المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
طارق محمود نواب _ سفير غرب
طارق محمود نواب _ سفير غرب

قوة العادات


لكل منا عاداته وسلوكياته، ولكل منا خياراته وتصوراته في هذه الحياة. لكن أهم شيء في هذه الحياة هو أن نعرف كيف تظهر هذه العادات التي ننشأ عليها دون وعي منا أو دون أن ننتبه إلى التفاصيل التي تكونها. من اجل ذلك سوف نتحدث عن خريطة طريق لمعرفة قوة العادات وأثرها، وطريقة تشكلها والأشياء التي تتحكم فيها.
أن العادات تنشأ لدينا لأن العقل هو المسؤول عنها وهو الذي يبحث من خلالها عن طريقة توفير الجهد ليحاول من خلال أجهزته الخاصة أن ينقل اي امر نقوم به بشكل روتيني إلى عادة وعمل متكرر وهذا يجب أن نفهمه بشكل جيد إن حاولنا استحضار الفوائد التي تقوم بها العادات لمخ الإنسان.
العادات تسمح لعقولنا أن تخفف من نشاطها في كثير من الأحيان، العادات توفر الجهد على عقولنا، فالعقل الفعال يتطلب مساحة أقل في التوقف عن التفكير طوال الوقت في اشياء مثل المشي او اختيار الطعام، ولكن الخطير هنا هو أن الجهد الذي تقوم بتوفيره العادة أمر مخادع، فإذا انخفضت طاقة عقولنا في اللحظة الخطأ فربما نفشل في ملاحظة شيء مهم كحيوان مفترس مختبئ وراء شجيرات أو سيارة مسرعة تمر في منتصف الشارع، فالعادات تنشأ في المخ لتوفير الجهد عليه ولكنها تشكل أيضا أمر مخادع له.
فإن العادات تبدأ بالتشكل والتكون حسب مجموعة من التجارب والابحاث التي قام بها العديد من العلماء والمختصين عن طريق وضع دليل، وأمر روتيني، ومكافأة معا ثم رعاية الرغبة التي تعزز تلك الحركة فمثلا، عندما يرى المدخن دليلاً وهو علبة السجائر يبدأ عقله في توقع جرعة النيكوتين فمجرد رؤية العلبة يبدأ العقل تلقائيا باشتهاء النيكوتين وإذا لم يصل النيكوتين فإن الرغبة تزداد إلى أن يمد الإنسان يده دون أن يفكر في حمل سيجارة ليدخنها، ولكن رغم كل هذا التأثير الذي تحدثنا عنه إلا أن هذه الرغبات لا تسيطر علينا سيطرة كاملة حيث نفقد قوتنا بشكل مطلق، فهناك بعض الآليات التي يمكن من خلالها أن نتجاهل كل هذه الاغراءات، ولكي تخلق لنفسك عادة إيجابية يمكنك ايضا أن تستخدم تلك التركيبة فمثلا، يمكنك أن تمارس الرياضة بشكل يومي، اختار مكافأة كشرب كأس عصير، فالعادة تترسخ بوضع دليل وأمر روتيني ومكافأة معا.
فيمكن لأي شخص فينا أن يغير عادته الذي نشأ عليها والأنماط الإجتماعية التي تربى فيها بشرط أن يكون واعي للأليات التي تتحكم في ذلك فعندما تدرج الدلائل و المكافآت فأنت في منتصف الطريق لتغيير عاداتك فالحقيقة أننا يمكننا برمجة عقولنا فقط يجب علينا التأني والبحث والدراسة فمثلا إن كنت تريد التوقف عن تناول الوجبات السريعة فهل الجائزة تتمثل في إشباع جوعك ام في القضاء على الملل، فإذا كنت تتناول هذه الوجبات لتشبع رغبتك، فيمكنك العثور على أمر روتيني اخر مثل القيام بجولة مشي سريعة أو الإستراحة مع أحد الأصدقاء، ماذا يعني لنا هذا الامر؟ يعني أن الإنسان قادر على تغيير عاداته وأنماط سلوكه عندما نقوم بتحديد الدلائل و المكافآت.
لقد أثبتت مجموعة من الدراسات والابحاث أن العائلات التي تتعشى خارج المنزل يكون أطفالها على مستوى جيد في التعليم ودراستهم كنا أن ثقتهم في أنفسهم تكون بنسبة عالية إذا تمت مقارنتها بباقي الاطفال، كما أن ترتيب الفراش كل يوم يجعل الإنسان أكثر إنتاجية من الأشخاص الذين لا يهتمون بهذه الجوانب التنظيمية معنى ذلك أن كل هذه السلوكيات التنظيمية على الرغم من أنها تبدو عادية إلا أنها تنعكس بشكل أو بأخر في أحداث تغيرات عبارة عن سلسلة من ردود الأفعال تساعد العادات الأخرى الجيدة للترسخ والبقاء، فإذا ركزت على تغيير عاداتك الأساسية أو إصلاحها يحصل سلسة لا متناهية من التغيرات المحيطة بهذا التغير، ولكن هذا الأمر ليس سهلا بالدرجة التي نتصورها، ولكي تحدد العادات الأساسية والمحورية يجب ان تعرف أين تبحث عنها فاكتشاف العادات للبحث عن خصائص معينة تستعد العادات الأخرى غير المحورية على الازدهار والتطور.
 1  0  9.3K