المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
طارق محمود نواب _ سفير غرب
طارق محمود نواب _ سفير غرب

فلسطين وردة تحت وطأة الجفاف

تحت ظلام الليل العميق، حيث تتجلى نجوم السماء لتضيء درباً للأمل تكمن قضية فلسطين بكل حزن وألم. تلك الوردة الشامية تعاني تحت وطأة الجفاف، وأنينها يرتفع كصوت حزين في سماء الظلم والاجحاف،
والقضية الفلسطينية... تلك الرحلة التي يسير فيها الفلسطينيون عبر طرق مليئة بالصعاب، ولكنهم لا يفقدون أبداً إصرارهم، هي رحلة الجمع بين ذكريات الماضي وأمل المستقبل.
حيث تعيش القضية الفلسطينية في قلب العالم كالجروح العميقة التي تنزف دماً وألماً... وكشجر الزيتون الذي يبكي دمعاً وقهراً بعدما كان ينتج زيتاً... كقلادة أمل مكسورة تعانق أعناق الأطفال الفلسطينيين بكفاحهم وإصرارهم على البقاء والعيش في أرضهم.
فاارض فلسطين الحرة الأبية كالأغنية الحزينة التي تنتشر في أرجاء العالم، تسافر عبر النسمات والأمواج لتروي قصة شعب لا يملك سوى الأمل في يومٍ ستشرق فيه شمس العدالة. إنها قضية تمتزج فيها دموع الأمهات بصمود الآباء، وتندمج فيها أصوات الأطفال الضاحكين مع أصوات البنادق والمدافع،
ان فلسطين ذلك الفنجان الذي يحمل في قاعه ذكريات الأجداد وفي سطحه أمل الأجيال القادمة، تلك القضية التي تنبض بالحياة رغم الصراعات والمحن، وكلما مرّ الزمن زادت إصراراً وعزيمةً، فهي تشبه الفراشة الصامدة في وجه العواصف، تحلق عالياً نحو الحرية بألوان الأمل والعزيمة، وفيما بين تلك الأحزان والأماني المكبوتة يتأرجح الشعب الفلسطيني بين العزم الصلب الذي لا يكسره شيء واليأس المحبط الذي يحطم كل شيء، فترتفع أصوات ألمه داخل القلوب.
وبالرغم من كل هذه الصعوبات، يستمرون في البناء والصمود في رحلة قوية تحمل في طياتها قصصاً عديدة من الشهداء والجرحى، ومن الأمهات والأباء الذين فقدوا أحباءهم، ولكنهم يتمسكون بأمل العدالة والحرية، ففي دائرة من الألم والمعاناة لا تنتهي، تحمل صوت الألم والمقاومة، وتنزف وجعاً تحت ضغط القهر والظلم.
فاالقضية الفلسطينية تذيقنا المرارة وتلهب قلوبنا وتشعل غضبنا. فهم يعيشون واقع مزري تحت ظلم محتل جبان لا يراعي حقوق الإنسان وينتهك القوانين الدولية. كأكبر الانتهاكات الإنسانية التي حدثت منذ فترة قصيرة وهي قذف مستشفى يحتمى بداخله الآلاف من الفلسطينيين ومن بينهم أطفال ونساء وشيوخ ومصابين وأطباء ومعالجين ومسعفين فروا من القصف المباغت لمنازلهم فبات العذاب والمعاناة مصيراً لا ينتهي.
ولذلك، فلنكن سحابة الأمل النازلة على هذه الأرض الطاهرة، فللأمل جذورٌ عميقة في تربتها، وفي كل حبة تراب تدعم قدمي الفلسطينيين المشدودة نحو السماء، وهذا ما تسعى إليه قيادتنا الحكيمة بقيادة قائد الامة مولاي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهم الله .
وأنتم أيها الأحرار، أيها الأنصار للحق، إنما تشبهون هؤلاء الشجر الذين ينحنون تحت وزر الزمان ويمضون عبر موجات الصراع كأغصان الزيتون. تشبهون صخرة الصمود في وجه العواصف، ولن تثنيكم الرياح عن وفاء الوعد.
فلنجعل من قلوبنا مدافع واقفة تشيد جدار العزة حول فلسطين، ولنجعل من أصواتنا أناشيد تصل إلى العالم كله، تنادي بالسلام والعدالة.
وكما تشرق الشمس من جديد بعد ليلة طويلة، ستشرق فلسطين يوماً جديداً، حين يكون للشعب الفلسطيني حقه في الحرية والعيش الكريم. حينها سنكتب معاً نهاية للظلم، وبداية لعهد السلام والإخاء.
فلنبني جسراً من الأمل عبر أفق الفلسطينيين، ولنرفع شعار العدالة والوحدة، ولنحمل أمانيهم وتضحياتهم في قلوبنا، ولنكن شريكين في رحلتهم نحو الحرية.
 1  0  21.5K