سَخِرت فضحك الآخرين .. وماذا بعد؟
قال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ﴾.
إذا رأيت رجلاً مبتلًى فلا تسخر وتتهكم .. فقط احمد اللهَ على العافية واسأل اللهَ أن يعافيه بدلاً من أن تسخَر منه فيعافيه الله ويبتليك
وكما قيل: "لا تسخر من أخيك، فيعافيه اللهُ ويبتليك".
وللأسف ما يدفع على السُّخْرِية واحتقار الناس إنما هو الكبرُ وهو من أسوأ خصال الشر .. والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول : ( الكِبْر بطرُ الحقِّ وغمطُ الناس ).
وقال ( لا يدخل الجَنَّةَ من كان في قلبه مثقالُ ذرَّةٍ من كِبْر )
وكان عيسى عليه السلام يقول: "لا تنظروا إلى عيوبِ الناس كالأرباب، وانظروا في عيوبِكم كالعبيد، إن الرَّجل يبصر القَذاةَ في عين أخيه، ولا يبصر الجِذع في عينَيه، وإنما الناس رجلان: معافًى ومبتلًى؛ فاحمدوا الله على العافية، وارحموا المبتلى".
وعجبني ما نصح به أحد الفضلاء في كيفية مواجهة السخرية والتهكم فقال : عليك التظاهر بالهدوء إذا سخر منك أحدهم لأى سبب كان سواء كان وزنك أو طولك أو أى شيئ أخر فلا تغضب أو تظهر أى ردة فعل تجاه الأمر وتذكر أن هذا ما يريده ، هو يريدك أن تشعر بالسوء تجاه نفسك لذلك كلما أظهرت ردة فعل عنيفة وقوية كلما بدوت ضعيفاً متذبذباً ، وتمنحه فرصة التمادى في السخرية منك، لذا سر في طريقك ولا تُعرّه أى إهتمام وكأنك لا تراه.
وتذكر أن كل شخص لديه عيب ما .. لا يوجد شخص كامل أبداً مهما حاول أن يظهر خلاف ذلك .. فكل شخص لديه نقطة ضعف ، وكونه أحسن إخفائها هذا لا يعنى انها غير موجوده، ففي الغالب الشخص الذي اعتاد على السخرية من الأخرين يكون ضعيف الثقة بالنفس لأنه يخاف دائماً من عيوبه ويخاف أن يفتضح أمره أمام الأخرين فيكون هو محط السخرية لذا يسعى دائماً للتقليل من شأنهم بمضايقتهم في ذكر نقصهم ليشعر بالرضا عن نفسه الساخرة هداه الله.
______
*مستشار اجتماعي