المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024

من عفا وأصلح " للكاتب عبد الكريم هاشم "

قال الله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ .وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) الحجرات [10] والصلح هو أساس الخير التي تهب على القلوب المتجافية رياح الأنس ونسمات الندى، صلح تسكن به النفوس ويتلاشى به النزاع، الصلح نهج شرعي يصان به الناس وتحفظ به المجتمعات من الخصام والتفكك بالصلح تعمر البيوت.والإصلاح بين الناس لايقوم به إلا أصحاب النفوس الشريفه التي وهبهم الله طيبة القلب ونقاء السريرة وهم من يتميزون بتلك الصفة لأنهم يحبون الخير والهدوء ويكرهون الشر. فديننا الإسلامي الحنيف أوجب علينا ذلك للقيام به خير قيام ومن هذا المنطلق يتوجب على العقلاء من الناس أن يتوسطوا بين المتخاصمين والإصلاح في مابينهم وليعلم المصلح أن الشر لا يطفأ بالشر ولكنه يطفأ بالخير ولهذا فقد يحتاج المتخاصمان أن يقدموا التنازلات عن بعضهم البعض ويتسامحوا لإصلاح ذات البين فيما شجر بينهم فهذا ليس به مهانة أو ذلة بحق كلاً منهما بل يعد من أنبل الخلق لما تتسم به تلك الصفة الحميدة التي يحبها الله في خلقه من البشر . ويتوجب علينا نحن كمجتمع مسلم أعزنا الله بنعمة الإسلام لابد أن نضع نصب أعيننا التقيد به . وأؤكد من هذا الجانب للقاريء الكريم : بأن البعض يرى أن التسامح من الصعاب وأنه ليس بالسهل بالنسبة له و لكن ليس من المستحيل أن يقدم عليه ويقدم التنازل كما ذكرت سلفاً . بل يحتاج أيضاً إلى تذكر كلام الله جل وعلا والرجوع إليه في كتابنا الكريم وما ذكر في الأحاديث النبيوية الشريفة في تلك المواضع والأخذ بها يقيناً . وحينها سوف تهدأ لها الأنفس وتطيب الخواطرومالها من الأجر العظيم. لو نظرنا لبعض تلك المسببات من تلك الخلافات نلاحظ البعض منها مجرد أمور دنيوية وتكون منها بأسباب تجعل الأخ يقوم بهجر أخاه وأخرى بلا أسباب و إن وجدت الأسباب فيكون في الغالب حلها سهلاً. إن أرادوا، ولكن البعض من الناس لا يريدون حلها إما من أنفسهم لتعقيد الأمر لغاية لايعلمها إلا الله سبحانه أو بتحريض من الآخرين من أصحاب الفتن .والأدهى والأمرمن ذلك أن تكون القطيعه بين الأقربون وهم يعلمون إن الصلة واجبة ومن قطعها قطعه الله يوم لاينفع مال ولابنون والبعض لايكتفي بذلك بل يعمل جاهداً بتدبير المكائد للإضرار بالآخرين . ولايهدأ لهم بال إلا حينما يشاهدوا حبال الود والوصل مقطوعة بين الناس،بسبب الفتنة ويتخذونها هواية في إيقاع الفتنة بين الناس فهؤلاء ممن نزغ الشيطان على قلوبهم والعياذ بالله كفانا الله شرهم . ومن تلك الأمثلة الحية التي لاتزال من البعض راسخة في عقول بعض الناس إلى يومنا هذاو نجد العلاقات الإنسانية مقطوعة . وعلى سبيل المثال لا الحصرسأذكر من تلك الأسباب سبب سأذكرها بلغتنا الدارجة : ـ أن البعض يردد قولاً منها تراك مقروع هي كلمة يتم تداولها بين الناس، أي بمعنى " مقروع " وهي أن تخطو بسيارتك بالقرب من أرضي أو تخطو بها من الأرض نفسها حتى وإن كانت الأرض صحراء قاحلة وإن خالفتهم في الرأي وأنت على حق فأنت ضدهم . ومن هنا تبدأ المنازعات والقطيعة . وهناك من الأسباب المتعددة التي لاتعد ولا تحصى ومنها التي قد تصل إلى قطيعة الرحم والهجر لسنين طوال . والجيران والأصدقاء وغيره الكثير. . القراء الكرام : بمفهومي البسيط أطرح في آخر سطوري ناصحاً التسامح ضعه أمامك دوما ً بأنه من مصدر قوة وليس من مصدر ضعف و هي مهارة نتعلمها ونكتسبها ونتحلى بها ونطبقها ونعلمها للآخرين لكي نحيا في سلام بعيداً عن حمل الحقد والكراهية بداخلنا . ولذا يجب علينا جميعاًأن نتحمل مسئؤلية أنفسنا التي لا تستحق التوتر والحقد وأي مشاعر سلبية أخرى فالعفو التسامح ترتقى به الأمم ونحن خير أمة . ونتذكر دوماً قول الله تعالى (وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين) [ ا لشورى:31]

بواسطة :
 0  0  10.2K