واقع من فكرة...
لن أتحدث عن المحبة التي تشع من الوجوه
لن أتحدث عن الأحضان التي كانت وسيلة التحية
لن أتحدث عن الأخوة التي كانت تجمع الجميع
لن أتحدث عن الفرحة التي رسمت على وجوه الجميع
لن أتحدث عن الاحترام الذي كان يتسم به الجميع
لن أتحدث عن الروح الواحدة التي كان يتمتع بها الجميع
لن ولن ولن...
ولكني سأتحدث عن فكرة!
فكرة سُرَّ بها الكل
نعم
سأحكي لكم الحكاية
في يومٍ من الأيام كان تقارب بين أهل المنطقة الواحدة
فكان هناك تواصل فيما بينهم ، وكان هناك محبة صادقة يحكيها لنا الأباء والأجداد
كان أبناء القطر الواحد يتعارفون، ويتزاورون ،
ويسألون عن بعضهم البعض.
كان الأباء يحكون لنا هذا ونحن نتحسر ونندب الوقت الذي باعد بين الناس وجعل أبناء العمومه كالغرباء!
نعم أنا لا أبالغ في الأمر
أصبح الناس متباعدين ؛بسبب البحث عن الرزق. وكانوا إذا تقابلوا الرسمية تطغى عليهم والواجب الذي يحدد التواجد ، فمتى انتهى انتهت الزيارة وعادت الغربة كما هي
فأتت وسائل التواصل الاجتماعي ، فاستخدمها الكثير في ما لا نفع فيه.
فانبرت فكرة كان صاحبها (( سعود)) وله من اسمه نصيب .
فجمع في هذه الوسيلة كثير من أبناء القطر الواحد ، فتعارفوا وبدأوا يتحدثون مع بعضهم البعض بأريحية
وقد زالت هذه الغربة بينهم ، وزالت الرسمية، وأصبحوا في جوٍ واحد وكأنهم أبناء رجلٍ واحد.
فانتظرنا الثمرة وأتت...
خرجت لنا فكرة أخرى
فكرة في وقت كان الكثير متعطشين لسماعها،
كانوا يترقبونها بفارغ الصبر.
انبرت وياللعجب كان صاحبها اسمه (( سعيد))
وكأننا نستبشر بالأسماء
فكان سعيداً وفكرته أسعدت الجميع
لقاء لأبناء العمومة في مكان واحد وعلى صعيدٍ واحد وفي مكانة واحدة
فتسابق الجميع على تسجيل موافقته بل وأبدا
رغبته في خدمة الجميع
أصبحت الفكرة واقعاً ملموساً
وما أجمله من واقع!!!!
كيف لا يكون جميلاً ونحن نحضن بعضنا البعض وكأننا نبحث عن دفء القرابة
كيف لا يكون جميلاً ونحن ننتظر موعد لقائنابشوق العاشق الولهان
كيف لا يكون جميلاً ونحن نتواصى على الخير والألفة
!!!!!!!!!!
يا له من لقاء!!!
بل يا لها من فكرة!!!
فكرة أصبحت واقعاً
وواقعاً أصبح مطلباً
ومطلباً أصبح سعادةً
وسعادة سببها بعد الله سبحانه السعيدين
(( سعود وسعيد)) ((سعيد و سعود))
أبدأ بأيهما لا حرج في ذلك
كم نحتاج من فكرة لتصبح واقعاً؟؟!!
وكم نحتاج من واقع أصله فكرة؟؟!!
١٥/ ٢/ ١٤٣٧للهجرة
جدة