مصداقية القياس وتعليم مستجد
من أهداف المركز الوطني لقياس أداء الاجهزة الحكومية قياس مدى تقدم الأجهزة الحكومية المختلفة من خلال مؤشرات الأداء الرئيسية وهي تلك المقاييس التي تعكس مدى تقدم أي مؤسسة نحو تحقيق أهدافها الإستراتيجية، فما لا يمكن قياسه لايمكن إدارته بإعتبار القياس هو الأهم في إدارة العمل المؤسسي،والإنطلاق بفاعلية من الواقع إلى المأمول،وإذا كانت القطاعات على اختلافها واختلاف أهدافها الإستراتيجية تحتاج إلى قياس مستوى التقدم وتحديد فجوات الأداء من أجل التحسين فإن مؤسسات التعليم تقيس مستهدفاتها من خلال قياس "نواتج التعلم" ومدى وصول هذه النواتج للمستهدفات التي نطمح لها من خلال رؤية ٢٠٣٠ وربط ذلك بالمستجدات الحالية، ومن هنا تبرز أهمية مصداقية القياس لرصد مستويات التقدم،ولن يتم ذلك إلا من خلال بناء أدوات قياس تتناسب مع مستهدفات كل مرحلة وبما يتفق مع المتغيرات فما كان مقبول في الأمس قد لايتناسب مع مستجدات المرحلة الحالية وخصوصاً في ظل إحتياجات مؤسسات التعليم(للتعليم عن بعد)والذي أصبح مطلباً هاماً في ظل مانعيشه اليوم،وقد يرى بعض التربويين أن
"التعليم عن بعد"لم يعد أمراً اختياريا بقدر ماهو إنتقال تدريجي "لتعليم مستجد"، ويتطلب ذلك بناء مؤشرات أداء ضمن الخطة الإستراتيجية الحالية لقياس
"نواتج التعلم عن بعد"وبكل مصداقية لكي يحدث التطوير والتغيير بما يتناسب مع مستجدات النظام التعليمي.
ولعلنا ندرك أن أنظمة التعليم اليوم وعلى مستوى العالم تمر بمتغيرات استثنائيه تتطلب تخطيطاً استراتيجياً استثنائياً،كما تتطلب خططاً إستراتيجية غير مسبوقة، ومن هنا فإننا كتربويين نحتاج بناء مؤشرات أداء لقياس"نواتج التعلم"وفق المستجدات ومايتبع ذلك من تقييم وتقويم وتحديد فجوات الأداء ووضع خطط علاجية ووقائية وصولاً لتحسين العمليات في نظام تعليمي من أهدافه(متعلم منافس عالمياً)، ولاسيما أن أنظمة التعليم اليوم تخضع لمتغيرات عديدة ولعل أبرزها المتغيرات المتسارعة اقتصادياً واجتماعياً وتقنياً.