لو كنتم مثل علي عنتر
في مدينة جده وفي نهاية العام 1989م تعرفت على الأستاذ أبو عبد الرحمن صالح محمد بن حليس اليافعي مدير مكتب الرفيق محمد صالح مطيع وزير خارجية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأسبق وجمعتني به لقاءات متعددة في جدة ومكة وثم في منزله العامر بالعاصمة اليمنية صنعاء،
*وكان من خيرة من تعرفت بهم، ويعد الرجل موسوعة تاريخية وله عدد من المؤلفات تجاوزت الخمسين كتاباً وكذلك عدد من الأبحاث في مجالات شتى، وإن كنت أتمنى أن يُخرِج مذكراته الى النور والتي قطعاً سيكون فيها الكثير من الفائدة وستحوي على الكثير من أسرار وخبايا تلك الحقبة لتستفيد منها الأجيال وخاصة من لم يعش تلك المرحلة التي مازلنا نعيش آثارها ونكتوي بما خلفته من جمرٍ تحت الرماد.
وفي كل لقاء يجمعني به كنا نطوف في أحاديث متعددة وبالذات في المراحل التاريخية لحكم الرفاق في عدن ومما قاله لي: قال كنا في دورة تثقيفية لقيادات الحزب الاشتراكي اليمني وكان المحاضر من إحدى دول المعسكر الاشتراكي وكانت محاضرته عن مفهوم الأممية الاشتراكية وكيف تصل الى أعلى مراحلها بحيث تنظر لرفيقك الشيوعي في أي مكان في العالم مثله مثلك أو كأخيك وهكذا تكون نظرتك حتى لرفيقك الشيوعي الإسرائيلي! هنا قاطعه الرفيق علي احمد ناصر عنتر فقال يمين بالله أمّا الاسرائيلي ما هو أخوي ولا رفيقي ولن نتعامل معه، إسرائيل عدوتنا ومحتله فلسطين أرضنا العربية، عاد معك خبر ثاني أما هذا مرفوض جملة وتفصيلاً.
تذكّرت هذه الحكاية التي رواها لي أخي أبو عبد الرحمن شافاه الله وعافاه ومتعه بالصحة والعافية،
وأنا أسمع وأرى وأقرأ كثير من مواقف أحفاد الرفاق وطلائع علي عنتر وهم يصطفون في صف العدو الصهيوني ويتطاير بعضهم فرحاً مع كل قصفٍ للطيران الصهيوني على أرض غزة الشامخة فلا تؤثر في ضمائرهم أشلاء الأجساد الممزقة ولا المنازل المهدّمة على رؤوس ساكنيها ومنهم النساء والعجائز والأطفال فأصبحوا كأنهم طابور خامس للعدو الصهيوني أو محطة إعلام بديل للكيان الصهيوني وكأنه ناقص مغردين وهو قد امتلك الكثير مما هو فوق الأرض أو الأقمار التي اكتظ بها الفضاء الخارجي.
*ما الذي جرى في الدنيا؟ اليس هؤلاء من كان ابائهم وأجدادهم وحزبهم يتغنون بقضية فلسطين في كل شاردة وواردة من خطاباتهم وكانوا يفرضون على الموظفين بعض المبالغ تخصم من مرتباتهم دعماً للقضية الفلسطينية ناهيك عن المهرجانات والاحتفالات والمشاركة في مؤتمرات الصمود والتصدي الذي ضم في عضويته اليمن الديمقراطي وليبيا والجزائر وسوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية وكانت مواقفهم تشكل مرحلة متقدمة مقارنة ببعض المواقف العربية الأخرى هل ذهب كل ذلك ادراج الرياح،
لنقف امام السؤال الذي يفرض نفسه هنا هل كل ذلك التعاطف والحضور للقضية الفلسطينية من أجل فلسطين حقيقة؟ أم من أجل الرفيق جورج حبش والرفيق نايف حواتمه وعباس زكي وأبو عمار؟
أم أن الدراهم تلعب بحمران العيون كما يقول المثل وبالتالي أحاديث التطبيع التي تبنّاها بعض القادة على مدى السنوات الماضية أثمرت في الاتباع وأينعت فأنتجت لنا صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم!
فلهذا أقول لهم على الأقل كونوا مثل الرفيق علي عنتر في موقفه من فلسطين وقضيتها،
وله الكثير من المواقف التي أخبرني بها أحد المقربين منه الذي قال لي والعهدة عليه لمّا قُتِلَ علي عنتر لم يكن في بيته سوى خمسة عشر دينار فقط بينما قادة هذا الزمن أتخمت أرصدتهم بالملايين من كل أنواع العملات!
خاتمة شعرية:
للشاعر نزار قباني
يا تلاميذ غزة
علمونا بعض ما عندكم فنحن نسينا
علمونا بأن نكون رجالا
فلدينا الرجال صاروا عجينا.
يا تلاميذ غزة
لا تعودوا لكتاباتنا ولا تقرأونا
نحن آباؤكم فلا تشبهونا
نحن أصنامكم فلا تعبدونا
نتعاطى القات السياسي والقمع
ونبني مقابراً وسجونا
حررونا من عقدة الخوف فينا
واطردوا من رؤوسنا الأفيونا.
يا تلاميذ غزة
أمطرونا بطولة وشموخا
إن هذا العصر اليهودي وهمٌ
*سوف ينهار لو ملكنا اليقينا.
*وكان من خيرة من تعرفت بهم، ويعد الرجل موسوعة تاريخية وله عدد من المؤلفات تجاوزت الخمسين كتاباً وكذلك عدد من الأبحاث في مجالات شتى، وإن كنت أتمنى أن يُخرِج مذكراته الى النور والتي قطعاً سيكون فيها الكثير من الفائدة وستحوي على الكثير من أسرار وخبايا تلك الحقبة لتستفيد منها الأجيال وخاصة من لم يعش تلك المرحلة التي مازلنا نعيش آثارها ونكتوي بما خلفته من جمرٍ تحت الرماد.
وفي كل لقاء يجمعني به كنا نطوف في أحاديث متعددة وبالذات في المراحل التاريخية لحكم الرفاق في عدن ومما قاله لي: قال كنا في دورة تثقيفية لقيادات الحزب الاشتراكي اليمني وكان المحاضر من إحدى دول المعسكر الاشتراكي وكانت محاضرته عن مفهوم الأممية الاشتراكية وكيف تصل الى أعلى مراحلها بحيث تنظر لرفيقك الشيوعي في أي مكان في العالم مثله مثلك أو كأخيك وهكذا تكون نظرتك حتى لرفيقك الشيوعي الإسرائيلي! هنا قاطعه الرفيق علي احمد ناصر عنتر فقال يمين بالله أمّا الاسرائيلي ما هو أخوي ولا رفيقي ولن نتعامل معه، إسرائيل عدوتنا ومحتله فلسطين أرضنا العربية، عاد معك خبر ثاني أما هذا مرفوض جملة وتفصيلاً.
تذكّرت هذه الحكاية التي رواها لي أخي أبو عبد الرحمن شافاه الله وعافاه ومتعه بالصحة والعافية،
وأنا أسمع وأرى وأقرأ كثير من مواقف أحفاد الرفاق وطلائع علي عنتر وهم يصطفون في صف العدو الصهيوني ويتطاير بعضهم فرحاً مع كل قصفٍ للطيران الصهيوني على أرض غزة الشامخة فلا تؤثر في ضمائرهم أشلاء الأجساد الممزقة ولا المنازل المهدّمة على رؤوس ساكنيها ومنهم النساء والعجائز والأطفال فأصبحوا كأنهم طابور خامس للعدو الصهيوني أو محطة إعلام بديل للكيان الصهيوني وكأنه ناقص مغردين وهو قد امتلك الكثير مما هو فوق الأرض أو الأقمار التي اكتظ بها الفضاء الخارجي.
*ما الذي جرى في الدنيا؟ اليس هؤلاء من كان ابائهم وأجدادهم وحزبهم يتغنون بقضية فلسطين في كل شاردة وواردة من خطاباتهم وكانوا يفرضون على الموظفين بعض المبالغ تخصم من مرتباتهم دعماً للقضية الفلسطينية ناهيك عن المهرجانات والاحتفالات والمشاركة في مؤتمرات الصمود والتصدي الذي ضم في عضويته اليمن الديمقراطي وليبيا والجزائر وسوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية وكانت مواقفهم تشكل مرحلة متقدمة مقارنة ببعض المواقف العربية الأخرى هل ذهب كل ذلك ادراج الرياح،
لنقف امام السؤال الذي يفرض نفسه هنا هل كل ذلك التعاطف والحضور للقضية الفلسطينية من أجل فلسطين حقيقة؟ أم من أجل الرفيق جورج حبش والرفيق نايف حواتمه وعباس زكي وأبو عمار؟
أم أن الدراهم تلعب بحمران العيون كما يقول المثل وبالتالي أحاديث التطبيع التي تبنّاها بعض القادة على مدى السنوات الماضية أثمرت في الاتباع وأينعت فأنتجت لنا صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم!
فلهذا أقول لهم على الأقل كونوا مثل الرفيق علي عنتر في موقفه من فلسطين وقضيتها،
وله الكثير من المواقف التي أخبرني بها أحد المقربين منه الذي قال لي والعهدة عليه لمّا قُتِلَ علي عنتر لم يكن في بيته سوى خمسة عشر دينار فقط بينما قادة هذا الزمن أتخمت أرصدتهم بالملايين من كل أنواع العملات!
خاتمة شعرية:
للشاعر نزار قباني
يا تلاميذ غزة
علمونا بعض ما عندكم فنحن نسينا
علمونا بأن نكون رجالا
فلدينا الرجال صاروا عجينا.
يا تلاميذ غزة
لا تعودوا لكتاباتنا ولا تقرأونا
نحن آباؤكم فلا تشبهونا
نحن أصنامكم فلا تعبدونا
نتعاطى القات السياسي والقمع
ونبني مقابراً وسجونا
حررونا من عقدة الخوف فينا
واطردوا من رؤوسنا الأفيونا.
يا تلاميذ غزة
أمطرونا بطولة وشموخا
إن هذا العصر اليهودي وهمٌ
*سوف ينهار لو ملكنا اليقينا.