المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
أسماء بامخالف - سلطنة عمان
أسماء بامخالف - سلطنة عمان
أسماء بامخالف - سلطنة عمان

الأم زهرة الحياة

الأم هي كلمة صغيرة لكنها تحوي العالم بأكمله، هي الدنيا المليئة بالفرح والأمل والحنان وهي سر من أسرار السرور في الدنيا، ورضا الله سبحانه وتعالى في الأخرة ، لذلك هي نفحةٌ من نفحاتِ الجنّة، ونسمةُ ربيعٍ وادعة تملأ القلبَ بالحياة وتملأ الروح بالأمل فهي الزاوية الدافئة والنور الذي ينير الطريق وهي زهرة الحياة فمن رحم الأم تبدأ الحياة وفي داخلها تكتمل مرحلة عمر كاملة، حين ينمو جنينها في بطنها فيأخذ من جسمها وصحتها وراحتها كل ما يحتاج وتمنحه كل هذا وأكثر وهي في قمة سعادتها لأن معنى العطاء هو الأصل من قاموس الأم.

فيا لها من كلمة جميلة تعزف أجمل ألحان الحنان والحب، ويالها من حروف رقيقة تجيد أسمى معاني الطمانينة والسكينة.

لذلك للأم دور عظيم في حياة أبنائها، يفوق تخيل الجميع فالأم لا تطهي وتطعم وتنظف فقط، بل هي تبني مجتمع، وتقيم حياة رجالاً ونساء، وتعد شخصيات للمستقبل فيجب أن يكونوا على وعي كافي بدورهم الذي يقوموا به في مجتمعهم، فالأم الصالحة هي النواة لصلاح المجتمع .

فالخنساء في معركة القادسية كانت تدفع أبنائها وتوصيهم بالثبات وحين فقدت الأربعة لم تولول ولا تصرخ بل كانت تقول الحمد لله الذي شرفني بقتلهم في سبيل الله عز وجل، وكانت مثال للمرأة المؤمنة القوية التي جعلت أبنائها رجال يدافعوا عن الدين الإسلامي وينصروا نبيهم المصطفى صلى الله عليه وسلم.

كما أن الأم أيضاً هي المسؤولة عن غرس القيم والمبادئ السليمة في أبنائها ، وهي المسؤولة عن توعيتهم بتقبل الإختلاف وعدم التنمر أو إنتقاد الآخر لمجرد أنه مختلف عنه، فالأجيال لا تقوم إلا بصلاح الأمهات، فهي المدرسة التي نتعلم منها جميع دروس الحياة دون إستثناء، وهي الملجأ والسكن.

فالأم تعلم أبنائها ما لا يتعلموه في المدارس، من أخلاقيات وعلوم وثقافات، فالطبائع التي يمارسها الأبناء منقولة لهم من تصرفات أبويهم، خاصة الأم، التي تقيم مع أبنائها طوال الوقت، لتعلمهم الخلق الرفيع والسلوك المستقيم.

لذلك فهي كملكة النحل التي تجمع الحب من جميع أزهار الحياة، وتُحوّله إلى عسلٍ صافٍ تسقي به أبناءها وهي في قمة سعادتها؛ لأنّها اعتادت على العطاء دون حساب، ودون أن تنتظر مقابلاً من أحد، فهي تسهر على راحة عائلتها، دون أن تُفكر ولو للحظة في عواقب السهر الطويل؛ لأنّ همها الأوحد أن يظلّ أبناؤها بخير، وأن تُظللهم الرعاية والعناية في كلّ وقت، فعطاء الأم لا ينضب أبدأ .

فهي مثالٌ لنبع الماء الصافي الذي لا يتلوث أبدأ ولا تُعكره الأحداث؛ لأنّها لا تُشبه في إحساسها أيّ شخص، فالجميع تجمعهم المصالح المشتركة والمتبادلة، أمّا الأم فهي تُقدّم مصلحتها في سبيل رؤية أبنائها أفضل الناس وحتى أفضل منها، لهذا لا عطاء مثل عطاء الأم، فهي صاحبة الفضل الأكبر على الأبناء .

لهذا كان لها أكبر نصيب من وصايا النبي -عليه الصلاة والسلام- في حث الأبناء على برّها ورعايتها وطاعتها، فعن أبي هريرة، قال: (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ»).[١] فيتضح فضل الأم في الدين الإسلامي الذي كرم الأم ووضعها في مكانها الصحيح لذلك فضل الأم عظيماً على أبنائها، والدين الإسلامي الحنيف قدس الأم ووضعها في مكان علياً، وجعل لها مكانة مرموقة تليق بدورها العظيم، فذكرت الأم كثيراً في القرآن الكريم، ووصف حملها ووهنها، كما أن هناك*أحاديث عن فضل الأم*كثيرة، توضح أهمية الأم وفضلها، ومن بينها:
أتى رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يسمى جاهمة، وسأل الرسول يا رسول الله إني أردت أن أغزو وقد جئت لأستشيرك، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم” هل لك من أم” قال نعم، قال “فالزمها فالجنة تحت رجليها”.

ما أعظمه من مكان الكل يتمناه فمن أراد ذلك فعليه برها حيث الأم تحتاج من أبنائها التواصل المستمر بالإطمئنان عليها وعلى أحوالها وصحتها يومياً حتى في ظروف انشغالهم الخارجة عن إرادتهم، وأيضاً إلى التقدير الذي يتضح من المعاملة الطيبة لها يقول الله تعالى: " فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهم قولاً كريما " فبعد كل ماقدمته الأم في شبابها على أبنائها ستود أن تشعر فقط بالتقدير حتى لو بنظرات حانية من أبنائها فيجب على الأبناء أن يتقدموا لأمهاتهم بالشكر وبالكلمات الجميلة التي تشعرهم بعظمة ما قدموه وما يقدموه كل يوم لأبنائهم، فالأم عطاء ممتد ولو بلغت من العمر أرذله، فمن دعواتها يكون الأبناء في حياة موفقة وتملئها السعادة .

فيجب عليهم أن يرعوا أمهاتهم ويساعدوهم في كل أمورهم، ويشاركوهم أحزانهم، فالأمهات أيضاً تحتاج متكأ وتحتاج صديق وصديقة ، فيجب أن يكون العطاء متبادل ، كما يجب أن لا ينهر الأبناء أمهاتهم ولا يحزنوا لهم قلباً ولا يدمعوا لهم عيناً ، فالأمهات بركة الحياة ونورها .
بواسطة : أسماء بامخالف - سلطنة عمان
 0  0  7.5K