رحلتي عبر الزمن ليلة البارحة ! لن تصدق حتى ترى مارأيت
تلقيت دعوة من الجمعية التاريخية السعودية وسابقت الزمن لأكون أول المدعوين حضورا خصوصا وكانت محل الدعوة مدينة الطيبات التي لازالت عالقة في ذهني منذ ريارتها قبل ذلك ولم أرى سوى جزء بسيط من المليون جزء كذلك في زيارتي هذه أيضاً.
نعم قد تقولون أنى أًبالغ في وصفى المتواضع اليوم! ولكن هي الحقيقة التي لن يصدقها الا من كلف عل نفسه وتكرم بزيارة هذا العالم وبكل ما فيها وقد جلبت كل العالم في أكثر من ثلاثمائة وستين رواقا يشع منها عبق التاريخ ونوادر الأرض شرقا وغربا جنوبا وشمالا بحارا وانهارا وديانا وصحاري مُدننا وقُرى دولاً وممالك.
نعم من كل ما تتخيله العقول وقد باتت ككوكب الأرض في مساحة أكثر من ثمانية عشر ألف متر مربع.
الحقيقة انا من هذا المنبر حريص على أن تكون هذه المدينة التي ولدت بمدينة جدة الساحلية عروس البحر وقد ازدانت بتصميمها الخارجي بالطراز المعماري الحجازي القديم وحوت عبق تاريخه المتأصِّل بالرواشين ذات الزخارف الخشبية المشغولة والمرجانية والمبنى الذي بُني من الحجر المنقبي على مساحة تُقدّر بنحو 18 ألف متر مربع وعدة طوابق تغمسك في عالم تعيش فيه الماضي بكل تفاصيله وتدخل في غيبوبته وانت داخل هذا المبنى الخيالي الذي أخرجنا من الحاضر جسدا وفكرا وكسانا ذهولاُ فاق الخيال الذي لم نفق منه الا حينما خرجنا الى الشارع وكأنما خرجنا من سكان الماضي الى الحاضر في لمح البصر.
ذكرتني تلك الاله الخيالية في أحد الأفلام والتي تنقل من الحاضر الى الماضي والعكس.
نعم هي الحقيقة نعم هي الحقيقة التي صنعها الراحل عبد الرؤوف خليل رحمه الله
لا شك أنها أثرت الزائرين من مختلف الأجناس بما تحتويه من ثقافة وطنية وموروث تاريخي للحضارة السعودية والإسلامية والعالمية وما قبل التاريخ.
أنا لا ابالغ ولكن البرهان خير من يحقق لك المصداقية فستعيش تلك اللحظة
وستبالغون في الوصف أكثر مني فكونوا هُناك ولا تفقدوا رؤية العالم ما قبل الميلاد والدولة الإسلامية وتاريخ دولتكم العريقة السعودية العظمى والتي ستجعلكم تعيشون وتشاركونهم عصرهم بكل تفاصيله ولتعيشوا يوما خارج الزمن الحالي وتتنقلون في أروقة القصر تستمتعون بنسيم البحر تحت قبب ذلك الكنز الذي تحظى به مدينة جدة والتي حباها الله بهذه المدينة التي أحييت الماضي بكل تفاصيله التي لا تخطر على بال ...
اني والله أطالب وزارة الثقافة وجمعية الثقافة ان تهتم بهذا الإرث العظيم وان يكون له مكان في ملفاتها وقد فاق كل التصورات وقد زرت متاحف في بعض الدول واخرها متحف قطرولم ولن يكن كما رأيت وشاهدت ما يسلب العقول ويذهل الناظرين في مدينة الطيبات بجدة والواجهة الوطنية الوحيدة على الساحل الغربي
فالمحافظة على هذه المعالم الوطنية والحرص على استفادة ضيوف الوطن بزيارتها من مقومات السياحة ورسالة الى العالم اننا عظماء في كل تفاصيل دولتنا الأبية منبع حضارات العالم ومصدرها.