المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
طارق محمود نواب _ سفير غرب
طارق محمود نواب _ سفير غرب

شهر الكنوز وتصحيح النفوس

رمضان شهر الكنوز وبه تتعدل النفوس، وها هي نسائم الخير والبركة اقتربت من أن تطل علينا من جديد، فأقبلت يا شهرنا الكريم، وها هي تتطاير الأيام مسرعة ليعود لنا خير الشهور بما يحوي من عظيم الأجر والثواب !

ويعد شهر رمضان فرصة مثالية وعظيمة لإعادة شحن طاقاتنا الجسدية والروحية أيضاً بالطاقة الإيجابية، وهو فرصة ذهبية لتغيير الكثير والكثير من العادات الخاطئة وترسيخ العادات الصحيحة بدلاً منها وحتى يصبح الإنسان قادراً على اغتنام الفرص بأفضل شكل في أفضل أيام العام، عليه أن يعي جيداً أن الإرادة والتصميم والتنظيم من الأشياء التي يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً خلال أياماً معدودة .

كما يجب أن يكون هناك تركيز وانضباط قويان أثناء شهر رمضان، حيث يتعين على الشخص مقاومة أي ضعف ومحاولة البقاء على الطريق الصحيح، وكذلك تحديث سلوكه بما يتوافق مع العادات الإيجابية ومن خلال تحقيق هذه الأهداف، ويمكن للشخص تفعيل التغير الإيجابي داخله والذي سيحسن مستقبله بشكل كبير .

بالإضافة إلى أن رمضان يعتبر فرصة ذهبية للفرد للتخلص من العادات السلبية التي قد تؤثر سلباً على حياته ، ويمكن استغلال هذا الشهر الكريم للتغير والتحسين من النفس وأخلاقياتها .

فعن طريق عدة خطوات وهي أولاً، يمكن للفرد تحديد العادات السلبية التي يعاني منها والتي قد يرغب في التخلص منها، سواء كانت هذه العادات مرتبطة بالطعام، المشروبات، استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط أو غيرها .

وثانياً، يمكن للفرد اتباع عادات جديدة وإيجابية خلال شهر رمضان، على سبيل المثال، الحرص على الصلوات الخمس وأداء العبادات والأعمال الخيرية، والاهتمام بالقراءة والتفكير في الذات، والحرص على الصداقات الإيجابية وتجنب الصداقات السلبية، والحرص على الإفطار بأكل صحي ومتوازن .

ثالثاً، يمكن للفرد أن يستفيد من ممارسة الصيام في تحسين علاقته بالله، كما أن الصيام يساعد على الالتزام بالانضباط والتحكم في الرغبات الشخصية .

فبهذه الطريقة، يمكن للفرد أن يستغل شهر رمضان للتخلص من العادات السلبية التي قد تعيقه من النمو والتطور، واستبدالها بعادات إيجابية تساعده على تحسين حياته الشخصية والدينية فهو الفرصة المثلى لاكتشاف طاقته وقدرته على تجاوز الصعاب والتحديات التي تعرقل طريق حياته، وليس فقط فرصة لتغيير العادات السلبية لكنها الفترة المثالية للبدء بإعادة النظر في حياته بالكامل وإعادة ترتيبها مرة أخرى، والتغيير لن يكون بين ليلة وضحاها بطبيعة الحال، ولكن رمضان فرصة مثالية كونه يوفر كل ما نحتاج إليه؛ كي نتمكن من استبدال العادات السلبية التي بداخل كل فرد منا بأخرى جيدة .

وكل هذا يأتي بعدة طرق مختلفة منها كتابة قائمة بالأهداف المرجو تحقيقها بالإضافة إلى العادات التي تحتاج إلى تثبيت وتمكين في النفس. والتخلص من الفوضى سواء المادية أو المعنوية، أي التي تتعلق بالمكان، أو بيئة العمل، أو الجسد، أو حتى بما يتعلق بفوضى التفكير وتشتت الذهن، والعمل أيضاً على استعادة التوازن سواء كان هذه التوازن نفسي أو جسدي أو روحي، وترتيب عادات جديدة نتطلع لممارستها والسعي للتخلص من العادات السيئة وتأثيراتها على حياتنا .

هذا وبالإضافة إلى تنظيم الوقت في رمضان بحيث يمكن تسهيل الواجبات المرجو القيام بها ، وسهولة تكرار نفس النمط يومياً ، هذا ما يجعله من السهل الالتزام بعادة ما أو تركها .

وبالتأكيد لا يوجد أي شخص معصوم عن الوقوع في الخطأ، فجميعنا نعاني من عادات خاطئة سواء كانت تلك العادات اجتماعية أو شخصية، والخطأ الأكبر من ذلك هو الاستمرار في القيام بتلك العادات والاستسلام لها دون التفكير بتغييرها أو تبني عادات غيرها .

فشهر رمضان المبارك من أهم وانسب الأوقات التي تعيد للإنسان توازنه النفسي والروحي، وهو الوقت الأنسب لإعادة ضبط عاداتنا وما ذكرناه من أمثلة على العادات ما هو إلا إشارة لنا جميعاً كي نصبح أفضل ونحقق إنجازات مفيدة لنا في هذا الشهر الفضيل وبعده أيضاً؛ ولذلك فليكن رمضان محطة انطلاق جديدة في حياة كل منا، وفرصة رائعة للبدء من جديد والتخلص من العادات الضارة على مختلف الأصعدة، فمع نهاية الشهر المبارك سنكتشف أننا حققنا انتصاراً كبيراً سيظل معنا لشهورنا القادمة، وسنبدأ عادات جديدة صحية تصبح نمطاً يومياً لحياتنا ، وختاماً أسأل الله عزوجل أن يبلغنا هذا الشهر الكريم وأن يوفقنا لصيامه وقيامه وكل عام وأنتم بالوجود .
 1  0  18.2K