المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
طارق محمود نواب _ سفير غرب
طارق محمود نواب _ سفير غرب

كيف تحول الخصوم إلى حلفاء

إن كنت تمتلك كافة المقاومات اللازمة لنجاحك لكن دون امتلاك القدرة على التأثير على الاخرين فسينقصك اهم عنصر للنجاح لان النجاح يحتاج الى مهارات تقنيه بنسبة 10% مثل الموهبة ومهارات التعامل مع الاخرين بنسبة 90%، فإذا كان عملك يعتمد على البيع والتفاوض أو كنت تمتلك منصب إداري فأنت تحتاج الى مهاره التعامل مع الاخرين والتأثير عليه لتحويل اشد المعارضين الى داعمين وقد يكونوا هؤلاء الاخرين هم زملائك في العمل او اصدقاء او عملاء او شركاء او حتى افراد من عائلتك.
لا يمكنك اقناع مديرك بمنحك علاوة وانت تحاول شرح مدى احتياجك لهذه العلاوة، و لكنه بالتأكيد سيقتنع ان شرحت له ان عملك المجتهد يجعله يظهر بشكل جيد امام مديره هو، وبالتالي ستستحقان أنتما الاثنان علاوة، بمعنى اخر كلما جعلت مصلحه الاخر في اعتبارك اولا أثناء الحديث ستجده اكثر انفتاحا وقبولا لتنفيذ ما تطمح اليه انت، ومن هنا ولتنفيذ ذلك الهدف الذكي في التأثير على الاخرين وتبادل المنفعة في اي نوع من المعاملات هنالك عده مبادئ تساعدك وتجعلك خبيرا في العلاقات اهمها ان تتحكم جيدا في انفعالاتك، وهذا لان التحكم في ردود افعالك قد يحول اي موقف سيء الى موقف هادئ وايجابي ويحول الخصم الى حليف، فعلى سبيل المثال، إذا اتصل بك عميل يصرخ في الهاتف عن سوء منتجك ويعتدي بوابل من الالفاظ السيئة فأمامك تصرف من اثنين، الاول ان تقاطعه انت بالصراخ ويتحول الموقف الى عداء أو ان تهدئ وتتحكم في رد فعلك وتصمت ثم تستمع اليه جيدا، ومن ثم تجيبه بكل بساطه ربما اكون مدينا لك بالاعتذار ماذا استطيع ان اقدم لك؟ في هذا الموقف سيجيب العميل اما بالهدوء او على اقل تقدير سيشعر بردك هذا انك في صفه ولست خصمه مما سيساعدك في تطبيق المبادئ التالية، اما لو اخترت طريقة الانفعال فأنت خاسر من البداية، يمكنك التدرب على مختلف المواجهات في عقلك لتكون مستعدا لمواجهتها بهدوء وضبط النفس، فالتحكم في الانفعالات اولى الطرق لتوفير بيئة جيده لتبادل المنفعة.
كما يقول جورج برنارد شو: "ان المشكلة الاكبر في التواصل هي توهم وجودها". وقد لخص بذلك واحده من اهم المشاكل الإجتماعية التي تحدث يوميا معنا جميعاً، الا وهو اختلاف منظور البشر للحياة بسبب اختلاف منظومه معتقداتهم، والمعتقدات هي جميع الخبرات والمعرفة المكتسبة منذ الصغر التي تشكل طريقه فهمنا وتعامنا مع الحياه، ولان لكل انسان طريقه مختلفة في التربية والدراسة فلم تجد اثنين يفهمان جميع الامور بنفس الطريقة بالضبط، ويحدث ذلك مرارا معنا جميعا كخلافات بين افراد الأسرة الواحدة وزملاء العمل نتيجة شيء قيل اعتقد احدهم بان قائله قصد به اهانه وبعد سوء فهم كبير للموقف تتضح الحقيقة و تصفى النفوس وعندما تواجه خلافا مع اي شخص، عليك ان تسال نفسك الأسئلة التالية ما سبب سوء الفهم في الخلاف وهل يمكن ان تحاول الى طرح افكارك بطريقه اخرى تمكنه من فهمك بشكل اوضح، على سبيل المثال، قد تعتقد بان منزلك قريب من البحر ويعتقد الآخر بانه بعيد وهذا مجرد اختلاف في المنظور ليس إلا و إن المسافة بين المنزل والبحر ثابتة ولا تتغير وعند طرحها بالأرقام تصبح معرفتك ومعرفته عن مدى قرب المنزل من البحر ثابته و صحيحه بجانب الالتزام بضبط النفس والهدوء ومع تلك الأسئلة ستتمكن من حل اي خلاف ناتج عن سوء فهم بسيط.
ضع دائما في اعتبارك أن اي شيء تقوله للأخرين يمكن أن يتم تفسيره بطريقتين وذلك حسب منظور الشخص المستمع نفسه، لذلك من الواجب عليك ان تكون دقيقا في عرض منظورك عن الامور حتى توصل ما يدور في عقلك ببساطه للآخرين بشكل جيد ومرتب، فلكل انسان منظور مختلف عن الامور، يجب ان تتعلم مبادئ احترام منظور الغير ولأجل فهم كامل بمنظور الآخر يجب مراعاة الأنانية ودائما نذكر الأنانية في اطار سلبي على الرغم من انها السبب الحقيقي وراء الاختراعات التي حققت على مدار التاريخ فالإنسان يعمل اي شيء لسبب رغبه الأنانية بداخله لشعوره بالراحة او لتحقيقه طموح معين.
و حتى الاعمال الخيرية تتم بغرض الرغبة بشعور الرضا عن النفس و بالتالي كلما وضعت الأنانية بالشخص الاخر في اعتبارك تمكنت من اقناعه والتأثير فيه بشكل اقوى لأن بعلاقته بك تتحقق الأنا الخاصة به ولا يعني ذلك انه عليك التقليل من الأنا الخاصة بك بل تحقيق الأنا الخاصة بكما معا وهو ما يؤهلك لوضع الإطار الصحيح للمعاملات بينكما الامر يشبه التعامل مع طفل صغير وقع على الأرض فاذا قام أبواه بالضحك، سيضحك الطفل وينسى أمر الصدمة، وإذا أصدرا مشاعر الخوف سيصرخ الطفل، فحاول في المرة القادمة ان تضحك في وجه خصمك في محاوله لتغيير اطار العلاقة بينكما من الخصام الى الود، لتكون انت ما تتحكم في تحديد اطار هذه العلاقة بطريقه ايجابيه والترحيب الصادق و باعتياد الأمر مع جميع تعاملاتك قد تحول اي خصم محتمل إلى حليف من البداية.
فإن مراعاه الأنا الخاصة بالأخر وتحديد الاطار الصحيح للعلاقة من المبادئ العامة في التواصل مع الاخرين، بعد ان تهدي نفسك وتتفهم اختلاف المنظور بينك وبين الاخر بل وتضع إطارا مناسبا للعلاقة من خلال تقديرك واحترامك للأنا الخاصة به سيتبقى اهم خطوه وهي تقديم الموضوع والنقد او العرض الذي انت بصدد الحديث فيه وكيفيه ايجاد السياق المناسب للكلام هذا الامر يسمى الكياسة، والكياسة هي القدرة على اقامه محادثه صعبه بطريقه لا تجعل الاخرين يشعرون بالتهديد وذلك من خلال التعاطف مع الاخرين ووضع نفسك في موقفهم لمحاوله فهم مشاعرهم، وهذه السياسة هي مهاره يمكن اكتسابها من خلال اختيار الكلمات المناسبة والوقت المناسب لقولها فعندما تجد نفسك في موقف تحتاج فيه الى تقديم نقد او نصيحه او تحاول اقناع شخص ما سواء من افراد اسرتك او في اطار عملك، يمكنك اولا ان تجرب الحوار في عقلك كيف ستقول ما تود قوله، وكيف سيشعر الاخر عند سماع ما تقول، وهل في ذلك مصلحه له ترضي طموحاته ورغباته، وهل الوقت مناسب لذلك، وهل ملامح وجهك تلائم ما تود توصيله من تعاطف مع الاخرين، كلها أسئلة تساعد على تحديد ما تحتاج اليه وتذكر بان العبارات ذات الكياسة تكون دافئة، وليست قصيره، ومباشره، وصريحه في نفس ذات الوقت وتعرض المشكلة بوضوح، فالكياسة والتعاطف من اهم نقاط تأثيرك على الآخرين لتتمكن من نقدك بطريقة صحيحة.
 0  0  13.4K