النبوءة المحققة لذاتها
إذا اخذت فكرة مسبقة عن شخص بأنه شخص مخادع، فمن المحتمل أنك ستعامله على هذا الاساس وتتصرف معه بتحفظ شديد وحذر، وحين يشعر هو بمعاملتك هذه سيتصرف معك بنفس الطريقة، فستشعر حينها أن ما افترضته فيه كان صحيحا منذ البداية. ولأنك اصبحت متأكدا من رأيك الأول وجرب هو اسلوبك الجاف معه، فا سيستمر تعاملكما بهذا الشكل حتى تصلا لنقطة اللا عودة ومرحلة التصادم الحقيقي. فهذا مثال لنبوءات شخصية نعمل على تحقيقها بدون وعي. إذ أن افكارنا لا تحدد طريقة معاملة الناس لنا فقط، بل وتساهم في تشكيل حياتنا وتجسيد احلامنا وطموحاتنا.
فمن الخطير فعلا امتلاك الشخص ظنون مسبقة وآراء جاهزة لأنه سيعمل بلا وعي على تحقيقها، كما أن كل من يملك شخصية تصادمية تتمحور حول الشك وسوء الظن يعمل بلا قصد على أقلمة من حوله للتعامل معه على هذا الاساس. وهذه التركيبة المحققة لذاتها قد تحدث بين الاب والابن، المدير والموظف، وبين الأشخاص في حياتهم العادية، فقد يرى شخص أن شخص اخر يحيك المؤامرات بسبب مصلحة صغيرة مشتركة بينهما وربما تُعلن حالة الاستنفار بسبب هذه المسألة، وقد يرى الشخص المقابل نفس الشعور ويرى أن هذا استفزاز مباشرا له ولقوته ويدفع بكامل قواته تجاه ذلك الجزء للدفاع عنه فتنشب حرب فعلية بين الطرفين. والتوتر الذي يقع بين الكثير من الأشخاص بهذه الطريقة هو السبب الاول لنشوب العداء والنزاعات والصراعات، حيث يتجسد سوء الظن على ارض المعركة قبل ان يكتشف الجميع عدم وجود سبب حقيقي لمجمل الخسائر.
لكن وعلى الرغم من مساوئ هذه الظاهرة إلا أن هناك جانب إيجابي لها وهذا لأنها تعمل بنفس الكفاءة على الجانب المقابل لسوء الظن. بمعنى، حين تمنح احدهم ثقتك الكاملة، سيعاملك هو بنفس الطريقة والمستوى فتتأكد انت من صدق حدسك فتستمر في معاملته ومعاملة جميع الناس على هذا الاساس. فكم مرة اشتريت شيئا من بقالة الحي ثم اكتشفت عدم امتلاكك المال الكافي فيقول لك البائع، لا بأس احضر المال لاحقاً، فيمتلكك شعور بضرورة تحقيق ثقته بك وعدم تخييب ظنه بأمانتك فترد له المال بأسرع وقت ممكن. ان هذا الاسلوب في تجسيد النبوءات الحسنة قد يشكل اساس لعلاقة حسنة ومتينة بين الاب والابن، والمدير والموظف.....فآراءنا المسبقة مسؤولة بنسبة كبيرة عن تشكيل مواقف الاخرين تجاهنا. ففي حين اتخاذك فكرة سلبية عن شخص ما، سيعاملك هو بنفس الطريقة وتتحقق نبوءتك المسبقة فيه. وفي المقابل حين تعامل الناس بإيجابية او تمنحهم ثقتك المسبقة سيعاملونك بنفس الطريقة فتزداد قناعة بأن جميع الناس اخيار، حيث أن ذلك يجعلنا نرى الآخرين من وجهة نظر إيجابية وتثير لدينا الأمل والتفاؤل والثقة، وتشجعنا على التفاعل الإيجابي معهم وتمنحنا القدرة على التعرف على صفاتهم الإيجابية وتقبلها بصدر رحب.
وقد اخذ العديد من العلماء في علم النفس الاجتماعي ضمن اعتباراتهم العلاقة بين تلك النبوءة المحققة لذاتها وقانون الجذب، وكيف تصبح المعتقدات الاجتماعية حقيقة اجتماعية واسعة. إذ وجدو إنه في حين أن كلا من قانون الجذب والنبوءة التي تتحقق ذاتيا يمتلكان اثاراً روحية وعملية. حيث أن تلك النبوءة تميل بطبيعتها اكثر نحو الطبيعة العملية للحياة وبنية البشر النفسية، فإذا كنت تؤمن بأن كل الصداقات تنتهي بالقتال والمشادات الكلامية عندها يصبح من المحتم ان تتصرف وفقاً لذلك في علاقاتك الاجتماعية، إذ سيقوم الشخص بإسقاط إشارات غير واعية مثل لغة الجسد والنغمات الصوتية للشخص الاخر على هذه النبوءة مما يؤدي الى تحقيق هذا الاعتقاد من خلال التسبب في قتال سيضطر من خلاله الشخص الاول إلى إنهاء العلاقة بناءاً على اعتقاده المسبق.
فمن الخطير فعلا امتلاك الشخص ظنون مسبقة وآراء جاهزة لأنه سيعمل بلا وعي على تحقيقها، كما أن كل من يملك شخصية تصادمية تتمحور حول الشك وسوء الظن يعمل بلا قصد على أقلمة من حوله للتعامل معه على هذا الاساس. وهذه التركيبة المحققة لذاتها قد تحدث بين الاب والابن، المدير والموظف، وبين الأشخاص في حياتهم العادية، فقد يرى شخص أن شخص اخر يحيك المؤامرات بسبب مصلحة صغيرة مشتركة بينهما وربما تُعلن حالة الاستنفار بسبب هذه المسألة، وقد يرى الشخص المقابل نفس الشعور ويرى أن هذا استفزاز مباشرا له ولقوته ويدفع بكامل قواته تجاه ذلك الجزء للدفاع عنه فتنشب حرب فعلية بين الطرفين. والتوتر الذي يقع بين الكثير من الأشخاص بهذه الطريقة هو السبب الاول لنشوب العداء والنزاعات والصراعات، حيث يتجسد سوء الظن على ارض المعركة قبل ان يكتشف الجميع عدم وجود سبب حقيقي لمجمل الخسائر.
لكن وعلى الرغم من مساوئ هذه الظاهرة إلا أن هناك جانب إيجابي لها وهذا لأنها تعمل بنفس الكفاءة على الجانب المقابل لسوء الظن. بمعنى، حين تمنح احدهم ثقتك الكاملة، سيعاملك هو بنفس الطريقة والمستوى فتتأكد انت من صدق حدسك فتستمر في معاملته ومعاملة جميع الناس على هذا الاساس. فكم مرة اشتريت شيئا من بقالة الحي ثم اكتشفت عدم امتلاكك المال الكافي فيقول لك البائع، لا بأس احضر المال لاحقاً، فيمتلكك شعور بضرورة تحقيق ثقته بك وعدم تخييب ظنه بأمانتك فترد له المال بأسرع وقت ممكن. ان هذا الاسلوب في تجسيد النبوءات الحسنة قد يشكل اساس لعلاقة حسنة ومتينة بين الاب والابن، والمدير والموظف.....فآراءنا المسبقة مسؤولة بنسبة كبيرة عن تشكيل مواقف الاخرين تجاهنا. ففي حين اتخاذك فكرة سلبية عن شخص ما، سيعاملك هو بنفس الطريقة وتتحقق نبوءتك المسبقة فيه. وفي المقابل حين تعامل الناس بإيجابية او تمنحهم ثقتك المسبقة سيعاملونك بنفس الطريقة فتزداد قناعة بأن جميع الناس اخيار، حيث أن ذلك يجعلنا نرى الآخرين من وجهة نظر إيجابية وتثير لدينا الأمل والتفاؤل والثقة، وتشجعنا على التفاعل الإيجابي معهم وتمنحنا القدرة على التعرف على صفاتهم الإيجابية وتقبلها بصدر رحب.
وقد اخذ العديد من العلماء في علم النفس الاجتماعي ضمن اعتباراتهم العلاقة بين تلك النبوءة المحققة لذاتها وقانون الجذب، وكيف تصبح المعتقدات الاجتماعية حقيقة اجتماعية واسعة. إذ وجدو إنه في حين أن كلا من قانون الجذب والنبوءة التي تتحقق ذاتيا يمتلكان اثاراً روحية وعملية. حيث أن تلك النبوءة تميل بطبيعتها اكثر نحو الطبيعة العملية للحياة وبنية البشر النفسية، فإذا كنت تؤمن بأن كل الصداقات تنتهي بالقتال والمشادات الكلامية عندها يصبح من المحتم ان تتصرف وفقاً لذلك في علاقاتك الاجتماعية، إذ سيقوم الشخص بإسقاط إشارات غير واعية مثل لغة الجسد والنغمات الصوتية للشخص الاخر على هذه النبوءة مما يؤدي الى تحقيق هذا الاعتقاد من خلال التسبب في قتال سيضطر من خلاله الشخص الاول إلى إنهاء العلاقة بناءاً على اعتقاده المسبق.