المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
بندر نواب - مكة
بندر نواب - مكة

نظرات تأملية في المجتمع




التواصل البشري هو سبيل التكاتف الاجتماعي، و التكاتف المجتمعي هو الطريق وحيد الاتجاه لبناء الثقافة الاجتماعية المتكاملة وما نراه اليوم من تفكك خطير و تكاتف عسير إنما هو نتيجة حتمية لانعدام فعالية التواصل الانساني في مجتمعاتنا.
و إن من الأمر الغريب و الخطر الرهيب هو أولئك المتقوقعون في قمامات أفكارهم و حنايا قناعتهم، ممن يرفضون الفطرة الاجتماعية السليمة، و يخبئون الغلط خلف أصابعهم –أو على الأقل يحاولون ذلك- لكن لا يصح إلا الصحيح.
يقول كثير من كبار العلماء و أصحب العقول بأن البشرية لا تكتشف علوماً جديدة؛ إنما يعيدون اكتشاف العلوم القديمة فقط. و لو ألقينا نظرة منطقية على الحضارات التي سبقتنا و التي اختفت لسبب أو لآخر، لسنا في صدد مناقشة سبب اندثارها، ما يهمنا هو سبب تطورها و تقدمها، إنه التوحد الفكري و المعنوي المجتمعي، العقلية أو Mentality التي كانت عند هذه الشعوب باختلاف ثقافاتها و هيغ تبني ما يسهم في نهضة المجتمع و نبذ ما يسبب تراجعه و ضعفه، و لا يخلو الأمر طبعاً من الشذوذات الفردية أو الجماعية.
القضايا المجتمعية في عصرنا الحاضر إذا ما عقدنا العزم على التعمق بدراستها و التتبع الدقيق لجذورها و أسبابها سنجد بأنها نتاج شذوذ اجتماعي عن القيم و المبادئ السامية، هذا الشذوذ و الانحدار بالتأكيد لم يظهر و ينتشر كجائحة أو وباء، بل يبدأ عند فرد ما، ينقل هذا الشذوذ الى محيطه من عائلته أو أصدقائه أو زملائه، و الآخر ينقله إلى محيطه أيضاً و هلم جراً، حتى يصبح هذا الفعل الخاطئ هو الصواب بعينه، و تنقلب الموازين إلى غير رجعة.
مشكلتنا اليوم هم أولئك الذين يتبنون الخطأ و الجهل و يروجون له و يدافعون عنه بشراسة أمام كل من يحاول نشر الوعي في المجتمع، أو حتى الإضاءة على المشاكل التي نعاني منها، هناك مقاومة كبيرة لكل ما هو صحيح و نهضوي، و المشكلة أن الأسباب غير معروفة و لا مفهومة، هذا الجهل المنتشر بين ثلة كبيرة من أفراد المجتمع أيضاً شبه مجهول السبب، قد يكون الإعلام أو التربية أو التعليم أو السياسة... الخ.
للأسف وصل الكثير من أبناء المجتمع ممن يدركون الصواب و يفهمونه و ممن لديهم وعي اجتماعي إنساني؛ إلى اقتناع كامل بأن الإنسان عليه بنفسه و عائلته فقط، أن يتبنى الصحيح و ينشره بين من يثق به و لدى عائلته، بعيداً عن مغيبي الوعي، و قد تشكل هذه السياسة نواة لحلٍ ما، إلا أنه بالتأكيد حل طويل الأمد و بطيء للغاية.
ربما ما نحن فعلاً بحاجته هو ثورة مفاهيمية اجتماعية، توعوية و تربوية في الوقت نفسه.
 0  0  13.5K