المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
طارق محمود نواب _ سفير غرب
طارق محمود نواب _ سفير غرب

من نحن!!

بين غموض الكون وتعقيداته، نجد أنفسنا، نحن البشر. نحن المخلوق الرائع الذي يتمتع بقدرات عقلية استثنائية وروح رومانسية تجعلنا نتعايش في هذا العالم الواسع بإبداع وتفرد.
نحن مزيجٌ مدهشٌ من المشاعر والعواطف، نملك قدرة على التفكير والتأمل في عجائب الوجود. نحن كائناتٌ أدبيةٌ بحتة، ففي أعماقنا ينبض التناقضات والتعقيدات. وننتقل بين الرغبات والواجبات ونتنوع بين الخير والشر، فإننا قادرون على أن نكون رحيمين ومحبين لفعل الخير، وفي الوقت ذاته نستطيع أن نكون أنانيين وقاسيين ومدمرين. نحن المتناقضون، الذين نتخبط في متاهات الحياة، ولكننا نعلم أن النمو والتجربة يكمنان في التناقضات.
نحن من نعيش في عالم من الوهم والحقيقة، حيث يجتاحنا التشاؤم والأمل في آن واحد، فنحن نسعى لتحقيق السعادة والنجاح وفي نفس الوقت نعلم أن الفشل والألم جزء لا يتجزأ من الحياة.
وفي لحظات الصمت، ننطلق في رحلة داخلية، نتسلح بأفكارنا وأحلامنا، نناضل مع تناقضاتنا الداخلية لنشكل نسيجاً فريداً من الخيوط البشرية في بحثنا عن الحقيقة العظيمة والغاية السامية لنجد أنفسنا مشدوهين بتعدد الصفات التي تميزنا. فنحن كائن يتراوح بين القوة والضعف، السعادة والحزن، وفي هذا التناقض المستمر ننسج خيوط حياتنا.
حينها تنساب أنهار العواطف في دواخلنا، وتتشابك مشاعر الحب والكراهية، وفي هذا الاختلاط تتجلى إنسانيتنا الحقيقية. تلك الإنسانية التي تتعاظم في لحظات الفشل وتتقد في لحظات النجاح.
فالعاطفة هي القوة الدافعة التي تحرك قلبنا وتأخذنا في رحلة عبر سفح جبال الحب وأودية الألم. وفي لحظات الفرح، يتسارع نبضنا، وفي لحظات الحزن، يتألم قلبنا. وهكذا يتلاقى الإنسان مع تناقضات العواطف، وينبش في أعماقه ليكتشف ألوان الحياة.
فالإنسان يحمل في داخله قوة الإبداع، فيستطيع أن يخلق ويبتكر بأفكاره الجريئة ويبني جسوراً من الأحلام ويصيغ لحظات سحرية بفضل قدرته على التصور والتخيل. فهو الفنان الذي يعزف على أوتار الإلهام، وهو من يغوص في بحر الإبداع ليطلق أفكاره الجديدة.
وفي تحدياته مع الزمن، يظهر الإنسان كحامل لراية الإرادة والتحدي. يتعامل مع التحديات بعزيمة لا تلين، يقف بوجه الصعاب بثقة لا تهزم. فهو من يحمل طاقة الصمود والقوة الداخلية التي تجعله يتسلح بالإرادة لتحقيق أهدافه،
وهكذا، يتجلى الإنسان في تشكيلة متنوعة من الصفات، يكون فناناً ومحارباً في آن واحد حيث يستمد قوته من التناقضات، ويصاغ بأسلوبه الفريد في هذا الكون اللامتناهي.
فالإنسان قصة لا تنتهي، فكل يوم يضيف فصلاً جديداً إلى روايته بحثاً عن هدفه ورسالته في هذا الكون الواسع، متسائلاً عن الغاية والجمال في وجوده ولاشك
إننا نسعى جاهدين للتواصل والتفاعل مع بعضنا البعض، ولكننا نعيش في عزلة داخلنا، حيث يتلصص الوحدة والتباعد الاجتماعي على أرواحنا ونشعر نحن انذاك بالمسؤولية لما يحدث في العالم من حولنا، وفي الوقت ذاته نشعر بالصعوبة في فهم أنفسنا ومشاعرنا الداخلية،
فنطمح للعلم والتعلم واكتساب المعرفة، ولكننا في الواقع نعلم أن هناك حدوداً لمعرفتنا وأننا مجرد نقاط صغيرة في بحرٍ من الغموض واللا شيء،
ثم نتساءل عمّا إذا كنا جدراناً تعزل بين العوالم المختلفة أم جسراً يربط بينها، ولكن الجواب يكمن في عيوننا وقلوبنا لما تحمله في طياتنا من قصصاً بديعة وتجارب ملهمة، وكل واحد منا بطل قصته الخاصة فنحن نعيش في عالم من التحديات والصعوبات ولكننا نملك القدرة على التغلب والتعامل معها بقوة وإرادة،
ونحن كذلك بشرٌ صُنعنا لأغراض أعظم من أن نقيد أنفسنا بضيق العالم أو تفاهاته. لذا، دعونا نذوق الحياة بشغف وتفاؤل، ولنعبر بأقلامنا وقلوبنا الجميلة عن كلِّ تجربة وشعور نعيشه. فنحن، بلا شك، أروع مخلوق على وجه الأرض.
 0  0  9.5K