المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
طارق محمود نواب _ سفير غرب
طارق محمود نواب _ سفير غرب

الشهرة المتاحة والهدف المفقود!

مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر من أكثر المواقع الإلكترونية استخداماً وشهرة في جميع أنحاء العالم، لما لها من الكثير من المميزات، ومن أهم هذه المميزات بناء جسور للتواصل مع الآخرين وتكوين المتابعين و ما يسمى برأس المال الاجتماعي، ويقصد هنا برأس المال الاجتماعي هو تكوين شبكة من العلاقات الاجتماعية مع أفراد المجتمع حيث تتسم بمنظومة من القيم الإيجابية وفي مقدمة هذه القيم التعاون والتضامن والاحترام والثقة المتبادلة، وهذا ما يضع على عاتق أصحاب الحسابات الإلكترونية بشكل عام والحسابات المشهورة بشكل خاص مسؤولية أخلاقية تجاه متابعيهم لأنهم أصبحوا مصدر لانتقال المعلومات والتوصيات.
فمنذ الظهور الاول لشبكات التواصل الاجتماعي وبدأت ظاهرة المواهب المدفونة في الظهور، وأصبح المئات بل والألاف من الناس مشهورين أو ما نطلق عليهم مسمى “المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي“.
ولكن في الآونة الأخيرة اصبحنا قادرين على لمس الاهتمام داخل بعض المؤثرين بالعديد من الأشياء، منها الحصول على علامة التوثيق والتي تعني أنهم أصبحوا قادرين على التربح من المشاهدات والمتابعة، أو القيام بعرض الاعلانات المربحة على صفحاتهم التي يتابعها عدد كبيراً من المتابعين والذي يصل عددهم إلى الآلاف وأحياناً الملايين، وفي حين أن البعض ينظر إلى هذا على أنه تطور إيجابي، يرى آخرون أنه علامة على أن المؤثرين أصبحوا مهتمين بالربح أكثر من توفير محتوى قيم.
فنحن أصبحنا في زمان صارت الشهرة فيه بمتناول الجميع، سواء الصغير والكبير، الفاشل والناجح، التافه والمثقف، الغبي والذكي، وأصبحنا نرى أمامنا الكثير من أنواع المؤثر الإيجابي والمؤثر السلبي.
ولقد حاز الكثير من هؤلاء المؤثرين الإيجابيين والسلبيين على حد سواء على الشهرة الواسعة، وأصبح الناس يشعرون بشعور يتخلله التباهي والتفاخر بمجرد أخذ صورة مع أحدهم، ولكن يكمن السؤال هنا في من كان سببا في تحقيقهم هذه الشهرة؟ وهل فعلا يستحقون تلك الشهرة؟
فالبعض منهم يقدم محتوى جديداً وأفكاراً جميلة وجذابة ومبادرات إنسانية كما أنهم لديهم أهداف سامية وإرادة قوية لصناعة الاختلاف في حياة كل من يتابعهم، إلا أن الكثير منهم في الآونة الأخيرة تحول إلى رويبضة واكتسبوا شهرة وهمية، بحيث أنهم غير قادرين على تقديم فكرة غير مقلدة، حتى وإن كانت ترفيهيه بدون أي نجاح يذكر. لم ولن ينفعوا المجتمع المحيط أو متابعيهم إلا بمضيعة الوقت فقط، جل ما يقومون بعرضه يكون مدفوعا مقابل أجر مادي، دون أي دراسة لما إذا كان ما يعرضونه قد يؤثر بصورة إيجابية أم بصورة سلبية على المجتمع المحيط أو حتى مصداقية في تقديم هذا المحتوى.
وبالطبع إن كان هذا حقيقي أو لا، فهذا أمر مطروح للنقاش. لكن ما هو مؤكد أنهم يزدادون شعبية، ومن المرجح أن يستمروا في أن يكونوا جزءا من مشهد وسائل التواصل الاجتماعي في المستقبل المرئي.
و في الختام، فإن المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي لهم أهمية كبيرة في عالمنا. ومن ضمن هذه الأهمية أنهم يمكنهم المساعدة في تشكيل الرأي العام والتواصل مع جماهير جديدة وبناء الوعي العام في كثير من الاتجاهات. في عالم يتزايد فيه تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن يكون المؤثرون أداة قوية للشركات والأفراد على حد سواء وبأكثر من شكل.
وبالتأكيد، نحن لا يمكننا أن ننكر التغيير الحاصل على قيادة الرأي بكل أدواته و أوساطه، إلا أنه يمكننا توجيه هذا التغيير إما بأن ندعم نخبة المؤثرين الإيجابيين الذين لديهم رسالة ذات فائدة و مغزى يودون إيصالها، أو من خلال الابتعاد عن متابعة هؤلاء المؤثرين السلبيين المهرجين في المنصات التي يتنشطون عليها.
وأخيرا ليعود كل مقام لمقامه.
 0  0  8.8K