المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 27 أبريل 2024
طارق محمود نواب _ مكة
طارق محمود نواب _ مكة

قوة المشاركة الكاملة

نقضي الكثير من حياتنا كأجهزة آلية، أو على الأقل نشارك جزئياً في النشاط الذي نقوم به ولكن ماذا لو كنا مشاركين بشكل كامل؟ ماذا لو أعطينا اهتمامنا الكامل للأشخاص والمهام التي أمامنا؟

المشاركة الكاملة تعني التواجد في الوقت الحالي والتركيز على المهمة التي تقوم بها، هذا يعني أن نكون على دراية بمحيطنا والأشخاص الذين نتفاعل معهم، يعني أن نكون حاضرين عقلياً وعاطفياً .

عندما نشارك بشكل كامل نكون أكثر إنتاجية وكفاءة ونصبح أكثر قدرة على معالجة المعلومات واتخاذ القرارات ، من المرجح أيضاً أن نكون ناجحين في كل خطوة نخطوها حيث تتيح لنا المشاركة الكاملة أيضاً أن نكون أكثر حضوراً في علاقاتنا، وبهذا الشكل من المرجح أن نلاحظ الأشياء الصغيرة التي تهم أحبائنا ، نحن أكثر قدرة على التواصل معهم على مستوى أعمق .

لذلك في المرة القادمة التي تجد نفسك فيها كجهاز آلي، توقف لحظة واهتم أكثر بمهمتك وقد تتفاجأ من الاختلاف الذي تحدثه فعندما نشارك بشكل كامل في شيء ما فإننا منغمسون فيه تماماً كما أنه نركز تماماً على ما نقوم به ، وهذا يمكن أن يكون قوياً للغاية لأنه يعني أننا نستخدم جميع مواردنا العقلية والبدنية لتحقيق هدفنا ، وسوف يساعدنا هذا في تحقيق أشياء لن نكون قادرين على تحقيقها إذا شاركنا بشكل جزئي فقط .

قد يكون من الصعب تحقيق حالة من الاندماج الكامل في المهام حيث تتشتت عقولنا باستمرار وقد يكون من الصعب الحفاظ على تركيزنا على شيء واحد ومع ذلك هناك العديد من الأشياء التي يمكننا القيام بها لمساعدتنا على التركيز والمشاركة بشكل أكبر ،
ويمكننا أن نبدأ بتقسيم هدفنا إلى أجزاء أصغر وأكثر قابلية للإدارة ، كما سيساعد هذا في جعل الهدف أقل صعوبة وأكثر قابلية للتحقيق ، ويمكننا وبشكل قاطع فى وضع جدول زمني واضح للوقت الذي نريد فيه تحقيق هدفنا .

هذا أيضاً سيساعدنا في إبقائنا على المسار الصحيح والتركيز على ما نحتاج إلى القيام به وقد يكون من المفيد أيضاً إنشاء نوع من الروتين أو الهيكل في يومنا ، وهذا بدوره يساعد في ضمان تخصيص وقت خاص لنا للعمل على هدفنا ، وتخصيص بعض الوقت للوصول لذلك وسوف يساعدنا دون أدنى شك على تتبع تقدمنا وتحديد أي مجالات نحتاج إلى تحسينها .

ومن خلال اتخاذ هذه الخطوات يمكننا المساعدة في تحسين تركيزنا وزيادة مشاركتنا فيما نقوم به ويمكن كذلك أن يكون هذا مفيداً جداً لأنه يمكن أن يساعدنا في تحقيق أهدافنا والوصول إلى إمكاناتنا الكاملة،

إننا عندما نشارك بكامل اهتمامنا في شيء ما، فإننا حاضرون في الوقت الحالي ونركز على المهمة التي نحن بصددها ، وقد نشارك في محادثة أو مشروع أو نشاط ، وعندما نشارك بشكل كامل فإننا لا نفكر في أي شيء آخر باستثناء ما نقوم به في تلك اللحظة فهناك العديد من الفوائد للمشاركة الكاملة وعندما نشارك بشكل كامل في شيء ما، فمن الأرجح أن نكون ناجحين فيما نقوم به، وأيضاً تدفعنا إلى أن نستمتع بالتجربة ونتذكرها بعد ذلك ، كما أننا سنصبح على اتصال أكثر بأفكارنا ومشاعرنا، وقد نلاحظ أشياء لم نكن لنلاحظها وأيضاً قد يكون لدينا فهم أفضل لما نفكر فيه ونشعر به .

إن هنالك العديد من الطرق لتركيز اهتمامنا ومشاركتنا في شيء ما، ومن إحدى هذه الطرق هي ممارسة اليقظة ، وهي أن تكون منتبه إلى اللحظة الحالية ، حيث يساعدنا في أن نكون أكثر وعياً بأفكارنا ومشاعرنا والتركيز على ما نقوم به .

وكذلك هناك طريقة أخرى لتصبح أكثر تفاعلاً وهي تخصيص وقت للتركيز المستمر ، وهذا يعني أننا نخصص قدراً معيناً من الوقت للعمل على شيء ما دون أن تقاطعنا أشياء أخرى ، وقد يكون هذا صعباً لكن يمكن أن يساعدنا على أن نكون أكثر نجاحاً فيما نقوم به .

أخيراً يمكننا محاولة إيجاد طرق لجعل المهمة التي نبحث عنها أكثر تشويقاً ، فهذا يساعدنا على الاستمرار في التركيز والمشاركة ، وإذا كنا ننفذ مشروعاً وجدناه مملاً فيمكننا محاولة إيجاد طرق لجعله أكثر إثارة ، وهذا يعني إضافة لمستنا الشخصية إليها أو إيجاد طرق جديدة ومبتكرة للتعامل مع المهمة .

ومهما كانت الطريقة التي نختارها لنصبح أكثر تفاعلاً فإن الفوائد واضحة ، فعندما نشارك بشكل كامل في شيء ما فمن المرجح أن نكون ناجحين وأن نستمتع بالتجربة، فالمشاركة الكاملة هي أداة قوية يمكننا استخدامها لتحسين حياتنا .

ويمكن لهذا النوع من المشاركة أن يغير حياتك ، حيث يمر معظم الناس بحياتهم دون أن يعيشوا أفضل ما فيها أو دون أن يعيشوا من الأساس ، فيمرون بالمواقف يوماً بعد يوم دون قضاء الوقت مع العالم من حولهم ، لكن ماذا لو قررت تغيير ذلك ؟ ماذا لو قررت أن تشارك بشكل كامل في حياتك ، وأن تأخذ الوقت الكافي لتجربة كل ما تقدمه ؟

فالمشاركة الكاملة سوف يجعلك أكثر حضوراً ، ففي هذه اللحظة أنت لا تفكر في الماضي أو المستقبل ، فأنت فقط تركز على ما يحدث الآن ويساعدك هذا على تقدير العالم من حولك أكثر والاستمتاع بتجاربك حقاً .

ويمكن أيضاً أن يجعلك أكثر إنتاجية ، وربما يبدو الأمر غير منطقي، ولكن عندما تعطي لحياتك الاهتمام الكامل فأنت في الواقع أكثر إنتاجية ، هذا لأنك لا تضيع الوقت في القلق بشأن أشياء ليست مهمة أو تفكر في مشاكل لا يمكنك التحكم فيها ، بدلاً من ذلك ، يمكنك التركيز على ما تحتاج إلى القيام به وإنجازه بكفاءة أكبر .

كما أن الاهتمام بعملك والمشاركة بأكبر قدر فيه بإمكانه أن يجعلك أكثر سعادة ، حيث تأتي السعادة من العيش في الحاضر والاستمتاع بتجاربك ، فعندما تشارك تعطي كامل اهتمامك لحياتك ومن المرجح أن تكون سعيداً لأنك لا تسكن في الأفكار السلبية ، أنت فقط تستمتع باللحظة وتتذوق الأشياء الجيدة في حياتك ، وستتمتع بصحة أفضل حيث اهتمامك بشكل كامل بحياتك يعني إنك تعتني بنفسك بشكل أفضل ، ففي هذا الوقت أنت تمارس الرياضة وتتناول الأطعمة الصحية وتحصل على قسط كافٍ من الراحة لأنك تعلم أن جسمك يحتاج إلى أن يكون بصحة جيدة لمواكبة نمط حياتك النشط ، ولذلك إذا كنت تبحث عن طريقة لتحسين حياتك، حاول أن تفكر في المشاركة بشكل الكامل فيها، قد تندهش من مدى إمكانية تغيير حياتك للأفضل .

وخلاصة القول هو أنه من خلال المشاركة الكاملة في اللحظة الحالية يمكننا الاستفادة من القوة التي تستطيع مساعدتنا في تحقيق أهدافنا والعيش حياة أكثر سعادة وأكثر إرضاء. وهذا لا يعني أننا يجب ألا نخصص وقتاً للتفكير في الماضي أو التخطيط للمستقبل ، بل يعني أنه يجب علينا التركيز على الحاضر والاستفادة القصوى من كل لحظة وعندما نهتم بالأشياء بشكل كامل ، وكما قلنا من شبه المؤكد أن نكون ناجحين وأن نشعر بالرضا عن أنفسنا .
 0  0  13.4K