المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
محمد بالفخر
محمد بالفخر

أيلول الأسود




كل ما هلّ علينا شهر سبتمبر نتذكر اسمه العربي (أيلول)وإذا ذكرنا أيلول تذكرنا ما جرى فيه من اقتتال بشع بين القوات المسلحة الأردنية وقوات منظمة التحرير الفلسطينية في شهر سبتمبر من عام 1970م سفك فيه الدم الحرام من أبناء فلسطين والأردن ونتج عنه ما لا يقل عن 4000 قتيل معظمهم من الفلسطينيين على كل حال والاف الجرحى والمشردين.

وبقي هذا الشهر نذير شؤم وسواد حالك في الزمن العربي بشكل عام ونقطة سوداء في جبين العروبة.

ورغم أن سبتمبر بالنسبة للشعب اليمني وأحبابهم من الشعوب العربية الأخرى يمثل شهر انتصار وسؤدد خاصة بعد أن نجح ثوار سبتمبر من إزاحة الحكم السلالي الجاثم على صدور اليمنيين منذ قرون طويلة،

ورغم إزاحة الكابوس إلاّ أن اليمن وبرغم ما تكتنزه من ثروات وأهمها الثروة البشرية إلاّ أنها لم يهيأ لها من يقودها الى المجد والعلياء ويسير بها الى التقدم والرفاهية، ومضت خمسون عاماً وهي تترنح يمنة ويسرة وتتقاذفها الأمواج العاتية، أو كما قال شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني رحمه الله:

بلادي من يدَي طاغٍ

إلى أطغى إلى أجفى

ومن سجنٍ إلى سجنٍ

ومن منفى إلى منفى

ومن مستعمرٍ بادٍ
إلى مستعمرٍ أخفى

وهكذا دواليك من حكم سلالي إلى حكم أسري عسكري لم يراعي تطلعات الشعب ولم يسر به أي خطوة إيجابية ليحل بعضاً من مشاكلة العويصة،

حتى سقط ذلك النظام من خلال ثورة شبابية فتية لم تأخذ بأسباب التمكين وسمحت للمتسلقين يعتلون صهوة جوادها حتى أحاطت بها المؤامرات من كل حدبٍ وصوب، وما هي إلاّ فترة وجيزة وإذا بأيلول الأسود يطلُّ بقرنيه ويجهض على ما تبقى ويعيد اليمن الى الأزمنة السحيقة وبأبشع مما كان مع اختلاف الأدوات والرعاة من المحيط الدولي والإقليمي وبشراكة محلية واضحة المعالم كانت سبباً رئيسياً لإعادة الماضي.

مع ظهور شعارات الحق الإلهي وما شابهها حتى أن أحد المعممين ممن يسبق اسمه دائما صفتي (الحبيب وزين العابدين) كما يطلقها المريدين في كل مناسبة، قال في تغريدة له على تويتر بالنص وفي يوم 25/9/2014م تحديداً ((سئلتُ ماذا يجري في اليمن؟ فقلت: حقهم أنتزع منهم قبل خمسين عاماً وأعيد إليهم)) وهنا يثبت الحق الإلهي كما يزعمون وبكل جرأة، وهكذا صار أيلول اسوداً من جديد وب حالك السواد.

وماذا جرى في التسعة الأعوام الماضية أحداثٌ جسام لن تحتمله مجلدات ضخمة من الكتب قتل بمئات الالاف وتشريد بالملايين في داخل البلاد وخارجها، وتعطيل للتنمية وإهدار للأموال بل ونهب الأموال العامة دون حسيب ولا رقيب ومجاعات وخوف ورعب وأمراض فتاكة، وطغت ثقافة المليشيات المسلحة والقتل خارج إطار القانون وضياع لهيبة وكرامة المواطن اليمني في كل مكان.

أطلّت علينا تلك الذكرى بكل مآسيها ومرارتها وأوجاعها وبعد أيام ستطل علينا ذكرى سبتمبر المجيد فهل سيفتكره اليمنيون ويتذكرون ذلك الجيل العظيم الذي سطّر اسمه في صحائف المجد بأحرف من نور،

وخلّدهم التاريخ، فهل من أولئك الأكارم من سجلت عليه حادثة تشوب تاريخه النقي وهل وجد مع الأبناء او الأحفاد شيئاً من مال عام ورثوه من آبائهم؟

الجواب معروف للقاصي والداني،

وفي الختام نقول مضت التسع العجاف، فهل سنرى بوادر انفراج خاصة بعد أن لمع بارق السلم والسلام وتصفير المشاكل والخلافات؟

فهل سيجد الشعب اليمني شيئا مجديا يسير من خلاله الى مستقبل زاهر وقطعاً سيتجاوز جراحه وآلامه لينعم الجيل القادم في يمن يسوده الحب والسلام ونرى ربيع سبتمبر وزهوره يانعة بعد إن اكتوينا بحرائق أيلول وظلمها وظلامها.
بواسطة : محمد بالفخر
 0  0  5.4K