المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 29 مارس 2024
طارق محمود نواب _ مكة
طارق محمود نواب _ مكة

الاغاني اليوم علبة تونة منزوعة الدسم

ارى ان حال الاغنية اليوم يشبه كثيرا حال الشخص الذى طلب منه الطبيب ان يقوم بعمل رجيم قاسي لخسارة عدد معين من الكيلوهات المتراكمة فى انحاء متفرقة من جسده حتى يسترد صحته وعنفوانه ، وهذا حالنا اليوم مع الاغنية التى ومع التطور المذهل للحياة اصبحت كاالمعلبات العذائية منزوعة الدسم مجبر على تناولها لكنها لاتصل بك الى حالة الاشباع،وكنت فى حديث قبل ايام مع احد الاشخاص والذى يري ان الاغنية اليوم بخير وان الساحة الغنائية لاتزال عند حسن ظن المستمع، فوجهت له سؤال وقلت له من هو سيد الساحة الغنائية في يومنا هذا فااجابني وهل هنالك غير فنان العرب محمد عبده ،فقلت له اتفق معك ولاجدال في ذلك خاصة برحيل صوت الارض الفنان الكبير طلال مداح رحمه الله ،فقلت له هل لك ان تذكر لى اغنية لفنان العرب محمد عبده في الخمس سنوات الاخيرة لاتزال عالقة بالاذهان واحدثت صدي كبير بالخليج والعالم العربي ، فسكت وجلس يفكر ويحاول ان يجد اي اغنية لكنه وبطبيعة الامر لم ولن يجد لان اخر اغنية نجحت لفنان العرب وذاع صيتها كانت اغنية الاماكن هذه الاغنية التى دخلت قلوب المستمع والمتذوق الفني بالخليج والعالم العربي اجمع وكان وقت طرحها عام ٢٠٠٥م اي قبل ١٨ عاما تقريبا ،ومن ذاك العام حتى عامنا الجديدم٢٠٢٣ والذي هل علينا مع مطلع هذا الشهر غنى وشذا فنان العرب العشرات والعشرات من الاغانى التى لن اقول انها دون المستوي لكنها لم تسكن اعماق وقلوب المستمعين والمتذوفين للاغنية ولم تنال على رضائهم ،والحال نفسه ينطبق على كل نجوم مطربي العالم العربي ومنهم جورج وسوف او كاظم الساهر او هاني شاكر فهم لم يغيبو عن الساحة الغنائية ولم ينقطعو عن الغناء بل انقطعت بينهم وبين المستمعين والمتذوقين للاغنية
الاغنيات التى تعودوها منهم والتي تحمل الاحساس الصادق واللحن الشجي حتي تعيش لكل زمان وكل مكان. وقد يحكم بعض نقاد الفن على الحضور الجماهيري للحفلات الفنية وانه تحظي بحضور كبير من قبل الجماهير ،واتسائل هنا هل هذا المقياس ان نحكم ان الاغنية لاتزال في توهجها وانها امتداد لجيل عمالقة الغناء ابتداء من سيدة الغناء العربي كوكب الشرق ام كلثوم والعندليب الاسمر عبدالحليم حافظ وموسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب،فالاجابه بالمنطق طبعا لا والف لا فلاتوجد مقارنة من قريب والا من بعيد فعمالقة الغناء القدامي ورغم رحيلهم عن عالمنا لااكثر من خمسة عقود الا ان اغنياتهم لاتزال تحمل صفت البقاء والخلود حتى ابناء جيل اليوم يحفظونها ويتغنون بها واستشهد فى مقالى هذا بحفل الفنان عبدالمجيد عبدالله والذي اقامه مؤخرا في عروس البحر الاحمر مدينة جدة وغنى فيها اغنية سبحانه وقدروا عليك لسيد الشجن الفنان الراحل فوزي محسون وكل من حضر الحفل او شاهده بالتلفاز لاحظ كيف ان الغالبية العظمي من الجمهور الكبير الحاضر كان من ابناء الجيل الحالى جيل الشباب وكان يرددونها رغم ان عمر الاغنية تجاوز الاثنان والخمسون عاما حيث غناها سيد الشجن الراحل فوزي محسون رحمه الله في عام ١٣٨٨ هجري ،ولك ان تتخيل عزيزى القارئ كيف ان اغنية كهذه لاتزال حاضرة وباقية ولم تنسي من الذاكرة ولك ان تقيس عليها اغنيات كثيرة باقية وصامدة رغم تغير السنين،ورغم ان وقت غناءها انذاك لم تكن هنالك امكانيات لا بالتسجيل ولم يكن هنالك الات موسيقية والا حتى استديوهات تسجيل مؤهلة كما هو الحاصل اليوم مع الاغنية والتى اصبحت كاالاكلات السريعة والذي يحذر منه جميع الاطباء بانه غير صحي ويؤدي الى امراض وخيمة، كحال اغنيات اليوم التي تسمع ولاتطرب ولاتشجي وخلاصة القول اقول بالامس كان عدد الفناننين جدا قليل لكنهم تركو بالتاريخ بصمة لعقود زمنية مستقبليه رغم ان ولادتهم الفنية كانت في ظروف قاسية ومن المفترض وبلغة العقل ان لايكون لهم اثر ولا بصمة،واليوم الظروف تغيرت واصبح فناننين اليوم يمتلكون كل الادوات الفنية وكل الظروف تسير بصالحهم الا ان بصماتهم تكاد تكون معدومة وقد يصاحب مسيرتهم الفنية نجاح اغنية او اثنين او حتى عشر اغاني لكنها لاتحمل صفة الاستمرارية فهي كفقاعات الصابون تغيب تلقائيا،وكل مااتمنى ان تعود الاغنية لما كانت عليه بالسابق والذي كان يجتمع فيها ثلاثي العمل بالاغنية وهم كاتب النص والملحن والفنان حتى تخرج الاغنية بااحساس صادق لمستمع اليوم والذي بكل تاكيد يبحث عن الاغنية الجميلة من حيث الكلمات والثوب اللحني المميز والصوت الشجي.
 2  0  10.6K