المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
د.ابراهيم عباس نــَـتــّو
د.ابراهيم عباس نــَـتــّو

عن د.ابراهيم عباس نــَـتــّو

عميدسابق بجامعة البترول.

مارينا.نِعمت/سجِينةُطهران سيرة ذاتية.



من قراءتي في خريف 2022م، كان الكتاب الفاذ سجينة طهران و قد نشر في 2007م، رواية ذاتية لسجينة الرأي مارينا نعمت (في الفارسية: مارينا مُرادي بَخت)، التي تم اعتقالها لأنها كانت قد عبّرَت في سن المراهقة برأيها في الصحف الجدارية بالمدرسة؛ و ايضاً بعد أن طلبت من معلمة الرياضيات التركيز على شرح درس 'التفاضل و التكامل' بدلاً من الحديث في السياسة مثل أفضال الثورة الإسلامية؛ و اعتبرت السلطة ذالك الموقف كبيرة من كبائر السلوك و ارتكاباً لجريمة سياسية، أي معاداة النظام؛ فاتصلت مديرة المدرسة بزملائها في الحرس الثوري، و تم اعتقال مارينا في 1982م و هي لم تزل في الثانوية، في سن السادسة عشرة. ثم عانت في سجن إيڤين انواعاً من التعذيب و الترهيب و الإضطهاد.. و تم تجهيزها للإعدام.

كانت مِهنةُ ابيها فن الرقص؛ بينما كانت أُمُّها تدير صالوناً في فنون التجميل. و جدتُها لأمها كانت أُرثُدُكسية فضّلت التحدث بالروسية طيلة حياتها رغم معرفتها الفارسية. (كان مسيحيّو إيران إمّا أَرمَنيّو الخلفية او من اصول آشورية في قديم العراق.)

و كانت لمارينا زميلة من اتباع الديانة الزرادشتية، فتؤمنُ بربٍ/اِلهٍ واحدٍ أحد، فردٍ صمد (أهورا مازدا)، و بشعارٍات مُرتّبة: نقاءُ الأفكار؛ ثم صفاءُ الأقوال؛ ثم صالحُ الأعمال.

في 1982م، قبضت السلطةُ الحاكمة على مارينا و اودعتها سجن (إيڤين) سيء الذِّكر و السُّمعة؛ و كان 'علي موسوي'، المشرف على زنزانتها، يرغبُ الاقتران بها رغم ممانعاتها؛ و سعىَ بكافة الطرق و 'الضغوطات'، و منها تحَصّلُه من السلطة الحاكمة على تخفيف الحكم على مارينا من الاعدام شنقاً، الى السجن مدى الحياة في فترات من التعذيب، ثم الى السجن لثلاث سنوات. و كانت حُظوة (علي) لدي النظام أنه كان معارضاً للنظام السابق، حكم الشاه.

ثم نجحت ضغوط 'علي' في تحقيق الاقتران بمارينا بعد اجبارها على ترك دينها؛ و أيضاً في معاشرتها غصباً. و حملت منه، لكن صادف أن حدث خلاف و شجار بين 'علي' و مسؤولَ (السّاڤاك/ الپوليس السري) بمصلحة السجون، فقتل الثاني الأوّلَ؛ و في خضم الحادث، فُقدَ الجنين.

و كان (اندريه) مجنَّداً إبّان حرب الثمان سنوات العراقية الإيرانية؛ و بعد تمام خدمته العسكرية، و اطلاق سراح مارينا، برزت الفرصة لإعادة علاقتها بمن كانت تهواه: صديقها السابق، أندريه، الذي حاضرَ في جامعة سيستان/بلوشِستان؛ و كان أيضاً من اتباع ديانتها.

ثم واجهت مارينا و خطيبها اندريه عدة عقبات لتقترن به؛ و من ذلك معضلة كون أنها كانت قد صارت 'مُسلمة' بسبب زواجها من (علي)، و بذا تكون (مُرتدة) لو أنها عادت للأرثدُكسية لتتزوج (أندريه).

لكن، بُعيدَ زواجهما انجبا طفلهما الأول في زاهدان، إيران؛ ثم تمكّنا من الخروج من موقع الضنك و العنفوان، و سافرا في 1990م، عبر أكثر من محطة، حتى وصلا الى بر الأمان، في كندا، حيث كان يعيش اخو مارينا.

الكتاب من ترجمة الاستاذة القديرة سُهى الشامي، في لغةٍ عربية اثارني رقيُّها؛ بل و استفدتُ من سردها و من صياغاتها، دقةً في اللغة و جمالاً في التعبير.

و حصلت دار الهنداوي على حقوق الترجمة و النشر في 2013م؛ و جاء الكتاب في 18 فصلاً، في 302 صفحة، شاملاً ملحقاً بمقابلة مع المؤلفة. تم نشره بمقدمة فيّاضة بقلم الأستاذة فاطمة الناعوت.
 0  0  12.9K