو علمك بأن من يحدثك يكذب عليك وكل كلامه بعيد كل البعد عن الحقيقة ومع ذلك تستكمل حديثك معه ولا تريد أن توضح له حقيقته فتظل صامتا. ففي كثير من الأحيان نضيع من أوقاتنا وراحتنا لنستمع لمن حولنا ونشاركهم أفكارهم إلا أنهم في النهاية يجعلونا نندم على ذلك.
وللأسف هم يكذبون ويعلمون أنهم كذابون، ويعلمون أيضا أننا على علم بكذبهم، ومع ذلك فهم يستمرون، ونحن على الرغم بذلك نسايرهم ونتعامل معهم كما لو كانوا صادقين.
لكن هل مازلنا نرغب في علاقة كتلك؟ هل نقبل أن نكون مجرد حمقى سعداء نعيش حياة غير حقيقية؟ بالتأكيد في بعض الأحيان قد نتجاهل العلامات والدلائل على الكذب حتى لا نواجه ونصارح، أو أننا نكذب أنفسنا رجاء منّا أن يكون الشخص الذي نتعامل معه صادقاً، وكل ذلك حفظاً لماء وجههم لكن لماذا يتمادون في ذلك وكأنهم على حق وليس من حقك الاعتراض ابدا؟
فهم كاذبون ويظنون أنفسهم صادقين، ويظنون أن الحق لديهم، وهم في الأساس ليسوا إلا لصوص مشاعر... لصوص يعيشون في عالمهم الخاص، يظنون أنه لا يزال لديهم القدرة على فرض الأمر الواقع.
فلا يجب أن ينسوا أنهم كاذبون يدعون القيم والأخلاق وهم أبعد ما يكونوا عنها، يتمسحون بالدين وكل خطواتهم تؤكد أن أحلامهم الشخصية وصورتهم أمام الآخرين هي كل ما يشغلهم فقط. فافعلوا ما يحلو لكم نحن نعلم أنكم كاذبون، ولن نتوقف عن ذكركم.
ونعم نحن نعلم إنه من الصعب تجنب كل الأكاذيب في حياتنا أو أن نجعل تلك الحياة خالية من الأكاذيب، لكن أولا وآخرا تظل الأكاذيب واحدة ويظل تأثيرها علينا واحد، فعندما ندرك بوضوح أن شخصاً ما يكذب علينا، قد تنمو لدينا مشاعر متضاربة بين القناعة بالحقيقة وبين رغبتنا في الاحتفاظ بالعلاقة أو تجنب الصدامات. فلا تُزكوا أنفسكم، نحن نعلم أنكم كاذبون.
ولكن السؤال هنا الآن هل يستحقون هذا التعاطف المستمر منا؟ هل يستحقون أن نتجاهل الحقيقة ونتعايش مع كذبهم؟
ولكل فرد دوافعه الخاصة للجوء إلى الكذب، سواء كان ذلك لتجنب المسؤولية، أو للحصول على فوائد شخصية أو لإظهار نفسه بصورة مثالية أمام الآخرين. وبالتأكيد كل ذلك ما هو إلا مجرد أسباب وليست مبررات للكذب على الآخرين وكسر ثقتهم فينا، فالثقة شيء أساسي في العلاقات المحيطة بنا، فهي هبةٌ نفيسة تنمو كالوردة النادرة في أرضٍ مليئة بشوك الشك وغموض الاعتقادات. فالثقة ليست مجرد كلمات، بل هي عهدٌ مقدس بين القلوب ترتكز على أساس صخري من الصدق والصفاء.
وبدون هذه الثقة، تتلاشى المعاني وتضيع القيم، فهي اللبنة الأساسية التي تشكل أساس الروابط البشرية. فإذا ما انهارت، انهارت معها العلاقات، وانهدمت حتى أقوى العلاقات. فكيف تلومون الآخرين على قلة الثقة إذا كنتم انتم أنفسكم تخالفون وعد الصدق وتتباينون في الخلق؟ فكم مرة تحدثت مع شخص وتلعثم في حديثه وكشفت كذبه؟ وكم مرة أدركت انك سمعت وسمعت وأضعت الكثير من وقتك وفي النهاية تكتشف أنها كذبة؟ كم مرة تعاطفت وتأثرت وفي النهاية أدركت انك في قصة من وحي الخيال؟
فالكذب صعب في أي حال لكن الأصعب من الكذب في ذاته هو علمك بأن من يحدثك يكذب عليك وكل كلامه بعيد كل البعد عن الحقيقة ومع ذلك تستكمل حديثك معه ولا تريد أن توضح له حقيقته فتظل صامتا. ففي كثير من الأحيان نضيع من أوقاتنا وراحتنا لنستمع لمن حولنا ونشاركهم أفكارهم إلا أنهم في النهاية يجعلونا نندم على ذلك.
وللأسف هم يكذبون ويعلمون أنهم كذابون، ويعلمون أيضا أننا على علم بكذبهم، ومع ذلك فهم يستمرون، ونحن على الرغم بذلك نسايرهم ونتعامل معهم كما لو كانوا صادقين.
لكن هل مازلنا نرغب في علاقة كتلك؟ هل نقبل أن نكون مجرد حمقى سعداء نعيش حياة غير حقيقية؟ بالتأكيد في بعض الأحيان قد نتجاهل العلامات والدلائل على الكذب حتى لا نواجه ونصارح، أو أننا نكذب أنفسنا رجاء منّا أن يكون الشخص الذي نتعامل معه صادقاً، وكل ذلك حفظاً لماء وجههم لكن لماذا يتمادون في ذلك وكأنهم على حق وليس من حقك الاعتراض ابدا؟
فهم كاذبون ويظنون أنفسهم صادقين، ويظنون أن الحق لديهم، وهم في الأساس ليسوا إلا لصوص مشاعر... لصوص يعيشون في عالمهم الخاص، يظنون أنه لا يزال لديهم القدرة على فرض الأمر الواقع.
فلا يجب أن ينسوا أنهم كاذبون يدعون القيم والأخلاق وهم أبعد ما يكونوا عنها، يتمسحون بالدين وكل خطواتهم تؤكد أن أحلامهم الشخصية وصورتهم أمام الآخرين هي كل ما يشغلهم فقط. فافعلوا ما يحلو لكم نحن نعلم أنكم كاذبون، ولن نتوقف عن ذكركم.
ونعم نحن نعلم إنه من الصعب تجنب كل الأكاذيب في حياتنا أو أن نجعل تلك الحياة خالية من الأكاذيب، لكن أولا وآخرا تظل الأكاذيب واحدة ويظل تأثيرها علينا واحد، فعندما ندرك بوضوح أن شخصاً ما يكذب علينا، قد تنمو لدينا مشاعر متضاربة بين القناعة بالحقيقة وبين رغبتنا في الاحتفاظ بالعلاقة أو تجنب الصدامات. فلا تُزكوا أنفسكم، نحن نعلم أنكم كاذبون.
ولكن السؤال هنا الآن هل يستحقون هذا التعاطف المستمر منا؟ هل يستحقون أن نتجاهل الحقيقة ونتعايش مع كذبهم؟