فلسفة الفكاهة
الضحك ظاهرة كونية بحيث لا يمكننا القول إنها مجرد ظاهرة موحدة، وعلى الرغم من أن البشر كائنات حكيمة وتتجلى حكمتهم في طرق مختلفة إلا أنهم يضحكون بالطريقة ذاتها، لكن لا يزال هذا الامر غير مؤكد، فالضحك عبارة عن لغة تعبر عن نفسها في العديد من الاساليب المميزة والمختلفة.
وفي الحقيقة، إن معظم انواع الضحك وأساليبه المميزة والمختلفة ترتبط بالفكاهة بشكل بسيط ويمكن أن يكون الضحك إشارة إلى المعنويات العالية بدلا من المتعة على الرغم من أننا غالباً ما نشعر أن الأشياء أكثر فكاهة إن كنا مبتهجين في المقام الاول. ويمكننا الجمع بين الاساليب البدنية والمواقف العاطفية بطرق متنوعة، حيث يمكننا الضحك بأكثر من طريقة وفي كل طريقة من تلك الطرق يعبر الضحك عن حالة مزاجية معينة ويرتبط بأسلوب بدني محدد.
وفي الواقع بعض اشكال الفكاهة هي في المقام الاول قضايا فكرية، فمثلاً، قد تحول المسرحيات الهزلية الساخرة تصرفات البشر إلى حركة بدنية لا غير، لكن حتى هذا يعتمد على التحرك في عالم من المعنى، فالرضع يبتسمون منذ الولادة تقريباً لكنهم يبدؤون بالضحك عندما يبلغون الشهر الرابع او الخامس ويعود ذلك ربما إلى حاجتهم للتعامل مع العقل.
والفكاهة شكل من أشكال الراحة وتشكل أساس للرؤية المؤثرة على نطاق واسع، وهذا ما يعرف بنظرية الاطلاق، حيث يرى احد الفلاسفة أن الكوميديا ما هي إلا إطلاق لأرواحنا المسجونة الحرة بطبيعتها، بينما تكلم "ايمانويل كانط" عن الضحك في كتابه نقد الحكم باعتباره تأثيرا ناتجاً عن التحول المفاجئ من توقعات عالية إلى لا شيء، هذا ما يجمع نظرية الإطلاق مع مفهوم التعارض. ويناقش سيجموند فرويد في كتابه النكات وعلاقتها مع اللاوعي، إن الدعابات تمثل إطلاقا للطاقة العقلية التي نستثمرها عادة في الحفاظ على بعض الموانع الأساسية الاجتماعية عبر تخفيف مثل هذا النوع من قمع الأنا العليا، وبذلك نوفر الجهد الذي يتطلبه اللاوعي ويستهلكه بدلا من ذلك على شكل مزاح وضحك إن جاز التعبير.
ومن منظور فرويد، فإن الصيغة الممتعة للدعابة نفسها تتمثل بالتلاعب بالكلمات، والكلام الفارغ، والروابط غير المنطقية وما إلى ذلك، وهذا قد يقود الأنا العليا إلى تخفيف مستوى يقظتها للحظة. كما أن الدعابة من منظور فرويد هي بمثابة شخص محتال ذي وجهين، يخدم سيدين في الوقت نفسه، أي إنه يجب أن ينحني لسلطة الأنا العليا في الوقت الذي يواظب فيه على خدمة اهتمامات الانا، ولذلك نحن بإمكاننا حصد القليل من ملذات التمرد عبر القليل من العصيان من خلال إلقاء الدعابات بينما ننكرها في نفس الوقت، ففي نهاية الأمر إنها مجرد دعابة.
وبالنسبة إلى الأدب الساخر في العصور الوسطى، يعتبر كل شيء دون استثناء كوميديا، حيث ان الضحك عالميا مثل الجدية كان موجها الى العالم بأسره، وإلى التاريخ، وإلى كل المجتمعات، حتى إلى الايدولوجية، فكان هو حقيقة العالم الثانية وامتد إلى كل شيء دون اي تغيير فيه، وإن جاز التعبير فكان الجانب الاحتفالي للعالم كله في جميع عناصره، وكان الوحي الثاني للعالم في اللعب والضحك.
وفي النهاية، يمكننا القول إن الفكاهة لها دور كبير في حياتنا اليومية، أكبر بكثير من كونها فكاهة، ولا يجب أن ننظر إليها على أنها أمر ثانوي أو فراغات فارغة. فعلى العكس، يجب علينا أن نشجع وندعم استخدام الفكاهة كأداة فعالة لتحسين صحتنا النفسية والجسدية، وتطوير مهاراتنا الاجتماعية والتواصلية. وعند استخدام الفكاهة بطريقة معتدلة، فحينها يمكن للأفراد أن يخلقوا أجواء إيجابية ومشاركة رائعة، وبالتالي يتمكنون من بناء علاقات كبيرة ودائمة مع الآخرين.
وفي الحقيقة، إن معظم انواع الضحك وأساليبه المميزة والمختلفة ترتبط بالفكاهة بشكل بسيط ويمكن أن يكون الضحك إشارة إلى المعنويات العالية بدلا من المتعة على الرغم من أننا غالباً ما نشعر أن الأشياء أكثر فكاهة إن كنا مبتهجين في المقام الاول. ويمكننا الجمع بين الاساليب البدنية والمواقف العاطفية بطرق متنوعة، حيث يمكننا الضحك بأكثر من طريقة وفي كل طريقة من تلك الطرق يعبر الضحك عن حالة مزاجية معينة ويرتبط بأسلوب بدني محدد.
وفي الواقع بعض اشكال الفكاهة هي في المقام الاول قضايا فكرية، فمثلاً، قد تحول المسرحيات الهزلية الساخرة تصرفات البشر إلى حركة بدنية لا غير، لكن حتى هذا يعتمد على التحرك في عالم من المعنى، فالرضع يبتسمون منذ الولادة تقريباً لكنهم يبدؤون بالضحك عندما يبلغون الشهر الرابع او الخامس ويعود ذلك ربما إلى حاجتهم للتعامل مع العقل.
والفكاهة شكل من أشكال الراحة وتشكل أساس للرؤية المؤثرة على نطاق واسع، وهذا ما يعرف بنظرية الاطلاق، حيث يرى احد الفلاسفة أن الكوميديا ما هي إلا إطلاق لأرواحنا المسجونة الحرة بطبيعتها، بينما تكلم "ايمانويل كانط" عن الضحك في كتابه نقد الحكم باعتباره تأثيرا ناتجاً عن التحول المفاجئ من توقعات عالية إلى لا شيء، هذا ما يجمع نظرية الإطلاق مع مفهوم التعارض. ويناقش سيجموند فرويد في كتابه النكات وعلاقتها مع اللاوعي، إن الدعابات تمثل إطلاقا للطاقة العقلية التي نستثمرها عادة في الحفاظ على بعض الموانع الأساسية الاجتماعية عبر تخفيف مثل هذا النوع من قمع الأنا العليا، وبذلك نوفر الجهد الذي يتطلبه اللاوعي ويستهلكه بدلا من ذلك على شكل مزاح وضحك إن جاز التعبير.
ومن منظور فرويد، فإن الصيغة الممتعة للدعابة نفسها تتمثل بالتلاعب بالكلمات، والكلام الفارغ، والروابط غير المنطقية وما إلى ذلك، وهذا قد يقود الأنا العليا إلى تخفيف مستوى يقظتها للحظة. كما أن الدعابة من منظور فرويد هي بمثابة شخص محتال ذي وجهين، يخدم سيدين في الوقت نفسه، أي إنه يجب أن ينحني لسلطة الأنا العليا في الوقت الذي يواظب فيه على خدمة اهتمامات الانا، ولذلك نحن بإمكاننا حصد القليل من ملذات التمرد عبر القليل من العصيان من خلال إلقاء الدعابات بينما ننكرها في نفس الوقت، ففي نهاية الأمر إنها مجرد دعابة.
وبالنسبة إلى الأدب الساخر في العصور الوسطى، يعتبر كل شيء دون استثناء كوميديا، حيث ان الضحك عالميا مثل الجدية كان موجها الى العالم بأسره، وإلى التاريخ، وإلى كل المجتمعات، حتى إلى الايدولوجية، فكان هو حقيقة العالم الثانية وامتد إلى كل شيء دون اي تغيير فيه، وإن جاز التعبير فكان الجانب الاحتفالي للعالم كله في جميع عناصره، وكان الوحي الثاني للعالم في اللعب والضحك.
وفي النهاية، يمكننا القول إن الفكاهة لها دور كبير في حياتنا اليومية، أكبر بكثير من كونها فكاهة، ولا يجب أن ننظر إليها على أنها أمر ثانوي أو فراغات فارغة. فعلى العكس، يجب علينا أن نشجع وندعم استخدام الفكاهة كأداة فعالة لتحسين صحتنا النفسية والجسدية، وتطوير مهاراتنا الاجتماعية والتواصلية. وعند استخدام الفكاهة بطريقة معتدلة، فحينها يمكن للأفراد أن يخلقوا أجواء إيجابية ومشاركة رائعة، وبالتالي يتمكنون من بناء علاقات كبيرة ودائمة مع الآخرين.