المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 5 مايو 2024
محمد بالفخر
محمد بالفخر

فلسطين وعلي ناصر محمد

وما زالت غزة وما زال أهلها جميعاً شيباً وشباباً رجالاً ونساءً وأطفالاً في عمر الزهور يقدمون لنا أوضح رسائل التضحية والفداء في مقاومة العدوان الصهيوني،

وكأني بهم ينادون إخوانهم ولسان حالهم يقول ما قاله الشاعر علي محمود طه منذ 75عاما:

أَخَـيْ جَــاوَزَ الظَّــالِـمُـوْنَ الــمَـدَى
فَــحَـقَّ الــجِـهَـادُ وَحَــقَّ الفدا
أخي أيها العربي الأبيُّ
أرى اليوم موعدنا لا الغدا
أخي إن جرى في ثراها دمي
وأطبقت فوق حصاها اليدا
ففتش عن مهجة حـــرة
أبت أن يمرّ عليـهــا العــــدا
وقبّل شهيدا على أرضــها
دعا باسمها الله واستشـهدا
فلسطين نحميك ملء الصدور
فإما الحياة وإما الــــرَّدى

هكذا هم الأحرار قديماً وحديثاً لم يتخلوا عن فلسطين وقضيتها، وإن خرج عن هذا الإطار بعض الضعفاء والمنافقين أو قُل من المدرهمين في واقعنا اليمني فهم قِلة وإن علا صوتهم أو كثُر ضجيجهم، ولهذا ذكّرت أتباعهم ببعض الشخصيات القيادية التي كان لها مواقف ثابتة ومبدأيه تجاه فلسطين وإن اختلفنا معهم في بعض الأمور الأخرى،

وفي هذا المقال سنقف أمام شخصية الرئيس علي ناصر محمد آخر رئيس لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والذي شهدت البلاد في عهده بدايات انفتاح وانحسار للسور الحديدي الذي أحيط بها وبدأ المواطنون يتنفسون الصعداء وخفّت الطوابير الصباحية على أبواب التعاونيات الاستهلاكية وبدأت مظاهر البناء الحديث من خلال أنشاء عدد من المجمعات والأحياء السكنية في عدن،

من خلال دعم بعض الدول الشقيقة والصديقة وهذه البدايات لم ترق للتيار القروي الذي انقلب عليه في أحداث يناير المشؤمة والتي أدخلت البلاد في أنفاق مظلمة لم تزل آثارها قائمة حتى اللحظة،

لن أغرق طويلاً في الحديث عن فترة الرئيس علي ناصر محمد والتي أرى أن فترة حكمه أفضل ممن سبقه وأفضل ممن خَلَفه، وإن كانوا جميعاً وهم كطليعة متنورة في ذلك الوقت مع احترامي لبعضهم ومنهم أبو جمال هم ضحية أفكار حركة القوميين العرب المتمركسة والتي أبعدتهم كثيراً عن دينهم وقيمهم واصالتهم العربية،

وأمّا موضوعنا اليوم فهو عن موقفه الثابت تجاه فلسطين ودعمه أبان فترة حكمه للفصائل الفلسطينية وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية وقائدها ياسر عرفات الذي كانت علاقته معه مميزه وكانت زيارته لعدن متكررة بين الحين والآخر ويتلقى الدعم المادي رغم الإمكانيات الشحيحة وكذلك شحنات السلاح التي يتم ارسالها الى أماكن تواجد الفصائل في مخيماتها إضافة الى توظيف عدد كبير من الأساتذة الفلسطينيين في جامعة عدن وفي المدارس الثانوية في مختلف المحافظات، وفي عام 1982م وبعد الاجتياح الصهيوني لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في بيروت وقد كان الرئيس علي ناصر في زيارة الى اثيوبيا وانتزع من رئيسها في ذلك الوقت بيان ادانة لإسرائيل رغم تحفظه على بعض المواقف العربية وعاد مباشرة الى عدن وتوجه الى صنعاء والتقى مع الرئيس علي عبدالله صالح واتفقا الاثنان على ارسال ستة ألوية عسكرية من الشمال والجنوب الى بيروت لدعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وبذلا جهوداَ لعقد قمة عربية واكتمل النصاب لكن حصل تراجع من بعض الدول فيما بعد، وحققت إسرائيل مبتغاها واخرجت فصائل الثورة الفلسطينية من لبنان وتم توزيعهم في أماكن شتى في بعض البلدان العربية واستقبلت اليمن الديمقراطية حينها اعداداً كبيرةً منهم بطلب من الرئيس علي ناصر، وفتحت لهم المعسكرات التدريبية على أمل العودة لخطوط التماس مع العدو الصهيوني، والتحق الكثير منهم بالدراسة الجامعية وعاشوا كمواطنين بل برعاية خاصة من الرئيس علي ناصر وكان داعماً شخصياً طوال فترة رئاسته متفاعلاً مع ما قاله الرئيس عرفات ان فلسطين هي الشطر الثالث لليمن،

هذه وقفات سريعة من باب التذكير بها والتاريخ سيظل شاهداً على أفعال العباد وتبقى النيات هي المطية لقبول العمل من رب العباد،

وفي الختام نذكّر من في قلوبهم مرض ما قاله الرسول علية الصلاة والسلام (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ، لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِس)،
بواسطة : محمد بالفخر
 0  0  3.2K