أطفالنا والأجهزة ... الفوائد والمخاطر (2)
من المؤكد أن أطفالك يحبون iPad؟".. سؤال وجهه نيك بيلتون، محرر الشؤون التكنولوجية في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إلى ستيف جوبز، المدير الراحل لشركة آبل في أواخر 2010، إلا أن إجابة جوبز كانت صادمة!
جوبز أجاب: "إنهم لم يستخدموه، نحن نضع حدودًا لمدى استخدام أطفالنا للتكنولوجيا في المنزل"، فيما يعلق بيلتون بأنه تخيل أن حوائط منزل جوبز تحتوي على شاشات عملاقة تعمل باللمس، وأن مائدة الطعام مصنوعة من *iPads، وأن iPods يوزع على الضيوف كما توزع الشوكولاتة.
أضاف "بيلتون" أنه التقى بعد ذلك بعدد من الرؤساء التنفيذيين في شركات التكنولوجيا وأصحاب رءوس الأموال، الذين يقولون أمورًا مشابهة، بأنهم يحدون بشكل صارم من استخدام أطفالهم للأجهزة الإلكترونية، وغالبًا ما يمنعون استخدامها في ليالي المدرسة، ويخصصون حدودًا زمنية معتدلة في الإجازات الأسبوعية.
*والتر إيزاكسون مؤلف كتاب "ستيف جوبز أوضح أن ستيف كان يحرص كل ليلة على تناول العشاء على المائدة الكبيرة الطويلة في المطبخ، ويناقش مع أبنائه الكتب والتاريخ وأمورًا متنوعة، مضيفًا: "لم يُخرج أحد نهائيًّا جهاز iPad أو جهاز كومبيوتر. الأطفال غير مدمنين على الإطلاق لهذه الأجهزة".
هذه القصة تناقلتها صحف ومجلات عديدة حول العالم و انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي و قصدت من ذكرها لفت الانتباه إلى ثلاثة أمور مهمة في تناول هذا الموضوع ، أولهما أن توفر الإمكانيات المادية لا يعطي مبررا للأسرة لمنح أطفالهم ما يريدون قبل أن يكون هؤلاء الأطفال أو اليافعون في سن ونضج يخولهم ذلك وثانيهما أن الحدود المرسومة والقوانين الأسرية المطبقة بدقة هي الحل الأمثل لتفادي مخاطر ومحاذير هذه التكنولوجيا وثالثهما أن هذا التحكم ممكن –قد تختلف درجة الإمكانية-لمن أراد وهذه أدلة واقعية.
كان هذا الحديث عام 2010 ولست متأكدا أن ما كان مطبقا عام 2010 يصلح أن يطبق عام 2015 فالعالم والتقنية تتغير بشكل سريع يدفع بالمختصين من أسر ومربين ومهتمين دفعا إلى محاولة مواكبة هذه التقنية للحد من أخطارها النفسية والجسدية على المجتمع وفي نفس الوقت الاستفادة من الجانب الجيد فيها لنشر المعرفة وتوسيع الآفاق والمدارك.
التقنية ليست شرا محضا ولا خيرا محضا بل هي كأي أداة أخرى من الممكن استخدامها في الخير أو الشر بحسب الإرادة والتوجيه.
*
*